الخداع بـ الماكياج !
مصطفى الهود
من منا لا يعرف المكياج؟
من المؤكد أن أغلبنا إذا لم أقلْ كلنا ومن كانت وظيفته الأساسية من خلال العروض المسرحية التاريخية والأوبرا ومن بعد المسرح جاءت السينما وليأخذ دوره الكبير في التلفزيون كون الكاميرا تكون قريبة على الوجوه وتحتاج تعابير واضحة فكان لا بد من استعمال المكياج بهذا الحجم الذي نراه في الدراما، حتى غدا عالما مستقلا يدرس بشكل علمي أكاديمي فوظيفته الأساسية ليس التجميل فقط بل إخفاء أو إظهار معالم أخرى من التعابير والرسائل الجسدية، ومن هنا جاء دور المكياج بصورة كبيرة حيث لا يمكن الاستغناء عنه وخاصة في التمثيل حين يتطلب المشهد من الشخصية أن يكون رجلا كبيرا او شيخا او جريحا جراء إصابة تقتضي وضع المكياج على وجوهنا لكي نرى الجمال والقبح. الحقيقة في العمل، ومن بعدها أصبح المكياج متداولا في أيدي الجميع يباع ويشترى بالأسواق ومحلات الزينة وغيرها وأصبح بمقدور أي امرأة ان تضع نوعية معينة والكمية المطلوبة لكي تبدو أجمل وأصغر في السن وأنا مع هذا الشيء بنسبة ما، وحتى ازدهرت هذه التجارة بشكل كبير، أما حديثي الى الذي يضعون المكياج من دون أن يضطروا لشرائه من الأسواق ولعل أحدا ما يسأل ما هو هذا المكياج الموجود بالبيوتات ،نعم إنه مكياج التلون والنفاق الذي غزا قلوبنا قبل الأسواق ودخل الى كل رجل وامرة في هذا المجتمع الذي نعيشه الآن، مجتمعات مريضة أصبح هذا النوع من المكياج هو شغلهم الشاغل لم يرد أن يمثل أكثر من دور ليس أمام الكاميرا بل أمام المجتمعات وأن يعيش دور البطولة أو الأدوار الثانوية من خلال وضع هذا المادة ويغمض عينيه وقلبه لينطلق الى ذاك العالم الواسع، حتى أصبح الكثير من الناس لا يستطيعون العيش بدونه ولو لساعة واحدة، والجميل بالأمر هذا المكياج مجاني بدون مقابل مادي لكن بمقابل أن تخسر نفسك وأهلك اذا استوجبه الدور، وأن تكون من أصحاب الرقاب الملتوية لكن اطمئن ستعيش في بحبوبة مالية وتحصل على مناصب رفيعة في العمل ومكانة راقية في المجتمع فقط عليك أن تجيد استعماله وأن تضع المقادير المطلوب بشكل دقيق من كذب ومنفاق ومحاربة الآخرين والحسد والغيرة وأن تحمل كل تلك المقادير في جيبك وان لا تخرج من البيت من دونه بل حتى في منزلك قرب وسادتك فملعقة قبل النوم تكفي لتعيش أحلاما هنيئة، ففن الإلقاء والإقناع لا يدرسان في جامعات فقط بل في كل شبر على أرض المعمورة ، واليوم أصبح عدد الذين يتقنون وضع المكياج على وجوههم وقلوبهم ليس بالقليل الذي لا يذكر، هذه الحقيقة جاءت نتيجة الظروف الاجتماعية التي تتغير ما بين الفينة والفينة جعلت من واقعنا المرير شيئا لا يطاق ولا ينتمي الى دين الإسلام
والناس أبعد ما يكون اليوم عن الإسلام وحتى العادات السليمة أصبحنا وحوشا داخل أجساد البشر، لذلك ادعو من الله ان لا نضيع ديننا بدنيانا فبخست التجارة وبخس المُتاجر…..