رأي

هل تحتاج المدرسة لساحراو مهرج ؟

موسى عزوڨ – هل تحتاج المدرسة لساحراو مهرج ؟ –

تحكي الحكاية ان احد الرؤساء اشتهر انه لم يقرأ.

عند افتتاح مدرسة وميذ على الدراسة فقال له :

إقرأ يا ولدي لتخرج طبيبا “. رد التلميذ

بسرعة :” لا لن اقرأ حتى اصبح رئيسا مثلك ؟ ” .

ما كاد التلاميذ يكملون أسبوعا واحدا من العودة إلى مقاعد الدراسة حتى تفاجئوا بيوم عطلة وتصادف مع نهاية الأسبوع ليصبح عطلة بعد عطلة وتعقبها عطلة .

يتزامن ذلك مع شهر جانفي والفصل الثاني من الموسم الدراسي الأقصر ! وتتعجب ان السيدات ” المعلمات” يخترن هذا الشهر تحديدا لعطلة الأمومة ليكون عطلة بعد عطلة الشتاء تعقبها عطلة الربيع وهكذا إلى الدخول المدرسي القادم ؟ وهكذا يبدأ البحث عن المستخلف !

بينما نحن كذلك اذ بميمونة بنتي تعلمني ان المهرج سيأتي الأحد المقبل إلى المدرسة ! الغريب أنه كلما قيل لهم أنه المهرج يأتون لهم بساحرويلبس اللون الاسود ! وقد كانت منذ حوالي شهر فقط قد ادعت ان المعلمة قد طلبت منهم ثمن 50 دج لكل تلميذ وإلا طرد من المدرسة , ومعرفتي بالمعلمة السلفية التي ترفض ذلك مبدئيا جعلني يومها اشك في الأمر , لكن فعلا جاء الساحر يومها في ديسمبر ولم يبهرهم ؟ وكانت قد علقت عن عدم رضاها عنه . لكن هذه المرة هو فعلا بهلوان تؤكد وتعيد , لان المعلمة أكدت لهم انه سيدخل إلى القسم ؟ ( الاولاد في هذا السن يصدقون المعلم اكثر منك ) .

كان لابد إذن أن أتنقل إلى المدرسة للاطلاع على الموضوع , وجدت المدير أكثر امتعاضا , ولكن الرخصة يسلمها مدير التربية, أما دفع 50 دج فليس إجباريا . لكن من لا يدفع يخرج ؟ لكن أين يذهب ؟ وبالعودة إلى الأهمية التربوية لوجود الساحر في المدرسة يصحح المدير بأنها خفة يد وليس سحر ؟ يا سيدي هي خفة يد , بماذا تفيد التلميذ خفة اليد إلا أن يصبح ساحرا أو خفيف اليد ؟

يبدوا أن الساحر والمصور يحصلان على ترخيص من المديرية بسرعة ، وربما من الأفضل أن يعملان يوميا لدى المدرسة ! ولما لا يستخلفان المعلمات الغائبات , وهنا تبادر إلى ذهني تساؤل لماذا ليس منهم أي ساحرة او حتى مصورة ؟

كان المدير يحاول التصحيح بان الأمر يتعلق ببهلوان وليس ساحر! وهو وحتى ولو كان كذلك لا معنى لنشاطه في بداية الفصل ولا في نهايته على كل ، ومن الأفضل برامج ترفيهية هادفة من مسرح وأناشيد بعد نهاية الفصل, و تنظم رحلات موجهة للمتفوقين فقط لتشجيع الآخرين , وهو ما كان فعلا في زماننا الجميل . كان حديدوان وماما مسعودة مثالا للهدف والتوجيه.

عزوق موسى محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى