تعاليقرأي

هل تبقّى شيء من البراءة و المروءة في هذا العالم الخائن المتعجرف؟

هل تبقّى شيء من البراءة و المروءة في هذا العالم الخائن المتعجرف؟

تنام غزّة ولا تريد أن تستيقظ، تودّع غزّة أطفالها وهم تحت الرّكام.

غزّة قد حان الرّحيل، وزّعي غزّة على أطفالكِ الأكفان.

غزّة الشّامخة الأبيّة؛ لمَ أنتِ هكذا قد عصفت بكِ رياح الأقدار؟

لم يبقَ في غزّة غصن ولا فسيل، ولا ركن، ولا مأوى، ولا سقف ولا جدران. لا مكان في غزّة الجريحة يأوي إليه الأطفال. كل شيء في غزّة قد تهدّم. ينام أطفال العالم المتمدّن، وقد نال أطفال غزّة نصيبهم من الخيانة والغدر، والقتل الممنهج والعار.

أيّتها الأمّة التي تجادل في مولد نبيّها و تجافت عن أخلاقه.

يا من ضحّيتِ بدينكِ من أجل دنيا غيركِ، إرضاء لطغمة فاسدة.

لمَ هذا التماهي وهذا التواطؤ؟

أيّتها الشّعوب المنقسمة على نفسها، يا من يتقاتل أفراده على الأموال في البنوك وأمام الطوابير؛ لقد زرعوا فيك الفتنة حتى لا تلتفت إلى أطفال غزّة وهم يموتون.

أيّتها الشعوب المنبهرة بالغرب المنافق، المشغولة بالرقص والركض والغناء.. يا من ”أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا“؛ ماذا لو أذهب الله ما عندكم من أموال وبنين، وقصور وبيوت فارهة وديكور وبهرجة… ورفاهية ولهو وعبث، وتفاهات ألهتكم عن أطفال غزّة وهم يقصفون برّا وبحرا وجوّا، وهم عبارة عن قطع ممزّقة و أشلاء.

أيّها المرابطون في جميع أنحاء البلاد الإسلامية، وفي المغرب العربي الكبير بالذّات؛

يا أحفاد طارق بن زيّاد.

يا من وقفتم في وجه الصليبيّين الأوغاد، و دحرتم المحتلّين الغزاة من أرضكم؛ غزّة تستغيث.

أيّها العالم المتمدّن المتحضّر، يا من لا يستطيع رفع الظلم عن الشيوخ والنساء والأطفال العزّل؛ أطفال غزّة يلفظون أنفاسهم من تحت الرّكام.

أيّها الأحرار في هذا العالم الخائن المتعجرف؛ إلى متى هذا الظلم؟

ر.م فوزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى