أحوال عربيةأخبار العالمالمغرب الكبيرفي الواجهة

محبط من نتائج القمة العربية في الجزائر .. المخزن يلعب دور الانقسام داخل الأسرة العربية

محبط من نتائج القمة العربية في الجزائر .. المخزن يلعب دور الانقسام داخل الأسرة العربية

زكرياء حبيبي

ضاعف الجهاز الدعائي للمخزن، الذي أصبح فرعا للموساد، ضراوته من حيث التضليل والتشهير بالجزائر وسياستها السيادية، كدليل على معاناة نظام أصبحت أيامه معدودة، وهذا حسب آراء الخبراء وحتى حلفاء المملكة.

فبعد أن فشل في نسف القمة العربية منذ الإعلان عن عقدها في الجزائر، في 1 و 2 نوفمبر 2022، وهو التاريخ الذي يرمز إلى الثورة ضد الاستعمار الجديد والاستسلام، فنظام المخزن ومن خلال رئيس دبلوماسيته ناصر بوريطة، الذي تم الاحتفاظ به كممثل للمغرب، ولكن أيضًا عن الليكود بزعامة نتنياهو، المؤيد لاتفاقات إبراهيم، عمل كل ما في وسعه لإلحاق الهزيمة بالاتفاق التوافقي على الملف المركزي في قائمة هذا الاجتماع، أي القضية الفلسطينية وتبني حل الدولتين، الذي يستبق أهداف الكيان الصهيوني التوسعية، والفائزين الجدد في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية.

وعلى عكس الجزائر التي تسعى لتقريب صفوف الأسرة العربية حول قضية فلسطين المقدسة، لا يفوت المغرب أي فرصة لإثارة الانقسامات والشقاق داخل جامعة الدول العربية، من خلال نشر حيل مثل تلك القصة للخريطة الجغرافية التي أثيرت خلال القمة العربية الأخيرة، بينما يعترف المجتمع الدولي بأراضي الصحراء الغربية كأراضي مسجلة في اللجنة الرابعة المسؤولة عن إنهاء الاستعمار في الأمم المتحدة، والمسؤولة عن 17 إقليماً في أركان الكوكب الأربعة.

إن نتائج القمة العربية الأخيرة في الجزائر ، التي توجت بإعلان الجزائر، بعيدة كل البعد عن إرضاء الصهيونية وعميلها المخزن، مما يحرض ويشجع الأخير على نشر أخبار كاذبة، لتبرير وضعه، على أنه سرطان داخل الأسرة العربية، التي أصبحت أكثر وعياً بالتحديات التي تنتظرها في أعقاب العالم الجديد الذي بدأ يرتسم.

وما مناورة المخزن الأخيرة في إثارة الخلاف بين الجزائر والرياض، من خلال محاولته عبثًا استحضار غياب الرئيس تبون في الاجتماع الذي نظمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمكرس للاقتصاد الأخضر في الشرق الأوسط.

وفي الحقيقة، هو غياب مرتبط بحضور الكيان الصهيوني في هذا الاجتماع. غياب أصبح تقليدا في الأعراف السياسية والدبلوماسية للجزائر ومبادئها التي استمرت على مر الزمن لصالح حق الشعب الفلسطيني في بناء دولة ذات سيادة واستعادة الأراضي العربية التي نهبها نظام الفصل العنصري الصهيوني.

من المؤكد أن السعوديين ليس لديهم مصلحة في ثرثرة دعاية المخزن، وهم يعلمون جيدًا أن العلاقات الجزائرية السعودية بعيدة كل البعد عن التأثر بأفعال المخزن التي هاجمت للتو قطر وأميرها تميم بن حمد آل ثاني، المشارك في القمة العربية بالجزائر، بل وراح يمدد إقامته بالعاصمة.

وهنا يكمن الاختلاف بين الجزائر والمغرب، فقد أعلنت الجزائر للتو دعمها لقطر، التي هي موضوع حملة عداء تقودها جماعات الضغط الإمبريالية الغربية، بصوت رئيسها عبد المجيد تبون، في وقت تفعل الرباط عكس ذلك. وهذا يلخص جيدًا الدور المسرطن لنظام المخزن داخل الأسرة العربية.

من الواضح اليوم أن العمل العربي المشترك، برعاية الجزائر ورئيسها، يزعج مناصري الصهيونية ومن ينبطحون للنظام الصهيوني.

وهو العمل الذي ينبغي أن تواصله المملكة العربية السعودية التي ستستضيف القمة العربية المقبلة، ومن هنا جاءت المحاولة العبثية للمخزن لإثارة التوترات بين الجزائر والرياض، عبر دبلوماسيته الزائفة والرائدة في إحداث الضجيج على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي حالها حال الأواني الفارغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى