أخبارثقافة

ما أسعدني …..!

ما أسعدني …..!

نثر الليل جلبابه الأسود على وجهي ولفني به ،ولا أنيس لي في ظلمته الحالكة غير صوت دخول رسائلك علي الواحدة تلو الأخرى وبقايا بصيص لمعان النجوم البادية تارة والمختفية أخرى وراء نسيج الغيوم التي تكسوا سماء المنطقة كان الضغط مرتفع جدا وألسنة حرارة الصيف تلسع الناس في إنتظار سحابة ليلة صيفية تطفيء وهجها وتخمد لظاها وليس لي بد للإحتماء من وهج وهجير تلك الحرارة غير سحب خطايا الوئيدة إلى ضفاف الشاطيء القريب مني علني وعساني أعثر فيها على ظالتي وأجد فيها سلوايا من هذه الوحدة الموحشة وضغط نهار الصيف الطويل المتعب بشمسه اللافحة وضجيج فوضى الآليات والمركبات مع وحدة مسائه المؤلمة ،وكان طيف ظلك وخيالك الرشيق يرافقني أينما كنت وحيثما حللت كانت ذاكرتي غارقة وسط ركام كبير من الصور والخيالات غير أن صورتك كانت الطافية على سطح أحداثها ربما لقرب عهدي بها أوربما تكون رسائلك القصيرة هي التي قربتها مني وأفاضت كوامن أشواقي وحنيني إليك وضعت يدي في جيبي لأنتزع منه علبة السجائر أخرجت واحدة من بناتها وبدأت في حرق أعصابي بها ولكنني لم أتمالك نفسي فتلاحقت الأخريات تباعا وبدأن في نثر سمومهن في دمي وكنت أشعل الواحدة من الأخرى والنيران تزداد إشتعالا في عروقي عوضا من خمودها ولهيبها يستعر في قلبي إضطرام النار في الحطب ،وبدا على وجهي القلق وعيناي تتفقدان السا عة بين اللحظة والأخرى وكأني على موعد آن أوانه أومضى قليلا….

كسى الإضطراب كل ملامحي ودبت الرجفة والرعشة في جسدي وفجأة أجد أصابعي قد تسسلت نحو هاتفي المحمول دون إذن مني أو إستشارة …..

لست أدري ماذا تريد ان تفعل به ……؟ وماهو الدافع الذي حركها لذلك……؟وما إن تبادر إليها رقمك من خلال ضوء شاشته الأزرق حتى خفقت للضغط على الزر لتهتف لك فاندفعت محاولا ثنيها عن ذلك وكبح جماحها مانعا أياها من الإتصال بك ……

وبدأت في فتح قنوات الحوار معها لصرفها عن الفكرة ودخلت معها في تساؤلات شتى قائلا….

  • كيف لأصابع فقيرمعدم مثلي أن تتجرأ على إقتحام عرين إمرأة راقية تعيش في عالم مليء بالبذخ والترف والإنفتاح والتطور والتمدن والأرستقراطية بيني وبينه بون شاسع ومد من العلو والترفع والرقي كما بين السماء والأرض ….ويفصل مابيني وبينها جدار من الكبر كجدار يأجوج ومأجوج….؟

كيف تتجرئين أيتها الأصابع الضعيفة لعبد مسكين يكابد من أجل كسب لقمة يومه على إختراق هذا الجدار العظيم وإختزال البون الشاسع والمسافة الفاصلة بيني وبينها…..؟

أين نحن من هذا أيتها الأصابع المغرورة الحالمة …….؟ كفاك هذيانا وجنونا….؟

لكنها صعقتني بإجابات لم أكن أتوقعها قائلة…

إن العواطف الإنسانية

مثلها مثل الموج المصطخب أو الطوفان الهادر …والسيل الجارف والبركان الثائر…

لافرق لديها بين الغني والفقير… ولابين العبد والأمير……

إنما هي رسائل القلوب إلى القلوب..

وإيماءات العيون للعيون…وتعانق الخواطر بالخواطر….

وإحتضان المشاعر للمشاعر….

فالقلوب كلها من طينة واحدة…والأرواح أجناد مجندة -ماتشابه منها إئتلف وما تنافر منها إختلف-

إني أحس بالقرب الكبير من هذا الجمال الساحر رغم تعاليه وكبره ،وأؤمن أن أحاسيسي لاتخونني وأن توقعاتي لاتخطأ أبدا ، فدعنا نرسل لها رسالة قصيرة نهنئها فيها بحلول العيد ونرى ماسيحدث بعدها…..؟

وافقت على ذلك مرغما وتركتها تعمل مابدا لها..

وما إن فرغت من كتابة الرسالة الأولى وإرسالها حتى بدأت رسائلك الحلوة العذبة المنمقة تنهال علي تباعا عندها أحسست أن أصابعي كانت على حق…

إن لم يكن بينهما إتفاق مسبق عندما صافحتها ذات مرة ….فورطتني وأدخلتني في مغامرة عاطفية لم أكن مهيأ لها….

وضعت شفاهي على هاتفي مقبلا حروف تلك الرسائل فشممت وإستنشقت عطر اناملك التي كتبتها وإنساب عطرك وعبيرك يقطر من أزرار الهاتف لست أدري كيف حمله الأثير إلي ليعبقني بأريجه ويغمرني به …..

من أيقظ الإحساس في أناملك كي تهب من بعيد لتأسرني …….؟

من فجر الشوق فيها حتى تفجرني….؟

أحقا لاتزال ذكرايا تجول في خاطرك….؟

وحقا لاتزال بقايا أنوثتك تذكرني….؟

يا إلاهي ما أسعدني…..

الطيب دخان/خنشلة/الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى