أخبارثقافة

أنا لا أخافك أيها الموت

في هذه الرواية “أنا لا أخافك أيها الموت”، تبرز إحدى أخطر جدليات الفساد في
الأرض. فعلى مر تاريخ البشرية كانت متلازمة اجتماع السلطتين السياسية والدينية من
أكبر منافذ الفساد في الأرض ومصدراً من مصادر الشر العميم، مما يعكّر صفو خلافة الله
في الأرض ويعطل رسالة الحياة، لأنه مما يقلب الموازين ويزور الحقائق البدهية ويعكس
البديهيات. والتاريخ شاهد على ذلك، وحذّر من ذلك القرآن الكريم.
إن الثراء الروحي العميق الذي يكون نتاج الإنكسار النفسي للخالق العظيم مما يلازم
كثيراً من أهل المعاصي والذنوب، يخلق صلة وجدانية عميقة بالخالق العظيم حتى تكون
هذه الصلة صلاة دائمة لهم تتقارب فيها المسافة عندهم بين الدنيا والآخرة، ولا يعود
الموت عندهم مخوفاً ولا مخشياً، كيف وهم يشتاقون لقاء الله. هذا الاتجاه تمثّله في هذه
الرواية (الهلوك).
على حين أن (زين الأئمة) بمكره وخداعه وسعيه للمال ولإنفاذ رغباته وشهوته
والصلة بالسلطان، حتى ليوقّره هذا السلطان ويرفع من منزلته في المجتمع، يظهر بمظهر
الرجل الأوّاب العالم بأمور الدين… وهو يحمل نفساً نتنة وفؤاده هواء.
تلك بعض جدليات رواية أنا لا أخافك أيها الموت. ثم بعد، انتهج الكاتب ذات الأسلوب
الذي كان قد انتهجه في روايته (مقاطعة الضوء الأحمر)، وهو أسلوب عربي خالص في
لغته، في حكيه وسرده المعتمد على تكنيك الخبر في التراث العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى