ملفات مهمة تحملها زيارة الرئيس بايدن للشرق الاوسط
سري القدوة
عادت وسائل اعلام امريكية لتؤكد مجددا بان الرئيس الامريكي جو بايدن سوف يزور المنطقة وإلى إمكانية زيارة المملكة العربية السعودية ضمن جولته في الشرق الأوسط ومن المتوقع ان يلتقي بايدن قادة من دولة الاحتلال ودول عربية وتحديدا سيلتقى بايدن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ومن المتوقع أن يزور الرئيس بايدن إسرائيل وفلسطين في 14 و 15 يوليو/ تموز المقبل حيث سيلتقي بالرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم وان جولة بايدن ستشمل القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية لمناقشة سبل التعاون مع المملكة وستكون من أجل عقد اجتماع أكبر بشأن الأمن الإقليمي على حسب ما ذكرت وسائل اعلام امريكية وهذه الزيارة ستكون الأولى التي يجريها بايدن إلى دولة الاحتلال والمنطقة منذ توليه الرئاسة في يناير/ كانون الثاني 2021، بينما زارها سابقا في 2010 و 2016 حين كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما وتأتي هذه التطورات في وقت دفعت فيه المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في مجال النفط والأمن إلى إعادة التفكير في الموقف المتشدد الذي تعهد بايدن باتخاذه تجاه السعودية أثناء حملته الانتخابية .
وفي ظل هذه التطورات وما تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة ومدنية القدس من حملات تهويدية استيطانية واسعة تقوم بها حكومة التطرف الاسرائيلي بات المطلوب من الادارة الامريكية التراجع فورا عن سياسات حقبة ترامب وتلك السياسة العقيمة التي اتبعها وخاصة الاعتراف بمرتفعات الجولان على أنها تابعة لإسرائيل وتصنيف المستوطنات الإسرائيلية على أنها قانونية وعدم وضع العلامات على المنتجات المصنوعة في مستوطنات الضفة الغربية بالإضافة للتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الاسرائيلي .
لا يمكن استمرار المفاوضات السلمية والتقدم نحو ايجاد افق حقيقي يقود الي الاستمرار في الجهود الدولية لتحقيق السلام في ظل تواصل اعمال الاستيطان كون ان المستوطنات الإسرائيلية القائمة هي بمثابة جرائم حرب بموجب القانون الدولي ولا يمكن استمرار الصمت على هذه السياسات الخطيرة وممارسة الظلم بحق ابناء الشعب الفلسطيني الذين تم تجريدهم من اراضيهم وحقوقهم والاستيلاء على مواردهم الطبيعية والاقتصادية وحقوقهم في العيش بكرامة على اراضيهم وفرض واقع لا يطاق بفعل الاحتلال القائم .
ومن الواضح بان استمرار حكومة الاحتلال وممارساتها المتكررة يؤدي بشكل خطير إلى تأجيج الأوضاع القائمة في الاراضي المحتلة مما يتطلب التدخل العاجل من قبل ادارة الرئيس جو بايدن لاتخاذ إجراءات مسؤولة وعاجلة لوضع حد للسياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية وحماية الأرواح البشرية .
ويشكل التصعيد الإسرائيلي الحالي والقمع المستمر تحديا جديدا للإدارة الرئيس جو بايدن ويضعها امام مسؤولياتها مما يتطلب اتخاذ موقف واضح نحو اعادة النظر في تقيم السياسة الامريكية المتبعة بالمنطقة لتعيد ادارة الرئيس سياستها واتخاذ مواقف واضحة ومحددات سياسية جديدة تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتقوم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتعمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وضمان صيانة الحقوق الفلسطينية .
لا يمكن لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية في ظل هذا التصعيد والعدوان الاسرائيلي ضد المقدسات الاسلامية والمسحية وتحويل باحات المسجد الاقصى لصراع ديني حيث التعدي الواضح على قرارات الشرعية الدولية والوضع القانوني القائم في القدس ولا بد هنا من ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة حماية حقوق الفلسطينيين من مخاطر الاحتلال العنصري .