إعتبار وزير الخارجية المغربي المقاومة الفليسطينية إرهابا ، يعد موقفا متصهينا جبانا
علي لهروشي
كاتب
لما يُهان الإنسان و هو على أرضه و تُربته ، ومُحيطه العائلي و الإجتماعي ، و حتى داخل زمنه و جغرافيته القانونية وتاريخه الشرعي ، فيتعرض للضرب و العُنف المُؤدي إلى جُروح عميقة و بليغة ، ظاهرها على الجسد ، و باطنها في النفس و العُمق ، فيُطردُ و يُهجرُ من منزله هو وأولاده ، ويُلقى بهم في الشارع مُشردين ، دون أن يُسمح لهم حتى بأخذ أغراضهم المهمة ، ولا وثائقهم الثُبوثية ، تُقتلع أشجار أرضه الفلاحية ، وتُغتال ماشيته ، و تُحرق أنعامه ، وإذا وقع و أن احتج هذا الإنسان الأعزل المظلوم ، يتم اعتقاله على الفور أو اغتياله أمام أعين أطفاله بدم بارد ، بل يتم رميه بالرصاص أحيانا حتى و إن لم يحتج ، يتم اقتحام مسكنه و بيته ، واقتلاع أقفالها ، وتدنيسها بعسكريين مدججين بأحدث أنواع الأسلحة ، و القنابل و القيام بتكسير الأغراض المنزلية بمبرر التفتيش ، فيتم تفجير منزله و هدمها أمام عدسات كاميرات العالم ، دون أن يتم نعت و تسمية هذه الجرائم البشعة بالأعمال الإرهابية. فإعلم أنك الفلسطيني الضحية في بلد إسمه فلسطين ، الذي لازال يئن تحت الإحتلال اليهودي الإسرائلي الصهيوني الغاشم.
فإذا صمت العالم أمام جرائم الصهاينة ، فإن هذا الصمت الرهيب لا يزيد إلا من تغول الصهاينة ، و المزيد من ارتكاب جرائمهم ضد الإنسانية التي لا تُعد و لا تحصى في حق الفلسطنيين ، ضاربين بذلك كل القوانين و المواثيق الدولية عرض الحائط ، والعالم يُشاهد و يشهد على ذلك ، فلا الأمم المتحدة ، ولا مجلس الأمن ، ولا العرب و لا المسلمين أجمعين ، و لا حتى أحرار العالم استطاعوا إيقاف نزيف الدم الفليسطيني ، بوضع حد لجرائم الكيان الصهيوني الغاشم ، فماذا على الفليسطيني القيام به بعد ذلك اتجاه صمت العالم ، وغطرسة و طُغيان الصهاينة ؟
بعيدا عن كل اساليب الإنحياز او الأنتماء القومي ، أو العرقي أ أو القبلي أو الإثني ، أو حتى العقائدي و الإيديولوجي فإن الجواب الوحيد و الأوحد عن هذا السؤال بطل صدق و أمانة هومساندة النضال الفليسطيني الشرعي لمقاومة الكيان الصهيوني الغاشم ، مهما كلف هذا النضال من تضحيات و بأي شكل من الأشكال ( فإذا ناضل الفليسطيني سيُغتال و يموت ، وإذا لم يُناضل فإنه سيغتال و يموت فاليناضل و يموت) ، فكل عُقلاء العالم من المدافعين عن الإنسانية ، و عن العدالة ، و الحرية و الديمقراطية و المساواة ، الرافضين للميز و العنصرية ، والتمييز لن يترددوا من دعمهم للشعوب المقهورة المحتلة ، و لن يعتبروا أبدا أن نضال هذه الشعوب يعد إرهابا ، كيف ما كان هذا النضال سلميا أو ديبلوماسيا أو سياسيا أو مُسلحا ، لأن صاحب الأرض و الحق لا يواجه سوى الغازي ، الظالم المحتل ، وهذا هو الوضع الفليسطيني أمام المحتل اليهودي الإسرائلي الصهيوني ، فلا أحد من عقلاء و أحرار العالم يستطيع أن ينافق نفسه ، ويتخلى عن مبادئه الانسانية لاعتبار النضال الشرعي الفليسطيني المقاوم ( إرهابا ) ضد الصهاينة مهما كان الحدث أو الواقعة ، لأن كل وسائل الدفاع لمواجهة المحتل تبقى مشروعة أمام أي شعب مظلوم ، خاصة في ظل صمت العالم أمام جرائم المحتل ، كما هو الشأن في الصراع الفليسطيني الصهيوني الاسرائلي .
لكن لما يتطاول المرء بصفته الشخصية أو بصفته ممثلا لبلد يُحسب على العالم الإسلامي ، و العالم العربي ، أو حتى على العالم الأمازيغي كما هي حالة العبد المسمى بوزير الخارجية للمهلكة المغربية المدعو ( ناصر بوريطة ) ، الذي وصف بكل وقاحة رد فعل المقاومة الفليسطينية بالأعمال الإرهابية ، كما أنه أدانها علانية أمام أسياده ، و أسياد سيده المباشر ( ملكه المفترس محمد السادس) ، فاعلم أيها المغربي المتردد في القطع النهائي مع النظام الملكي الصهيوني المتعفن بالمغرب ، أن اليهود الصهاينة الإسرائليين هم من يحكمون المغرب في شخص رئيسه و ملكه الحقيقي و الفعلي اليهودي الصهيوني ( أندري أولاي ) ، أحب من أحب ، و كره من كره. لأن طاعة المغرب للصهاينة بعد جريمة التطبيع تعد طاعة عمياء ، لن تؤدي إلا إلى المزيد من اراقة دماء الأبرياء بالمغرب و بفلسطين ، بل بمنطقة شمال إفريقيا أجلا أم عاجلا ، لأن المواجهة بين المساندين للقضية الفليسطينية ، وبين الخائنين المطبعين مع الصهاينة لها على الأبواب، لم يؤجل قيامها سوى الحرب الروسية الأوكرانية ، التي أجلت بعض الصراعات و المواجهات الإقليمية.
فما هو رد فعل الشعب المغربي المساند للفلسطنيين و الرافض للحكم الصهيوني الماسوني بالمغرب.؟ و ما هو رد المجتمعات الأسلامية التي لازلت لم تنزع مسؤولية رئاسة لجنة القدس من أيادي الصهيوني محمد السادس. الذي لا يستحق تولي تلك المكانة بعدما وضع يده في يد الصهاينة ، مديرا سلاحه إلى الخلف موجها إياه للفلسطينيين الأبرياء العزل ، بنعت مقاومتهم في إطار الدفاع عن النفس بالأعمال الإرهابية ، مؤكدا مساندته و دعمه للكيان الصهيوني ، فماذا بقي بعد هذا الإعلان ، وماذا ينتظر المغاربة؟ فاعتبار وزير الخارجية المغربي المقاومة الفليسطينية إرهابا ، يعد موقفا متصهينا جبانا ، يجب أن لا يمر بدون محاسبة ولا عقاب.