أحوال عربيةأخبار العالم

طرد الامريكان من سورية …تفاصيل رسالة المقاومة

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

الولايات المتحدة بصدد إعادة تغيير علاقاتها في الشرق الأوسط تماشياً مع التطورات على الصعيد الإقليمي والدولي، ما جعلها تصر على الإبقاء على قواتها في سورية في ظل التنافس مع الصين وروسيا، كما يمكن أن تستخدمها كورقة في أي عملية سياسية يتم إنتاجها في المسألة السورية، بغض النظر عن وجود أصوات معارضة في الداخل الأمريكي لبقاء القوات هناك.

هنا لا بد من التذكير بأن وجود القوات الأمريكية في المنطقة يهدف للسيطرة على الحدود العراقية السورية من أجل إطباق الحصار على سورية والعراق، ومنع التواصل بين بيروت ودمشق وبغداد وطهران امتداداً إلى موسكو، وهناك استهدافات خطيرة لنهب النفط السوري ونقله عبر الأراضي العراقية، وكذلك سرقة القمح السوري بالتواطؤ مع قسد المدعومة من أمريكا وإخراجها عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى العراق، ومن ثم بيعها والمتاجرة بها، وهناك مخطط أمريكي في حال توفرت شروطه لربط قاعدة إنجرليك في تركيا مع قاعدة التنف في سورية امتدادا إلى الأردن فإسرائيل من أجل تأمين حزام خانق للوجود الروسي في سورية، وأيضا لقطع الطريق على استراتيجية الحزام والطريق الصيني، ولدعم النظم الموالية لأمريكا وإسرائيل الارهابية في المنطقة.

ولهذا يتحرك الأمريكان والصهاينة وحلفاؤهم لفرض الهيمنة والسيطرة على سورية، و خلق مبررات وذرائع من شأنها تهيئة الأرضية المناسبة التي يريدون العمل عليها، لذلك صنعوا الجماعات المسلحة وصدّروا العبوات الناسفة والسيارات المفخخة الى سورية ليتسنى لهم السيطرة عليها تحت ذريعة محاربة الإرهاب وطرد داعش من سورية.

في هذا السياق إن الدولة السورية لا تستطيع أن تدخل في مواجهة عسكرية مع أمريكا الدولة العظمى التي تحتل قواتها حقول النفط السورية، ولكن هذه المَهمة ستوكل إلى قوات المقاومة الشعبية المكونة من القبائل العربية في المنطقة، ولعل الضوء الأخضر قد صدر لهذه القبائل، لبدء هذه المقاومة وطرد قوات الاحتِلال، واستِعادة السيادة على الآبار النفطية والغازية شرق الفُرات.

حيث شهدت القواعد الأمريكية المنتشرة في سورية، هجمات بواسطة قذائف صاروخية وطائرات مسيرة، في رسالة واضحة مفادها أن التواجد الأمريكي في سورية، لن يكون في مأمن، وهذه الهجمات الصاروخية المكثّفة هو إشعار ببَدء انطِلاق مرحلة المقاومة الشعبية السورية الوطنية لتحرير جميع الأراضي الواقعة تحت الاحتِلال الأمريكي.

وعلى الجانب الأخر، إن المصالحة السعودية الإيرانية وعودة دمشق لمحيطها العربي أنهت ذريعة أن سورية مشتبكة مع محيطها الإقليمي، ولم يعد هناك مبرر لهذا الوجود الأمريكي، ولم تعد هناك قوة عربية أو إقليمية تدعم هذا الاحتلال والاعتداء على السيادة السورية، وللسلطة الشرعية في سورية الحق القانوني بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي في أن تطلب من أي جهة المساعدة في رد الاعتداءات على سيادتها.

تأسيساً على هذه الوقائع، إن استمرار الاحتلال الأمريكي التركي والإبقاء على حالة النهب والسرقة للنفط السوري، هو الماكنة التي ستسرع في تشكل وتكوين المقاومة الشعبية السورية الوطنية، ليجد الأمريكي نفسه أمام مقاومة شرسة يعجز أمامها عن تحقيق أهدافه الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب السوري ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان الذين يرابطون للدفاع عن بلدهم بصدورهم العارية.

في جانب الظروف المواتية لإطلاق المقاومة، الجميع تابع الانسحاب الأميركي المذلّ من أفغانستان، والذي حصل بعد عشرين عاماً من الخسائر، ودون تحقيق أي هدف معلن أو غير معلن من هذا الاحتلال، وذلك حصل فقط تحت ضغط عمليات مقاومة التي استطاعت ان تطرد الأمريكان من افغانستان.

.

من هنا، كل تلك المعطيات تحمل حقائق مؤكدة، أن يكون الاستهداف الناجح للقواعد الأميركية في سورية، باكورة مرحلة جديدة من أعمال مقاومة هذا الاحتلال، لا بد من أنها سوف تعطي نتيجة على طريق تحرير كامل الاراضي السورية.

وأختم بالقول: إن الرهان على إضعاف سورية وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر، فالتطورات الميدانية والسياسية تفيد بأن خطاب النصر الذي سيلقيه الرئيس الأسد قد بات قريباً جداً بغض النظر عن التوقيت، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن التنظيمات المتطرفة المسلحة ومن ورائها على عتبة النهايات. لذلك من المأمول آن تدرك القيادة الأمريكية حجم مغامرتها اليائسة في سورية، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري.

فتحية لكل المقاومين على امتداد الأرض العربية في سورية وفلسطين ولبنان والعراق …

وتحية لكل مناهضي العدو الصهيوني الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى