صدر مؤخرا للشاعر المتميز إبن مدينة دوز التونسية عبد الله بنعمر ديوان قيم جمع فيه مختلف قصائده تحت عنوان “سورة الحب” ، حيث يعد أولى إصداراته في مجال الكتابة الشعرية و الذي أشرف على تصميمه الفنان توفيق صغير و قد كان ذلك بتشجيع كل من الأستاذ علي بالطيب و الأستاذ زبير بالطيب و كذا الأستاذ بلقاسم بن محمد من خلالها دعمهم في إختيارهم أغلب النصوص ، إضافة إلى ذلك المساعدة في التدقيق اللغوي ، إذ يقول فيه و كما جاء في غلاف ديوانه الشعري :
أشرع سييفي علي
و امزقها الخريطة
ذات طمس
و عناق
يقرأ كل الرفاق
قرب قبري
سورة الحب الأخيرة
سورة العشق الأخيرة
و أناديك قليلا
و أناجيك كثيرا
يا لعمق الإشتياق
هذا و من أجمل و أروع ما كتب من قصائد كذلك تلك التي يقول فيها :
أرى ظلي يحدثني
و يدعوني إلى الفراق
لم يعد بيني و بينه
لا حوار و لا إتفاق
الروح تسكن بالجزائر
و الظل مسكنه العراق
و أرى الظلام بتونس
يحجب ظل المحبة
و يحجب رسما جميلا
عن التخيل و العناق
فالظل دمره إختراق
و تثاءب الضوء المبين
لينسى شنقيط الحزين
و يمر قرب القدس
لينعم بالأنين
أرى ظلي يغادرني
و يتركني وحيدا
داخل القبو الأمين
و لسنا نراه الظل
إذْ كنا نسكن بالظلام
كما الجنين . . .
كما للشاعر عدة قصائد و منها “أنا ها هنا” و قصيدة “خشوع” ، إضافة إلى قصيد “أنا مرهق يا أبي” ، فبالتوفيق و النجاح لهذا الشاعر المتميز مع مزيد من التألق في عالم الكتابة الشعرية و أيضا مع إصدرات أخرى قادمة لإثراء الرصيد الوثائقي على مستوى مكتبات المطالعة العمومية و الخاصة و بالتالي إثراء الساحة الثقافية المحلية و العربية على السواء بهذا الرصيد المعرفي لكي يستفيد منه الجميع ، من طلبة المدارس و الجامعات و كل الباحثين و المهتمين بلغة الشعر و الأدب بصفة عامة .
الطيب بونوة
