أحوال عربيةأخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجية

رد حزب الله على العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة .. استراتيجية رد حزب الله التي تقلق اسرائيل

محمد ناصر

رد حزب الله على العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة .. استراتيجية رد حزب الله التي تقلق اسرائيل

يندرج غموض موقف حزب الله من الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة، ضمن استراتيجية المقاومة الاسلامية في لبنان التي تهدف لممارسة أكبر ضغط نفسي ممكن على قادة اسرائيل .

تداولت وسائل إعلام عدة اخبارا مفادها أن اسرائيل حذرت عبر وسطاء حذرت حزب الله أن اي تدخل في هذه الحرب سيؤدي الى توجيه ضربات قوية جدا ضد سوريا قد تؤدي الى اسقاط نظام بشار الاسد، و اشارت تقارير اخرى الى تحذير قوي و جهته الولايات المتحدة لحزب الله ، و الثابت هو أن حزب الله لم يكن في السابق يرتدع من اي تهديدات خارجية ، ولا يبدوا أن هذه المنظمة المقاومة سترتدع في الآن او في المستقبل.

السؤال الأكبر و الأهم في هذه المرحلة ، هو كيف سيتدخل حزب الله اللبناني لدعم حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و على رأسها الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية ، و الرد البسيط هو أن حزب الله قرر التدخل في الحرب و المشاركة عبر خطة تصعيد متعددة المراحل، المرحلة الأولى هي الغموض و عدم توضيح الموقف، وترك الباب مفتوحا أمام التدخل المباشر لقوات حزب الله في هذه الحرب ، و هذا من أجل تجميد أكبر عدد ممكن من قوات الجيش الاسرائيلي و بطاريات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ ، وايضا ارغام قيادة الجيش الاسرائيلي على الاحتفاظ باكبر احتياطي ممكن من الذخائر الموجهة ، وضمان و عدم مشاركتها في الحرب ضد قطاع غزة، و ايضا ارغام المخابرات الاسرائيلية على تشتيت جهودها ، بحثا عن معلومات تتعلق بنشاط وتحركات حزب الله ، وهذا ظهر بشكل جلي و مباشر في الايام الثلاثة الاولى من المواجهة، ثم التصعيد المتدرج و محاولة استدراج هجوم اسرائيلي كبير على جنوب لبنان حتى يتحول الى مبرر للتدخل، و التصعيد المتدرج هذا يعطي للملاحظ انطباعا بوجود اتفاق مسبق مع باقي فصائل المقاومة في فلسطين ، وياتي ضمن هدف تكتيك المقاومة الاسلامية الهادف لتجميد عدد ضخم من قوات الجيش الاسرائيلي في الشمال، أما الهدف الكبير الاستراتيجي فهو الضغط النفسي على صانع القرار العسكري و السياسي في الدولة العبرية، وارغامه على تعديل خطط الحرب، و انتظار اي مفاجئة من الشمال.

التصعيد التدريجي يهذف أيضا لترك الباب مفتوحا أمام اي تطور عسكري خطير ، وارغام اسرائيل على انهاء العملية العسكرية في قطاع غزة بسرعة لأن اي استمرار للمعركة لأكثر من اسبوعين ، قد يحول الحرب الحالية الى حرب طويلة تتواصل عدة اشهر في حالة انزلاق الوضع في هذه الحرب ودخول حزب الله على الخط ، فإذا كانت قيادة اسرائيل العسكرية و السياسية تخطط الآن لحرب تتواصل 03 الى 4 اسابيع ضد قطاع غزة ، قد تتحول الى حرب تتواصل لـ 3 أو 4 اسابيع اخرى مع حزب الله ، ومعه محور المقاومة ، ويعرف الجميع أن اسرائيل لا يمكنها تحمل حرب تتواصل 07 أو 08 اسابيع ، تتوقف فيها الحياة في هذه الدولة الضعيفة و الهشة والعاجزة عسكريا و استراتيجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى