أخبارثقافة

بين بعقوبيون وعمارة يعقوبيان

وليد عبدالحسين جبر

بين بعقوبيون وعمارة يعقوبيان :
سمعتُ كثيراً برواية عمارة يعقوبيان المصرية للروائي ” علاء
الأسواني ” التي ذاع صيتها في الأعلام و انتج منها فيلم سينمائي
عام ٢٠٠٦ ، الاّ انني مما يؤسفني لم أسمع برواية يعقوبيون ولا
بكاتبها الروائي احمد خالص الشعلان الا قبل سنة تقريبا ، إذ
ذكرها لي زميلي المحامي القدير علاء عذاب ونحن نتبادل معاً
كعادتنا نتفاً من الاحاديث عن بعض الافكار والشخصيات
والنتاجات الأدبية ، فأخبرني بأن تحت يده رواية مهمة جدا لروائي
عراقي مظلوم من مدينة ديالى وان روايته هذه تستحق ارقى
الجوائز العالمية والعربية وان تأخذ حظها في الانتشار والمطالعة .
طلبت منه استعارتها عند اكماله مطالعتها، وبالفعل جاء لي بها
بعد ايام حيث فرغ من مطالعتها بفترة وجيزة لجميل سردها
واحداثها ، واذا بها رواية كبيرة تتألف من ” ٧١٦ ” صفحة
وحيث انني من القرّاء الذين لا تستهويهم سرعة قضم الكتب ،
رحتُ اطالع في بداياتها على مهل واذا بها كما اخبرني الزميل
رواية عراقية تضاهي الروايات العربية المشهورة إن لم تتفوق
عليها ومع ذلك لم نسمع بها الاّ الان .
في شارع المتنبي وبطريق الصدفة وجدت نسخة منها في مكتبة
الكتبي معن القيسي فهرعتُ لاقتنائها مباشرة شاكرا الكتبي و معيدا
نسختها المستعارة من الزميل علاء مبشرا اياه بأنني حصلت على
نسخة ملكا لي والحمدلله .
طفقتُ اقرأ فيها واسير مع احداثها التي ترصد حياة بسطاء وسوقة
الناس في بعقوبة والاطلال من خلالها على احداث العراق الكبرى
في اربعينيات وخمسينيات وستينات القرن الماضي وما بعدها ،
واثرها على مدينة بعقوبة وناسها واصحاب الأعمال فيها ، وكيف

ابتدأت حياة العربنجي مرهون هو وابنه غايب وكيف اصبح غايب
مرهون صاحب اشهر مقهى في بعقوبة ، مقهى ام كلثوم خلال
سنوات حكم عبدالكريم قاسم والعارفان ومن ثم مجيء حزب البعث
بانقلاب ١٩٦٨ واعتقال صاحب مقهى ام كلثوم في الصفحة ٣٠٠
من الرواية التي بلغتها وقت كتابة المقال طبعا !
تناول الروائي الذي رحل عن عالمنا عام ٢٠٢١ بعد ان حاولت
التواصل معه عبر البريد الالكتروني الذي كتبه نهاية الرواية
فجاءني اشعار ان البريد المذكور لا يستقبل الرسائل وحينما كتبتُ
اسمه في بحث الكوكل وجدت عدد من المقالات تعزي برحيله ،
عندها زادت الحسرات ان اجهل روائي فذ من بلدي و لا اعرفه او
اقرأ له الا بعد وفاته !
اقول العزاء كل العزاء ان يُنصف الشعلان ميتاً عوضا عن
مظلوميته حيا وان تقرأ نتاجاته التي تستحق ان تنتج افلاما
ومسلسلات عراقية تعيد للسينما والفن العراقي ريادته عربيا
وعالميا وترفعه من اوحال التفاهة التي أُبتلي بها في السنوات
الاخيرة !
وبلا مبالغة او انحياز ان بعقوبيون اجمل وأمتع بكثير من
يعقوبيان غير ان الاخوة المصريين حريصين على نتاجات
مبدعيهم ، فيما يزهد العراقيين كعادتهم بمبدعيهم ونتاجاتهم !
مهما كتبت و اقتبست من بعقوبيون لا استطيع نقل جمال سردها
واحداثها وجرأة الآراء التي مررها الروائي بشأن اهم الاحداث
العراقية الحديثة ، لذا تمنياتي ان تحصلوا على نسخة منها و
تستمتعوا بهذا الأدب العراقي الرائع .
وليد عبدالحسين جبر : الصويرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى