أخبارثقافة

أتظنين………؟

أتظنين أنني أستطيع التخلي عنك بكل سهولة ونسيانك والسلو عنك بكل بساطة هل تبصرين  ذلك في عيني…؟هل قالت لك ملامحي شيئا…؟ أو أسرت لك جوارحي بذلك….؟ أم أنبأك به لسان حالي….؟

أرجوك أخبريني كيف عرفت ذلك…..؟

أم أنها مجرد ظنون وشكوك راودتك…وعصفت بفكرك بين الحين والآخر…

من  أين جئت بهذه الأفكار والوساوس الكاذبة الخاطئة الحائدة عن الصواب والبعيدة عن الحقيقة كل البعد…فلماذا لم تتنبئي بالعكس؟…

ولماذا لم تعصف عليك عواصف ظنونك بعظيم لوعتي وشوقي إليك …..؟ وكيف ما حملت إليك  أنسام الليالي  مناجاتي لك  في حوالك ظلماتها   وقمرة  أسحارها  عندما تسبح خيالاتي  مع  البدر في طلعته   وتخال صورتك برفقته فتهيج أحلامي بالمنى في لقياك والقرب منك …و تتراءى لي  من بعيد قصور الأمل التي أبنيها وأهدها بين الفينة والأخرى…

وتتشكل لي أطياف خيوطه التي أغزل منها حبالا متينة الحبك كي تمكنني من التعلق بجدران رؤايا   وأماني السعيدة في الوصول إليك و الدنو منك أكثر فأكثر….

أما شعرت بي ولو لحظة واحدة في منامك ويقظتك وأنا أهدهد خصلات شعرك الحريري الناعم وأعجن بيدي ملاسة جسدك الرخامي … البض الطري…المغري المفعم بكل صفات الأنوثة الصارخة والمليء بكل معاني الإشتهاء…والنشوة…؟

أما وقعت عينك ولو مرة  واحدة وأنت تقفين أمام المرآت لتتزيني على آثار قبلاتي التي طبعتها على جسدك في لحظة حلم عابرة ….؟ أما أحسست فيها باللذة والنشوة والمتعة …

وأنا أداعب كل مواقع الإغراء …وألثم كل ألسنة الإحساس فيك…وأشتم عبق روائح خمائل الزهر المزروعة على جسمك بإنتظام….

ما رأيك يا إمراة لم أراها ولم أقابلها إلا في الحلم….؟

فأحببتها ونسجت قصة هيامي وعشقي الأبدي بها …

بخيوط الأمل وأسطر  من حبر ومداد….

هل أستطيع ان أمحو كل ماكتبته على صفحتك البيضاء …

من كلمات ود…وغزل …وأسحب كل ماكتبت فيك من أشعار ودونت من دواوين….

وأدفن كل أشواقي وأصبح كاذبا بين عشية وضحاها ….

أنا لاأستطيع أن أفعل ذلك ياصديقتي الفاتنة….

لقد صنعت من حبك تاريخا…ومجدا لاأستطيع تهديمه ووضعه في طي النسيان بكل هذه السهولة….وفتحت لك متاحفا ومعارضا جلبت إليها أندر اللآلئ والجواهر التي تعبت في جمعها من متاهات أسفاري ومن أعماق إبحاري في دنيا جسدك الناعم يا ساحرتي….

صدفة تعارفنا فإنبهرت بجمالك ودون أن أدري وجدت نفسي مرغما ومنقادا للإبحار فيك ولو بلا شراع كانت عيناك تناديني وتجذبني دوما إلى المزيد من الغوص وشفتاك الورديتان رايتا وصولي وإرسائي على شاطئوك الأبيض الرملي الناعم …الذي لم يرسوا عليه أحد قبلي …

كان يلوح لي من بعيد ويحثني على بذل المزيد من القوة والشجاعة والتجديف حتى أبلغه فأبلغ بر الأمان ..

عطورك وروائحك الزكية تعبقني بها الأنسام و تدفع بها العواصف نحوي لتعطر بها أجوائي رغم مسافات البعد التي تفصل بيني وبينك حتى أحس أنني قريب منك وأن نقطة الوصول باتت مني كقاب قوسين أو أدنى ….إقتربت كثيرا من موانئوك ولم يعد يفصلني على الرسو فوقها سوى القليل من أجندة الوقت التي أحاول قتلها وإفنائها بكل ما أوتيت من قوة ومن جبروت ….

غير أني وفي لحظة وصولي  بقيت مبهوثا تائها وحيرانا ….حتى شككت في أمري …فلا شارات تدلني على وصولي لنقطة النهاية ودخول حماك… ولا علامات تشير لي بوجودك…وتهيؤك لإستقبالي…. 

فكرت في العودة ونسيان كل  الذي حدث في هذه  الرحلة  المضنية  المتعبة وحملت لك الوساوس والظنون  التي عصفت بمخيلتك فكرتي هذه وألقتها في روعك  ذات يوم لأنها ربما قد إسترقت السمع من جدران قلبي حتى  جعلتك تظنين  أنني أستطيع النسيان ….

ولكنني بقيت أنتظر إشارتك …وإذنك لي بالرسو على شاطئك ….فلست أدري هل تأذني لي بذلك أم نه يمكنني العودة من حيث أتيت….

بقلم-الطيب دخان/خنشلة/الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى