هرمون السعادة والقوة و الفرح
هرمون السعادة والقوة و الفرح
يُعرف الدوبامين بأنه الناقل العصبي الذي يجعلك تشعر بالسعادة، فهو مادة كيميائية تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية، يطلقه الدماغ عندما نأكل الطعام الذي نتوق إليه أو أثناء ممارسة الجنس أو أثناء القيام بشيء نحبه ونرغب به، مما يساهم في الشعور بالسعادة والرضا كجزء من نظام المكافأة لهذه الأعمال الممتعة، وهذا يعزز الكيميائية العصبية للمزاج والدافع والانتباه مما يساعد على تنظيم الحركة والتعلم والاستجابات العاطفية. وفي الثقافة العامة ووسائل الإعلام الشعبية، يُنظر إلى الدوبامين عادةً على أنه المادة الكيميائية الرئيسية للمتعة، ولكن الرأي السائد في علم العقاقير، هو أن الدوبامين يعطي بدلاً من ذلك دوراً تحفيزيًا، أي يشير الدوبامين إلى الدور التحفيزي الملحوظ (أي الرغبة أو النفور) للنتيجة، والتي بدورها تدفع سلوك الكائن الحي نحو تحقيق هذه النتيجة أو بعيدًا عنها.
كيف يؤثر الدوبامين على السلوك؟
في التجارب المخبرية، يحث الدوبامين الفأر على الضغط على رافعة مراراً وتكراراً من أجل الحصول على الطعام، وهذا لا يختلف في البشر، فهذا هو سبب مشاركتنا في المساعدة من أجل الحصول على الأشياء التي نحبها. وينطبق هذا على الإدمان أيضًا، فقد يكون الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الدوبامين أكثر عرضة للإدمان، ويحتاج الشخص الذي يبحث عن المتعة عن طريق المخدرات أو الكحول أو الطعام إلى مستويات أعلى وأعلى من الدوبامين.
كيف يجعلك الدوبامين تشعر؟
يتسبب الدوبامين في الرغبة والرغبة العالية والبحث المستمر للوصول إليها، ويزيد من مستواك العام من الإثارة وسلوكك الموجه نحو الهدف، ويجعلك الدوبامين فضوليًا بشأن أفكارك ويغذي بحثك عن المعلومات، فينشئ الدوبامين حلقات البحث عن المكافآت، أي أن الناس سيكررون السلوك الذي يحبونه للوصول إلى المتعة.
ماذا يعني بأن شخصًا ما لديه مستويات عالية من الدوبامين؟
يمكن وصف الشخص الذي لديه مستويات عالية من الدوبامين، سواء كان ذلك بسبب مزاجه أو بسبب حالة عابرة، بأنه باحث عن الإحساس. والجانب الإيجابي في البحث عن الإحساس هو أن الناس يرون ضغوط الحياة أنها تحديات يجب التغلب عليها، بدلاً من كونها تهديدات قد تسحقهم أو تدمر حياتهم، وهذه العقلية تعزل صاحبها عن ضغوط الحياة، لأنها تزيد مرونة تعامله مع المشاكل والضغوط على المدى الطويل.
ما هي دائرة مكافأة الدوبامين؟
ينتج عن إطلاق الدوبامين دائرة مكافأة في الدماغ، وتسجل هذه الدائرة تجربة مكثفة (مثل الانتشاء) على أنها مهمة، وتخلق ذكريات دائمة عنها على أنها ممتعة. ويغير الدوبامين الدماغ على المستوى الخلوي، ويأمر الدماغ بالقيام بذلك مرةً أخرى.
العلاقة بين الاضطرابات النفسية والعصبية والدوبامين
حصل عالم الصيدلة وعالم الأعصاب السويدي Arvid Carlsson على جائزة نوبل في عام 2000 عن أبحاثه حول الدوبامين، حيث أظهر أهميته في وظائف المخ، كما أنه ساعد في إظهار أن الناقل العصبي مرتبط بشدة مع النظام الحركي، وأثبت أنه عندما يفشل الدماغ في إنتاج ما يكفي من الدوبامين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض باركنسون، والعلاج الأساسي لمرض باركنسون هو عقار يسمى L-dopa الذي بدوره يحفز إنتاج الدوبامين في الدماغ.
وأثبتت الدراسات أن الدوبامين له علاقة بمرض انفصام الشخصية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن أنظمة الدماغ الكامنة وراء هذه الحالات، بالإضافة إلى اضطراب تعاطي المخدرات، معقدة، ويعتمد نشاط الدوبامين على حالة مستقبلات الدوبامين، وفي الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات، تتفاعل المادة الكيميائية مع عوامل أخرى بطرق لم يتم شرحها بعد. (مستقبلات الدوبامين هي فئة من مجموعة المستقبلات المقترنة بالبروتين ج الموجودة في الجهاز العصبي المركزي الفقاري (الجهاز العصبي المركزي) والناقلات العصبية الدوبامينية هي الروابط الداخلية الأولية لمستقبلات الدوبامين). وتدخل مستقبلات الدوبامين في العديد من العمليات العصبية، بما في ذلك الدوافع والاستمتاع والإدراك والذاكرة والتعلم والتحكم الحركي الجيد، فضلا عن تعديل إشارات الخلايا العصبية الصماء. وإن إشارات مستقبلات الدوبامين غير الطبيعية، والوظيفة العصبية الدوبامينية تتضمن العديد من الاضطرابات العصبية والنفسية. ولهذا فان مستقبلات الدوبامين هي أهداف شائعة لعقاقير الجهاز العصبي.
ليس من المبالغة إذا قلنا أن الدوبامين يجعلنا بشرًا، فمنذ البداية من نمو الرضيع، عندما تكون مستويات الدوبامين حرجة أو قليلة، يمكن أن تنشأ الإعاقات العقلية إذا لم يكن الدوبامين موجودًا بكميات كافية، فالدوبامين له علاقة ببعض الحالات الوراثية مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي، ويتورط نقص الدوبامين أيضًا في حالات أخرى مثل مرض الزهايمر والاضطرابات إلإكتآبية والأكل بنهم والإدمان والقمار.
العلاقة بين الدوبامين واضطرابات فرط الحركة (ADHD)
إن الأدوية المستخدمة حاليًا لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تزيد بالفعل من فعالية الدوبامين، إن ذلك يساعد المرضى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على التركيز والاهتمام بشكل أفضل بشيء واحد في كل مرة، ولكن كيف بالضبط يترجم المزيد من الدوبامين إلى تركيز وتركيز أفضل لم يتم فهمه بعد.
العلاقة بين الدوبامين ومرض باركنسون
ويرجع السبب في كثير من أعراض داء باركنسون، إلى فقد الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي في دماغك المُسمَّى الدوبامين، ويتسبَّب انخفاض مستويات الدوبامين في شذوذ نشاط الدماغ، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث خلل في الحركة. ففي هذا الاضطراب التنكسي العصبي، يبدأ الانخفاض في الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ حيث يتم تنسيق الحركة، وعندما تتحلل هذه الخلايا، تتأثر الوظيفة الحركية، والتي تشمل الهزات والصلابة وبطء الحركة أو تباطؤ الحركة وكذلك التغييرات في الكلام والمشي.
كيفية زيادة الدوبامين في الجسم
لطالما اهتم العلماء الذين يدرسون الاضطرابات العصبية والنفسية بكيفية عمل الدوبامين وكيف ترتبط المستويات المرتفعة أو المنخفضة نسبيًا من الدوبامين في الدماغ بالتحديات السلوكية والإعاقة. فهناك طرق لرفع مستويات الدوبامين بشكل طبيعي، والرعاية الذاتية الأساسية هي المكان المناسب للبدء، فعلى سبيل المثال، ليلة من النوم المتقطع، يمكن أن تقلل الدوبامين بشكل كبير. وفيما يلي بعض النصائح لزيادة مستويات الدوبامين في الجسم
تناول الأطعمة الغنية بالتيروزين (حمض أميني) بما في ذلك الجبن واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان وفول الصويا والبذور والمكسرات والفول والعدس وغيرها. في حين أن مكملات التيروزين متوفرة، ولكن يفضل تناول الأطعمة الحاوية عليه. تناول الأطعمة الحاوية على المغنزيوم مثل البذور والمكسرات وفول الصويا والفاصوليا والحبوب الكاملة وغيرها. تجنب الأطعمة المصنعة والدهون العالية والسكر والكافيين. النوم لمدة كافية في الليل لأنه يعزز إنتاج الدوبامين. ممارسة الرياضة أو المشي يومياً. تجنب الإجهاد، وطبق تقنيات مثل التأمل والتخيل وتمارين التنفس. انظر في استخدام منشط الذهن الطبيعي بما في ذلك L-Tyrosine و L-theanine.