أخبارتعاليقرأي

أربعة أشياء.. أسقطتُها من حساباتي.

**

أسقطتُ من حساباتي التدخين، وشرب الخمر، ومخالطة النّاس، والجنس الآخر. قد يقول القائل: التدخين وشرب الخمر محرّمان شرعا، وفيهما مضرّة كبيرة لصحة الإنسان العقلية والبدنية، والاقتصادية.. فما الضّرر في مخالطة الناس والجنس الآخر؟

أمضيتُ عمري كلّه إلّـا القليل منه في مخالطة النّاس؛ خيارهم وشرارهم، وتواضعتُ للكثير منهم؛ كبيرهم وصغيرهم.. وبعد مضيّ ثلاثة أرباع من هذا العمر البائس، وبعد مراجعة دقيقة لكل التفاصيل والأحداث التي مرّت بي في حياتي الفانية، تأكّدتُ من أن معظم المصائب التي لحقت بي سببها المخالطة. ثم إن الناس في هذه الأيام ازدادوا كفرا ونفاقا عما سبق.

ولم يعد ذلك يخفى على أحد. والكفر بات واضحا وضوح الشمس للعيان. واطمئن فإنّك لن تجد من يقول لك: ”الحمد الله على ما أنا فيه“؛ يقولها بلسانه، وقلبه ساخط يضمر الحقد والحسد لغيره على ما هو فيه.

ونفاقهم كان مبطنا فيما سبق، ثم أراد الله أن يكشفه في هذا الزمان، فصار باديا على وجوههم، من حيث لا يعرفون.

وأمّا الجنس الآخر فإنّه من بين أخطر الأشياء التي تتسبّب في الضعف والإحباط؛ فمن أراد أن يعيش حرّا طليقا، لا يخضع ولا ينحني لأحد، فليبتعد عن الناس، وليتخلّص من العواطف الدنيئة التي تشوّش على ذهنه ووحدته.

ولعله يوجد هناك من يستشهد بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلّم -:

” المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ و لا يَصبرُ على أذاهُمْ“. ليقيم الحجّة.

وأقول لهذا ”الجهبذ“: ابحث عن هذا المؤمن، وستجده منزويّا بأحد الكهوف المظلمة البعيدة فارّا بدينه عن العيون والأنظار. وفي الحديث الذي يقول فيه رسولنا الكريم:

”يوشِكُ أن يَكونَ خيرُ مالِ المسلِمِ غنمًا يتبعُ بِها شَعَفَ الجبالِ ومواقعَ القطرِ يفرُّ بدينِهِ منَ الفتنِ“.

ولعل هناك أيضا من يستنكر إسقاطي للجنس الآخر من حساباتي، في حين أن الرسول الكريم شجّع على الزواج من خلال قوله:

”يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ“.

لكن؛ هل ظروف الشباب في هذا الزمان هي نفسها في عهد السلف الصّالح؟ من قال غير ذلك فهو لا يفقه شيئا في الدِّين. وبمعنى آخر:

  • هل كل ذكر رجل؟
  • وهل كل أنثى امرأة؟

ألا ترى يا ”جهبذ“ أن الزواج في هذه الأيام يفقد طعمه ومذاقه المألوف، في ظل هذا التحوّل الجنسي الغريب، الذي يُروَّج له كي يكون هو البديل الأنسب للأجيال القادمة. فهل بقي بعد هذا كلام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى