أحوال عربيةرياضةفي الواجهة

لأنها رفضت الرضوخ للضغوط الغربية بخصوص الغاز: قطر محل حملة قذرة لمقاطعة المونديال

زكرياء حبيبي قطر محل حملة قذرة لمقاطعة المونديال

قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق رسميا في 20 نوفمبر، تتصاعد حملة العداء والاستفزاز على إمارة الخليج الصغيرة، أي دولة قطر، المذنبة اليوم بالانصياع للضغوط الغربية بشأن قضية الغاز الشائكة.

في هذا السجل، تجدر الإشارة إلى أن قطر، من خلال صوت قادتها، أعلنت للتو أنها لا تزال وفية لسياسة التوريد طويلة الأمد، والتي يكون عملاؤها عمومًا من القارة الآسيوية.

وهو الموقف الذي وصفه الأوروبيون بأنه “عدائي” بالنظر إلى التقلبات في سوق الطاقة في أعقاب حقبة ما بعد Covid-19 وعواقب الصراع الأوكراني على إمدادات الغاز إلى القارة العجوز ، مع اقتراب الشتاء الذي يعد بأن يكون قاسيا ومعقدا للقارة القديمة.

انسجاماً مع موقف الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بتطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، تحول الغرب إلى مصدري الغاز الآخرين، بما في ذلك قطر، الدولة الثانية من حيث احتياطيات الغاز في العالم بعد روسيا، والحليف خلال خطة تفكيك الدول العربية المعارضة للهيمنة الأمريكية الصهيونية، والذي يبدو ملتزمًا باحترام قرارات أوبك + والحياد في الصراع الأوكراني.

مثلها مثل الدول الأخرى المصدرة للغاز، ستكون قطر مصممة على الانضمام إلى معسكر العالم متعدد الأقطاب، للحفاظ على مصالحها بشكل أفضل، بدلاً من أن تكون أداة للعالم المهيمن وأحادي القطب.

علاوة على ذلك، فإن هذه الحملة التي يقودها الإعلام الغربي ورجال من عالم السياسة والرياضة، بعيدة كل البعد على أن تكون بريئة. وفي نفس الوقت تكشف الوجه الحقيقي لهذا العالم المنافق، الذي سكت بمناسبة منح تنظيم هذا الحدث الهام إلى الإمارة الصغيرة، رغم الأصوات التي ارتفعت للتنديد بـ «قضايا الفساد» ، حسبما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية، كموقع “بلاست أنفو”.

وكان أن كشفت الوسسلة الإعلامية Blast-info.fr عن تورط الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق والفرنسي، ميشيل بلاتيني، وأحد مهندسي تغيير الأنظمة، الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي.

ولم يكن لهذه الاكتشافات صدى إعلامي، عند هذه الآلة الإعلامية المجندة لخدمة المصالح الصهيوغربية وعلى رأسها أمريكا، كما هو الحال اليوم، جراء هذه الحملة القذرة ضد قطر ، قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال، أين رعاة الدعاية الغربية غير راضين عن موقف قطر بعدم الرضوخ للضغط الغربي، على إمدادات الغاز لاستبدال الغاز الروسي، ويهددون بمضاعفة عدوانهم الإعلامي، وإبراز قضايا المثليين، أو ظروف العمال الأجانب، كما هو الحال بالنسبة لفيلم فرانس24 الوثائقي الذي سيبث غدًا تحت عنوان “عمال الظل”.

وللتذكير، نفى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة لوبوان، في سبتمبر الماضي، أي عملية استعباد حديثة للعمال الأجانب، لتشييد البنى التحتية، للترحيب بمضيفي المسابقة، وإحتضان مقابلات هذه البطولة العالمية.

في الختام، منذ أكثر من عقد من الزمان، تم الاستشهاد بقطر كمثال للتنمية، وهي اليوم هدف للنقد. فهل تغيرت قطر؟ على ما يبدو لا، إنه ببساطة نفاق غربي يعتمد على مصالح القوى الاستعمارية التي كشفها وعراها الصراع الأوكراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى