أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

الصين تختبئ تحت الماء

الصين تختبئ تحت الماء

كاظم فنجان الحمامي

بدأ الشك والارتياب يساور البنتاغون حيال المنشآت الصينية المخفية تحت الماء، والمنشآت الأخرى الظاهرة على السطح، فقد أثارت الجزر الاصطناعية والمنشآت العسكرية في بحر الصين الجنوبي قلق جيرانها. وبات من الواضح انها باشرت بإنشاء ملاذات حصينة لإيواء غواصاتها النووية المسلحة بالصواريخ الباليستية. وهذا يفسر مساعيها الحثيثة نحو بسط نفوذها في ذلك البحر، الذي يعد المكان الأمثل لإخفاء غواصاتها. حيث تصل أعماقه إلى آلاف الأمتار في بعض الأماكن، مع وجود أخاديد ومنخفضات تحت الماء صالحة لهذا الغرض. وتسعى الصين جاهدة لتنفيذ مشاريعها المريبة داخل تلك التجاويف المهيئة لغواصاتها ومعداتها الحربية. .
يُعد بحر الصين الجنوبي، الذي تحده فيتنام والصين وتايوان واليابان والفلبين وماليزيا، من أهم الممرات الملاحية لخطوط الشحن التجاري. وتزعم الصين انها تبسط سيادتها على 80% منه، وهو إدعاء عارضته الدول الأخرى بشدة. لكن الصين ترى انها تمتلك الحق المطلق في ضم هذا البحر إلى مناطقها الاستراتيجية الحساسة بضمنها قاعدة الغواصات في سانيا Sanya، في جزيرة هاينان الصينية Hainan island. وقد قامت بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني ببناء أنفاق تحت الماء لترسو فيها بعض غواصاتها بهدوء، بما في ذلك تلك التي تحمل صواريخ باليستية. .
كانت الصين تمتلك 56 غواصة هجومية حتى عام 2014، بما في ذلك خمس غواصات تعمل بالطاقة النووية. ولديها ما لا يقل عن ثلاث غواصات تعمل بالطاقة النووية قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، وتخطط لإضافة خمس غواصات أخرى، وفقا لتقرير البنتاغون الذي صدر العام الماضي. .
وبحلول عام 2023 أصبح لدى الصين حوالي 70 غواصة. بضمنها الغواصة ( 093 ) التي تعد من أكثر الغواصات تطورا. ولديها ست منها، بينما يعمل الجيش على تطويرها وجعلها أكثر قدرة على التخفي. .
تجدر الإشارة ان الصواريخ الباليستية الصينية من طراز JL2 غير قادرة على الوصول إلى سواحل الولايات المتحدة إذا انطلقت من بحر الصين الجنوبي. الأمر الذي اضطرها لتحسين مدياتها، وترى ان هذا البحر هو ملاذها ومعقلها وترسانتها المخفية في الاعماق السحيقة، ولهذا السبب يعتقد المحللون أن الصين مستعدة لمواجهة كل التحديات مقابل بسط نفوذها هناك. سيما انها تدرك ان غواصاتها تصدر ضجيجا نسبيا، ويسهل اكتشافها. ويتعذر عليها التوغل غرب المحيط الهادئ دون أن يتم اكتشافها. ولكن بمجرد أن تُحسّن الصين نطاق صواريخها، فلن تحتاج إلى نقل غواصاتها من بحر الصين الجنوبي لتشكل تهديداً للولايات المتحدة. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى