إسلام

سيّدتنا عائشة البكر التي لم تنجب والمحبّة لأسيادنا فاطمة الزّهراء وعلي بن أبي طالب

سيّدتنا عائشة البكر التي لم تنجب والمحبّة لأسيادنا فاطمة الزّهراء وعلي بن أبي طالب – معمر حبار

سيّدتنا البكر أمّنا عائشة الوحيدة ضمن نساء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

تزوّج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، سيّدتنا البكر الصّدّيقة بنت الصّدّيق، رحمة الله ورضوان الله عليها. وكانت البكر الوحيدة من ضمن نساء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وشاء ربّك أن لاتنجب وهي البكر.

والغيرة لدى النّساء فطرة فطرت المرأة عليها. ولا عجب إن غارت سيّدتنا أمّنا عائشة من سيّدتنا أمّنا خديجة بنت خويلد، رحمة الله ورضوان الله عليها. والغيرة فيما بين زوجات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أمر عادي. لأنّه من فطرة الله التي فطرت عليها النّساء. وسيّدتنا أمّنا عائشة تندرج ضمن هذا السياق. فلا حرج عليها، ولا تلام على أمر لاتتحكّم فيه، وفطرت عليه.

غيرة سيّدتنا البكر أمّنا عائشة كانت طبيعية، ولم تتجاوز المعقول:

ومن حيث عدم إنجاب سيّدتنا البكر أمّنا عائشة للولد وهي البكر الوحيدة، والمدلّلة لدى زوجها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والتي كان صلى الله عليه وسلّم يفضّلها على أزواجه. فمن الطبيعي جدّا أن تتألم ولو لم تظهر الألم. وتلك فطرة فطرت عليها المرأة التي لم تنجب خاصّة إذا كانت البكر. وسيّدتنا البكر أمّنا عائشة إن تألمت، فهذا أمر طبيعي، وفطري في كلّ نساء العالم.

لكن غيرة سيّدتنا البكر أمّنا عائشة لم تتجاوز المعقول من الغيرة. فلم تكن الحاقدة، ولم تدبّر المؤامرات، ولم تكن سببا في الطلاق، ولا التّفريق بين الزّوج وزوجه، ولا هدم الأسر. بل كانت المحبّة لنساء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولسيّدتنا فاطمة الزّهراء، وتتقرّب إليهن باللّطف واللّين والحسنىّ، وترسل الهدايا، وتقدّم النّصيحة، وتدافع عنهن، وتعلّمهن شؤون الحياة والدين، وتدافع عنهن أمام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتعاتب أزواجهن إذا أسأن العشرة والحياة الزّوجية.

لم تخلط سيّدتنا البكر أمّنا عائشة بين الغيرة وهي ظاهرة صحية، وعادية، وفطرة المرأة التي فطرت عليها، ولا تلام عليها. وبين حياتها اليومية في عهد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وبعده حين التحق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالرّفيق الأعلى.

وظلّت تمارس حياتها السّياسية، والفقهية، والجهادية، والفتوى، والرّيادة، والقيادة، ونصح أسيادنا الخلفاء الرّشدين، ومعاتبة الولاة، وقيادة الجيش، وتصحيح وجهات النظر التي وقع فيها المسلمون وكبار أسيادنا الصّحابة، وعرض رأيها علانية ودون تردّد، ونقد بعض الفتاوى وتصحيحها باعتبارها الفقيهة المجتهدة، وتصحيح الأحاديث النبوية الشريفة وإعادتها إلى أصلها الطبيعي، وشرح فيما اختلف فيه من آيات القرآن الكريم. وهذه المظاهر، وغيرها لاعلاقة لها إطلاقا، وأبدا بالغيرة التي فطرت عليها المرأة، وسيّدتنا البكر أمّنا عائشة.

جريمة، وخيانة طه حسين في حقّ سيّدتنا البكر أمّنا عائشة:

قرأت البارحة كتاب “الفتنة الكبرى، الجزء الثّاني، علي وبنوه[1]”، لطه حسين. وما زال بين يدي القارىء المتتبّع يواصل قراءته. وهو يقول: سيّدتنا البكر أمّنا عائشة كانت تغار من سيّدتنا فاطمة الزّهراء. لأنّ سيّدتنا البكر أمّنا عائشة لم تنجب، ولم يكن لها ولد من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وسيّدتنا فاطمة الزّهراء أنجبت من سيّدنا علي بن أبي طالب، وكان لها ذرية سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. واستنتج طه حسين أنّ نقطة عدم الإنجاب لسيّدتنا البكر أمّنا عائشة، كانت من عوامل اختلاف سيّدتنا البكر عائشة مع سيّدنا علي بن أبي طالب.

قلتها، وأعيدها: مسألة الغيرة، وعدم الإنجاب لسيّدتنا البكر أمّنا عائشة كانت ضمن فطرة المرأة التي فطرت عليها، ولم تتعدى أبدا الجانب السّياسي، والحربي، وقيادة الجيش، ونصح أسيادنا الخلفاء، ونقد الولاة، ووظيفة الفقيهة، والمجتهدة، وقائدة الجيش.

أخطأ طه حسين، وكان سيّىء الأدب، وقليل الأدب مع سيّدتنا البكر أمّنا عائشة، وسيّدتنا فاطمة الزّهراء، وسيّدنا علي بن أبي طالب. حين اتّهم أسيادنا زورا، وبما ليس فيهم، ولا من مقامهم الرّفيع.

سيّدتنا البكر أمّنا عائشة المحبّة لسيّدتنا فاطمة الزّهراء، وسيّدنا علي بن أبي طالب:

قال الأستاذ محمّد سعيد رمضان البوطي، رحمة الله ورضوان الله عليه في كتابه: “عائشة أم المؤمنين، أيّامها وسيرتها الكاملة في صفحات[2]”:

من عظمة سيّدتنا أمّنا عائشة أنّها سامحت سيّدنا حسّان الذي أساء إليها في حادثة الإفك، وقد طبّق عليه حكم الحدّ، بل نهت عن سبّه، والإساءة إليه، وظلّت تحترمه. 64

جلّ الأحاديث التي تتضمن مزايا علي وفاطمة هي من رواية عاىشة”. 65

كانت سيّدتنا أمّنا عائشة زاهدة، ومتصدقة في حياة زوجها، وبعد الحاقه صلى الله عليه وسلّم بالرّفيق الأعلى، وإلى أن لقيت ربّها. 87

كلّ أسيادنا الخلفاء الرّاشدين كانوا يطلبون مشورة سيّدتنا أمّنا عائشة، وكانت مرجعا لهم في مشورتهم. 102

“عندما قتل عثمان، كانت عائشة في مقدّمة من بايعوا علي رضي الله عنه، فلم يكن يسأهلها أحد عن من هو أحقّ بهذا الأمر، إلاّ أشارت إلى علي ودعت إلى مبايعته”. 112

“وكانت عائشة تقدّر عليا، وتنوّه في المناسبات بمكانته العلمية، وكثيرا ماكانت تحيل السّائلين إليه مبيّنة فضله ومكانته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم”. 112

أذنت سيّدتنا أمّنا عائشة بدفن سيّدنا الحسن بن علي في الحجرة الشريفة إلاّ أنّ مروان بن الحكم رفض ذلك. 131

“وقد ثبت أن عائشة كانت تنكر الكثير من تصرفات معاوية وأعماله. ولعلّ أشدّ ماأنكرت عليه قتله لحجر بن علي وأصحابة، في أمر كان الحق فيه لحجر، وكان قتله ظلما وافتئاتا”.

[1] طه حسين: “الفتنة الكبرى، الجزء الثّاني، علي وبنوه”، الطبعة الثالثة عشرة، (دون ذكر سنة الطبع)، دار المعارف، القاهرة، مصر، من 283 صفحة.

[2] محمّد سعيد رمضان البوطي “عائشة أم المؤمنين، أيّامها وسيرتها الكاملة في صفحات”، دار الفارابي، المعارف، 1418ه-1997، دمشق، سورية، من 148 صفحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى