أحوال عربيةأخباردراسات و تحقيقات

أباطيل و خرافات صهيون …سلسلة

سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) الحلقة (2)

حوار / أحمد الحاج
تناهى الى أسماعنا في الآونة الأخيرة وجود خطة صهيونية دعائية خبيثة لتغيير الموقف الدولي تجاه دويلة الاحتلال بعد مشاهد العالم بأسره لحجم الإجرام والقتل والتجويع والتشريد والحصار والدمار الذي تمارسه ،الخطة قدمها في صحيفة”يديعوت أحرونوت”المستشار الاستراتيجي للاتصالات في شركة “Farr Levin Communications” المدعو مامي فار ، وملخصها بحسب الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة،و قد غرد على منصة أكس (تويتر سابقا) بهذا الشأن هي الآتي “توظيف أفضل العقول في مجالات العلاقات العامة وشبكات التواصل والإعلان والمجال الرقمي وكتابة السيناريو اضافة الى مصممي الكرافيك ومحرري الفيديو للقيام بنشاط رقمي واسع النطاق ومُعزّز يشمل شبكات الانترنت والاذاعات والتلفزيونات واللوحات الإعلانية ووسائل الإعلام المطبوعة مع افتتاح أماكن للفنانين والمسرحيين لجذب الجماهير،وذلك لتحسين صورة الكيان لأن -العقل اليهودي سيصنع فيها أحكاما ومعجزات- على حد وصفه.
في الحلقة الثانية من سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) نواصل حوارنا مع الدكتور خالد العبيدي ،للاجابة عن أسئلتنا مشكورا .

س1: ما هي المعايير التي يتوجب توفرها واعتمادها لزيادة الوعي وفضح”خرافات وأباطيل حاخامات صهيون”التي وصفها مامي فار بـ”العقل اليهودي المعجز”؟

ج : هنالك عدة معايير المعيار الأول: أحسن القصص وأصدق الأنباء وهو كتاب الله تعالى إذ لا يمكننا أن نجد أي مباحث ومنشورات ومؤلفات أكثر صدقا وتوثيقاً وتحليلاً من كتاب الله تعالى مهما كانت ،الموضوعية بوصلته ، والشفافية هدفه، وحيث أن بقية الكتب السماوية حصل فيها تحوير وتغيير وانحراف وتبديل فلا يمكن الركون لها كقصص إلا ما يطابق الكتاب غير القابل للتحريف والتزوير وهو كتاب الله الخاتم ،القرآن الكريم حيث أنه مرهون بحفظ الله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [الحجر: 9].
المعيار الثاني: الكتب والمؤلفات والمباحث البشرية الأكثر موضوعية وشفافية وعدلاً وموثوقية ولاسيما اذا ما انطلقت من كتّاب ومؤلفين غربيين ويهود تركوا معتقداتهم الفكرية والسياسية الباطلة وتبنوا الاعتدال والموضوعية والتحليل الشفاف. ولا بأس أن نستند كذلك لآراء الطرف الآخر بما فيه من مغالطات كثيرة كي نبين التناقض والاضطراب.
كتاب الله تعالى بين لنا في آيات عديدة صفات وخصائص هؤلاء القوم بشكل كامل وحدد لنا أسس التعامل معهم كونهم قوم قد كذبوا الأنبياء وقتلوا الرسل والمصلحين وخانوا العهود وجحدوا نعم ربهم بعد أن جعلهم قوماً مختارين بالنبوة والميثاق. كما بينت لنا الآيات الكريمات كيف أنهم عبدوا المال وجعوله ديناً لهم ورسخوا التعامل بالربا رغم تحريمه المغلظ عندهم فضلاً عن ممارستهم لشتى صنوف الفواحش والرذائل كالزنا واللواط والخمور والمخدرات وما شاكل وإيمانهم بالسحر والتنجيم وممارسته بصنوف كثيرة أهمها الكابالا والسحر الأسود.

س2 : هل لك أن تطلعنا على تقسيمات اليهود وأصنافهم ليكون القراء على بينة من أمرهم .

ج : لقد فرق القرآن الكريم في تطرقه لموضوع اليهود بين عدة مصطلحات ترتبط بالموضوع، وهي:

بني إسرائيل (وهم الأسباط الذين انتسبوا لأبناء النبي أسحق ومن بعده يعقوب أو إسرائيل.
وقد جاءت 33 مرة في 33 آية).
اليهود (وهم المتدينون بالديانة اليهودية عموماً؛ وجاءت 8 مرات في 7 آيات)، وكذلك هوداً (وتعني يهوداً؛ وجاءت 3 مرات في سورة البقرة في الآيات: 111-135- 140؛ على التوالي).
أهل الكتاب (قصد بها اليهود والنصارى غالباً، لكنها أحياناً تتعلق بأحدهما وفق السياق؛وجاءت 31 مرة في 31 آية ).
أما عن أصناف اليهود وفق ما قسمته مصادر باحثين متخصصين ومؤرخين مرموقين أمثال: الدكتور المهندس أحمد سوسة(الباحث والمؤرخ العراقي الذي كان يهودياً ثم أسلم وألف عدة مؤلفات غزيرة ومهمة عن اليهود) في كتابه : ” مفصل العرب واليهود في التاريخ – حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الآثارية “،وكذلك الدكتور عبد الوهاب المسيري ،في مؤلفه الضخم”الموسوعة الكاملة لليهود واليهودية والصهيونية”، فقد فرق الدكتور أحمد سوسة (رحمه الله تعالى) بين:
العبرانيين والعبريين أو العبيرو، حيث يزعم اليهود أنهم أتباع النبي إبراهيم الخليل عليه السلام الذين عبرواالصحراء نحو القدس وأنهم يمثلون أجدادهم، ثم بني إسرائيل (وهو يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم عليهم السلام) الذين يمثلون الأسباط الاثني عشر المعرفين في القرآن الكريم، ثم الموسويين الذين يمثلون أتباع وأصحاب موسى وقت التنزيل منهم مؤمنون ، ومنهم منافقون وفاسقون، وأخيراً اليهود كملة ودين بعد موسى عليه السلام وما حصل فيها من تحريفات وتشويهات لا حصر لها بل وانتفاء انتسابها للتوراة الحقيقية بعد أن كتبت بالكامل في بابل خلال السبي البابلي وأدخل عليها الكثير من المعتقدات السومرية والبابلية والفرعونية مع إضافات مبنية على المشافهة والحفظ من قبل الكهان لا التدوين المؤصل والموثق للنسخة الأصلية.
وبين الباحث في فصول كتابه كيف افترى اليهود بزعمهم أن كل تلك الأقسام يمثلون أسلافهم وأصولهم، حيث بين في الفصل الخامس (ص: 229-232) أن فلسطين هي أرض غربة بالنسبة لإبراهيم وإسحق ويعقوب وأولاده من بعده، حيث هم جاءوا من أرض العراق. ثم عرج في الفصل السابع لكتابه (الصفحات 333-343) إلى تبيان أنواع اليهود حول العالم اليوم وأصنافهم من يهود الشتات الشرقيين ويهود اليمن والبلدان العربية ويهود الخزر [لقد فصل في قصتهم وتحولهم من الوثنية لليهودية في القرن الأول الهجري وفق ما ذكره الرحالة العربي ابن فضلان مبعوث الخليفة العباسي المقتدر بالله عام (309 هـ/ 921م ) في رسالته التي دونها ياقوت الحموي ،في معجم البلدان (مادة الخزر، ص: 436-440 ) وكذلك ما ورد في مروج الذهب (2:8) ]، كما تطرق إلى بقية اليهود حول العالم. فقد بين في صفحات ذلك الفصل من كتابه عدد كبير من آراء لمؤرخين شرقيين وغربيين حول فرية أن يهود العالم اليوم ينتمون جميعهم لبني إسرائيل، ومن ذلك ما جاء في الصفحة (340 ) حيث قال : (( يقول الأستاذ “يوجين بيتار” في كتابه: (الجنس والتاريخ) في الصفحة ( 337 ) أن اليهود يعودون إلى طائفة دينية وهيأة اجتماعية دخلتها عناصر من أجناس متباينة لصقوا أنفسهم بهم، وأتى هؤلاء المتهودون من كل السلالات البشرية؛ كفلاشا الحبشة، والألمان الجرمانيين، والتامل أو اليهود السود، والهنود، والخزر، والترك، وغيرهم. فمن المستحيل أن تتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر أو الكستنائي والعيون الصافية اللون الذين نلقاهم كثيراً في أوربا يمتون بصلة قرابة الدم والنسب إلى أولئك الإسرائيليين القدماء الذين كانوا يعيشون بجوار الأردن )) انتهى .
تطرق بعدها في (الفصلين الثامن والتاسع) للصهيونية وتعريفها ونشأتها وفرية انتسابها الى شريعة موسى عليه السلام ،وكيف تمكن الصهاينة من بسط نفوذهم على بقية اليهود وجعل معتقدهم الشيطاني هو الحاكم والسائد على غيره بمساندة ودعم الحاخامات الفاسدين رغم اعتراض كثير من العلماء الآخرين على الصهيونية وأفكارها.

س3 : وماذا عن أراء عبد الوهاب المسيري ،في موسوعته الكبيرة ؟

ج : لم يختلف الدكتور عبد الوهاب المسيري (رحمه الله تعالى)، في موسوعته الجامعة النافعة، كثيراً عن تصنيفات الدكتور سوسة ،إلا في تفصيلات إضافية أخرى لعلنا نبينها تباعاً ، فقد تحدث الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته التفصيلية المكونة من 8 أجزاء:(موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية)،بالتفصيل عن هجرات اليهود قديماً منذ حوالي ألفي سنة قبل الميلاد إلى حدود بداية عصر النهضة، ولاحظ أن هذه الهجرات تميزت خلال هذه المرحلة بالتدرج وبالبطء الشديد،بسبب عدم توفر وسائل التنقل السريعة، كما أن اليهود المحليين كانوا غالبا ما يتصدون للوافدين من اليهود بسبب ما يشكلونه من خطورة اقتصادية أمّا هجرات اليهود في العصر الحديث، فقد قسّمها المسيري إلى أربع مراحل؛ هي:

  1. المرحلة الأولى: وتبدأ من القرن السادس عشر وتنتهي مع بداية القرن التاسع عشر، وتصادف “مرحلة البدايات الأولى للثورة الصناعية الرأسمالية بأوربا”، وقد “شهدت توطين السفارد من يهود المارانو في هولندا وفرنسا وإنجلترا، كما شهدت بدايات الهجرة الاستيطانية اليهودية إلى العالم الجديد”.
  2. المرحلة الثانية: وتمتد من بداية القرن التاسع عشر إلى حدود عام 1880،وقد شهدت وقوع “الحروب النابليونية وما أعقبتها من اضطرابات سياسية تسببت في هجرة بعض الجماعات اليهودية من ألمانيا وبوهيميا والنمسا إلى فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية”.
  3. المرحلة الثالثة: وتمتد من عام 1881 إلى عام 1939، وتتسم بكونها “مرحلة الهجرة الكبرى اليهودية وغير اليهودية، والتي بدأت عام 1881 مع تعثرعملية التحديث بروسيا وتزايد العنصرية في كل أوربا، وانتهت عام 1939 بصدور قوانين عام 1924 التي حدَّت من هجرة يهود شرق أوربا، ثم بالكساد الاقتصادي، وإغلاق أبواب الهجرة من روسيا تماماً”.
  4. المرحلة الرابعة: وتمتد من عام 1948 إلى تاريخ الانتهاء من إعداد الموسوعة، وتتميز بتكتل اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية وتناقص أعدادهم في أوربا وظهور الكتلة اليهودية الاستيطانية بفلسطين المحتلة. وهكذا، أصبح هناك قطبان يتنازعان هجرة اليهود، هما: الولايات المتحدة و”إسرائيل” (فلسطين) لكن لو أردنا ان نأخذ التقسيمات اليهودية من مصادر القوم أنفسهم وليست من مصادر مؤلفين ومؤرخين وباحثين عرب ومسلمين، فنبين أنه يوجد العديد من المجموعات العرقية والدينية (ethnic and religious subgroups) داخل المجتمع اليهودي (the Jewish community)، واليهود يعتقدون أنه في الخير والسيئة، يجب على اليهود التفكير كمجموعة واحدة متجانسة (single homogenous group). لكن الشعب اليهودي (Jewish people) كان له دائما تمييز داخلي(internal distinctions)، وعلى مر السنين طور هويات عرقية ودينية متنوعة (diverse ethnic and religious identities). فالجماعات الدينية القديمة(Ancient Religious Groups)منذ فترة نزول الكتاب المقدس(the biblical period) تم تقسيم اليهود(Jews)خلالها إلى ثلاث مجموعات دينية، تتشكل منها القبائل الاثني عشر(the12 tribes) المنتمية لأسباط نبي الله يعقوب أو إسرائيل،وهي:

1- طائفة الكوهانيم -Kohanim – وهم الكهنة (Priests):وهؤلاء هم أحفاد سلالة أبناء هارون (the sons of Aaron) الذين خدموا ككهنة (priests) في الهيكل في القدس ( the Temple in Jerusalem) .

2- طائفة اللاويين -Levites-: أحفاد قبيلة لاوي (the tribe of Levi)، الذين عملوا
أيضا في الهيكل كموسيقيين (musicians) ومغنين(singers) وحراس(guards) وبوابيين(gatekeepers) .

3- الإسرائيليون – Israelites – أو يسرائيل(Yisraelim): أولئك من القبائل الأحد عشر الأخرى (the other 11 tribes).

س4 : وكيف نصنف يهود اليوم حول العالم وفي أي خانة نضعهم ؟

ج : وفق ما تبينه المصادر اليهودية، فإن الغالبية العظمى من يهود اليوم (The vast majority of today’s Jews) هم منالإسرائيليين (الإسرائيليين (Israelites) – وهذا غير صحيح أبداً كما نبين- لكن طائفة الكوهانيم (Kohanim) وطائفة اللاويين (Levites) لا يزال لديهم بعض السمات المميزة (distinguishing features).يخضع الكوهانيم لبعض القيود على من يتزوجون ويحظر عليهم الاتصال بالجثث (corpses). كما يتلقون أول علية (the first aliyah ) عندما تقرأ التوراة (Torah ). أما اللاويون(Levites) فيتلقون العلية الثانية (the second aliyah ) خلال قراءة
التوراة ، ويعفون من افتداء (redeeming) أول مولود لهم.

  • يعرف اليهود من ألمانيا (Germany) وأوروبا الشرقية (Eastern Europe) باسم اشكنازيم. (Ashkenazim). وقد نزح الكثير منهم للعالم الجديد لاحقاً،إذ تنسب أصول فئات ما يعرف بالـ “الكعك اليهودي (Jewish — bagels)”،أو “اليديش (Yiddish)”،أو”القبعات السوداء (black hats)” هناك إلى ثقافات الأشكنازي(Ashkenazi culture).
  • ويعرف اليهود من إسبانيا(Spain) وشبه الجزيرة الإيبيرية (the Iberian Peninsula)والشتات
    الإسباني (the SpanishDiaspora) ممن خرجوا من اسبانيا بعد طرد المسلمين منها، باسم السفارديم (Sephardim). فابتداءً من القرن الثامن ، استمتع اليهود (Jews) “بالعصر الذهبي- Golden Age – ” في وئام تام مع المسيحيين والمسلمين (Christians and Muslims) في إسبانيا خلال الحكم الإسلامي لها والذي استمر لنحو 200 عام. وعندما تم نفي اليهود من إسبانيا والبرتغال (Spain and Portugal) في نهاية القرن الخامس عشر ، هربوا إلى مناطق أخرى من العالم ، جلبوا تقاليدهم الفريدة (unique traditions)، بما في ذلك لغتهم المعروفة بالـ “لادينو – Ladino -” معهم.
  • أما فئة المزراحيين أو المزراحيم(Mizrahim) أو يهود الشرق أو الشرقيون (OrientalJews)؛ ونشأت في المقام الأول من العراق (Iraq) وبلاد فارس (Persia) المعروفة اليوم باسم إيران (Iran) واليمن (Yemen)،ولكن يمكن العثور عليهم في كل مكان من المغرب(Morocco) إلى كلكتا (Calcutta). على الرغم من أن مزراحي اليهود (Mizrahi Jews) واجهوا في الأصل تمييزًا شديدًا في إسرائيل لأنهم كانوا ينظر إليهم على أنهم ريفيون (provincial)،فهم الآن يحصلون على قبول أكثر في المجتمع الإسرائيلي (Israeli society).
  • يعيش مجتمع اليهود في إثيوبيا (Ethiopia) منذ أكثر من 1000 عام.وقد هاجر غالبية اليهود الإثيوبيين (Ethiopian Jews) إلى إسرائيل في الثمانينيات والتسعينيات، حيث لا يزالون يمارسون عددًا من العادات المتميزة . وهؤلاء مثل اليهود الشرقيين (the Mizrahi Jews) من قبلهم واجهوا تمييز اً (discrimination) وكان عليهم التكيف مع ثقافة مختلفة جداً.
  • و هناك أيضا العديد من الجاليات اليهودية في أفريقيا (Jewish communities in Africa)، مثل: مجتمع أبوداية في أوغندا (the Abayudaya community in Uganda). بالإضافة إلى ذلك، في الولايات المتحدة (the United States)،أدى تزايد شعبية التزاوج البيني (intermarriage) والتبني بين الأعراق (interracial adoption) والتحويل (conversion) إلى تعزيز عدد متزايد من سكان اليهود الملونين (population of Jews of color)، وخاصة اليهود الذين ينحدرون من أصول آسيوية وأمريكية لاتينية وأفريقية (Asian, Latino and African ancestry).

س5: هل تختلف المذاهب والطوائف اليهودية حول العالم في وقتنا الحالي ؟
ج : أما عن المذاهب الدينية والطوائف (Denominations) اليوم؛ فيختلف اليهود بشكل كبير في مقاربتهم للتقاليد اليهودية اليهود بشكل كبير في مقاربتهم للتقاليد اليهودية (Jewish traditions) والقوانين والطقوس الدينية (laws and ritual observance). فمثلاً؛ في الولايات المتحدة (the United States) توجد أربعة تيارات رئيسة للديانة اليهودية (the major religious streams of Judaism)، وفي داخل كل تيار يوجد تنوع آخر. وتلك التيارات هي:

الإصلاح (Reform)،

المحافظ (Conservative)،

الأرثوذكسية
التقليدية (Orthodox)،

وإعادة البناء (Reconstructionist)؛وهم الصنف الذي يريد إعادة صياغة الفكر العقائدي اليهودي بناء على مستند قانوني(legal document)،خاصةً وفق العرف الأمريكي (the US Constitution).
والسكان الأرثوذكسيون (The Orthodox population) هم أنفسهم متنوعون جداً وينقسمون إلى العديد من المجموعات الفرعية (numerous subgroups)، مثل:
الأرثوذكس المتطرفين(ultra-Orthodox) أو الأرثوذكس المتطرفين (haredi Orthodox)وهم مجموعة تضم اليهود الحسيديين أو الهاسيديين (Hasidic Jews)، وهناك الأرثوذكس الوسطيين (centrist Orthodox)، والأرثوذكس المعاصرين (ModernOrthodox). وثمة صعوبة في تمييز العديد من اليهود مع أي طائفة (denomination)، ويصفون أنفسهم بدلاً من ذلك بأنهم “غير طائفيين – nondenominational -” أو “طائفيون -transdenominational -” أو” عابري الطوائف – post-denominational -“أو”يهود فقط – just Jewish-“.أما مصطلحات السامية (Semites) ومعاداة السامية (Anti-Semitism) ففيها بعض التداخلات. وعمومًا ، يُشار إلى اليهود أحيانًا على أنهم ساميون (Semites)، لكن هذا قد يكون مضللاً (misleading)، فهذا المصطلح جاء أصلاً من الكتاب المقدس (the Bible) في إشارة إلى سام، أحد أبناء نوح (Shem, one of Noah’s sons). ويُعتقد أن الشعب اليهودي (TheJewish people) هم من نسل سام (descendants of Shem)، وهي وجهة نظرحظيت بقبول واسع منذ فترة طويلة ، ولكن لم يكن لها أي دعم علمي (scientific backing). في العصرالحديث، استحدث مفهوم معاداة السامية (Anti-Semitism) على اعتبارها أنشطة معادية لليهود (anti-Jewish activities) خصوصاً بعد محرقة الهولوكوست الهتلرية خلال الحرب العالمية الثانية (The Holocaust during the Second WorldWar). لكن مصطلح سامي ( Semite ) ليس مصطلحًا فنيًا (technical term)، ويمكن أن يشير إلى أي شخص من الشرق الأوسط (the Middle East)، إذ تصنف اللغتان العبرية والعربية (Hebrew and Arabic) مع اللغة الأمهرية المستخدمة في إثيوبيا(Amharic, the language spoken in Ethiopia) كلغات سامية (Semitic languages).لذلك ليس من غير المألوف أن يصر الفلسطينيون(Palestinians) والعرب الآخرون (other Arabs) على أنه لا يمكن أن يكونوا معاديين للسامية (anti-Semitic)، لأنهم هم ساميون (Semites).
ولم تختلف عدة دراسات ومؤلفات حول الموضوع ذاته عما بينته الموسوعة اليهودية. ومن أمثال تلك الدراسات والمؤلفات: ” كيف أصبح اليهود أبيض الناس وماذا يقول عن العرق في أمريكا – How Jews Became White Folks and What That Says About Race in America -” للمؤلف والباحث (كارين برودكين – Karen Brodkin-) عن مطبعة جامعة روتجرز (Rutgers University Press) عام 1998م، ” من هم اليهود الأصليون؟ – Who Are The Original Hebrews?-” للباحث (المطران ديفيس -Bishop Davis -) عام 2007م، و ” ثمن البياض: اليهود ، العرق ، والهوية الأمريكية – ThePrice of Whiteness: Jews, Race, and American Identity – ” للباحث ( اريك غولدشتاين -Eric L. Goldstein -) عن مطبعة جامعة برينستون (Princeton University Press )عام 2008م .

س6: حبذا لو أعطيتنا خلاصة عن كل ما سبق ذكره آنفا .

ج : بناء على ما تقدم؛ يكون لدينا التقسيم المختصر الرئيس التالي لأصناف اليهود:
أصناف اليهود بشكل عام – وفق العرق وليس المذهب- يهود بني إسرائيل : وهم أهل الشتات بعد تدمير الهيكل والقدس للمرة الأخيرة على يد الرومان خلال القرن الميلادي الأول الذين توزعوا على بلدان حوض المتوسط وما جاورها. ويقسمون لثلاث مجاميع دينية تتشكل منها القبائل الاثني عشر(the 12 tribes) المنتمية لأسباط نبي الله يعقوب أو إسرائيل.
الصنف الأول: يهود بني إسرائيل ويقسمون إلى:
1- طائفة الكوهانيم -Kohanim – وهم الكهنة (Priests)،

2- طائفة اللاويين -Levites-: أحفاد قبيلة لاوي (the tribe of Levi)،

3- الإسرائيليون – Israelites – أو يسرائيل (Yisraelim): هم القبائل الأحد عشر الأخرى
(theother 11 tribes).

  • أما يهود الأجناس الأخرى: جاؤوا من سلالات شتى ودخلوا اليهودية لأسباب مختلفة عبر حقب زمنية متعددة.. ولعل أكثرهم خطورة وأثراً في التاريخ هم يهود الأشكناز. وهذا الصنف الثاني: يهود الأجناس الأخرى يقسمون إلى:
    1- يهود شتات خازاريا: والذين نزحوا أصلاً من خازاريا بعد تدميرها من قبل الروس، ويسمون يهود الاشكنازي (Ashkenazi)، وهم يهود أوربا الشرقية وروسيا والألمان الجرمانيون ممن انتشروا لاحقاً في جميع أوربا وأمريكا، وصاروا الفرقة الأكبر اليوم حتى سموا بـالقبيلة الثالثة عشر.

2- يهود شتات إسبانيا وشبه جزيرة إيبيريا: هم الذين نزحوا بعد انتهاء دولة المسلمين بالأندلس. ويسمون السفارديك (Sephardic)، وانتشروا في أوربا وحوض المتوسط.

3- اليهود الشرقيين من إيران والعراق واليمن والشام ومصر والمغرب وغيرها، ويسمون يهود المزراحي (Mizrahi ).

4- يهود متفرقين آخرين مثل:
الهنود، الأفارقة الحبشيين (الفلاشا)، اليهود السود (التامل)، وغيرهم ..
تأسييا على ما تقدم نستطيع القول أن الصراعات داخل دولة الكيان على مختلف الصعد موجودة وقائمة فكرياً وعقائدياً وسلوكياً وعرقياً ومذهبياً وغير ذلك وأن الصراعات بين تلك التقسيمات لا بد وحتماً ستكون أحد أهم العوامل في تفكيكهم وتقاتلهم مصداقاً لقوله تعالى: { لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14)} [ الحشر: 14].

يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى