يوم الأرض

الأسير:- مراد أبو الرب
يمر علينا في الثلاثين من آذار في كل عام , ذكرى عزيزةٌ على قلوبنا ” ذكرى يوم الأرض” ، سبعة و أربعون عاماً مرت على ذلك اليوم الذي فيه روت دماء الشهداء أرض فلسطين ، ولكن في هذا العام لها طابعٌ آخر … فالأرض ما زالت تنتهب و البيوت ما زالت تهدم !!
إهدئي أيتها الأرض الطيبة .. فَعليكِ الماهر والكريم .. عادوا إليكِ بعد غياب سنين !! .. جاؤوا لينفضوا عنك الغبار .. أربعين عاماً غابوا عنك , وما غبتي عنهم يوماً !! سكنتِِ قلوبهم …. إهدئي أيتها الأرض كي لا يستيقظ النائمون في أحضانك … اولئك من تدفئوا فيكي .. جراحهم ما زالت ندّية .. و وجوههم نضرة .. إهدئي أيتها الأرض .. فالشهداء ينيرون بنور السماء .. ونور السماء لا ينطفئ .
الآن … الآن … أحفاد بني كنعان يخرجون من كل بيت ، صغاراً و كباراً ، و نساءاً و رجالاً … من سخنين و الناصرة ، من اللد و الرملة ، حيفا و يافا ، وباقة و شفا عمرو .. والطيبة ، من ام الفحم و المكر يسيرون گأمواج البحر نحو اللطرون و الشجرة و باقي قرانا المهجرة.
وهناك في الشتات بيوتهم صوبك في قلوبهم تسكنين ، رغم فراق السنين … أولادهم … أحفادهم .. حفظوا الوصية ويحملون مفتاح العودة .. أجسادهم هناك في المنفى .. أنفاسهم .. أرواحهم هنا فيكي !!
إهدئي أيتها الأرض المباركة … أرض المسرى والأسرى.. فما زال الفرسان على خيولهم يتسابقون إليك ، آه ما أجملك !! … آه ما أروعكِ !! … ثوري أيتها الأرض، يا أرض فلسطين و اطلبي و ستنالين ما تطلبين .. ارواحنا .. أموالنا .. أولادنا .. كلنا لكي .. فكيف نكون إن لم تكوني ؟!!
سنلتحفُ سمائكِ… و نفترش أرضكِ .. و أقمارنا في السماء ستبقى تحرُسك .. اليوم يومك .. من السجون تحرروا وجاؤوكي ، من الشتات عبروا الحدود ومن قلبكي عاد الشهداء مبتسمون ، اليوم جمعتنا أيتها الأم الطيبة ، و هل أجمل منك بين الأمهات !! فأنتِِ استثنائية … استثنائية الجمال و الحنان و الآمال … لذا وجب أن يكون يومك استثنائي، فَستُرَفرفُ الأعلام … سينقشعُ الظلام … و نعيش فيكي بأمن و سلام ، فَطيبى وطيب لكي أيتها الفلسطين .. أيتها المعشوقة التي يعشقها الملايين !!!
قلعة الشهيد عبد القادر ابو الفحم
سجن عسقلان المركزي
الأسير القائد مراد ابو الرب