الأصل في الدعاء أنك ترجو من الله أن يحقق غايتك وأنك تختار ما يناسب حالك من العباراتالتي تدعو فيها إلى ربك: ولذلك فأفضل الدعاء وأقربه للإجابة هو ما كان خارجا من داخلنفسك ومن أعماق معاناتك وأما ما ورد في أدعية السنة فهي من باب التعليم. ويستشكلالبعض وجود أوقات أقرب لإجابة الدعاء من غيرها. كل أيام الله يقبل فيها الدعاء ومن يقرأالقرآن لا يجد اثر لما تروجه المرويات من فضل أيام على أيام ولا أوقات على أوقات بل إن ربييقول “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” هؤلاء لم يفهموا حكمة التكليف في هذهالحياة القائمة على امتحان الإنسان في الطاعة ورسم طرق تتطلب منه السعي والاجتهادلتحقيقها. أيضاً فكرة أن الوالد إذا دعا على ولده في لحظة غضب بدعاء غير مقصود أن الله قديستجيب لهذا الدعاء.. فيه تصوير انتقاصي لله تعالى، وكأن الدعاء فعل اعتباطي واستجابة اللهله استجابة ميكانيكية آلية.
د. محمد ابراهيم بسيوني
