فراس بومدين
هناك كلام كثير حول التفضيل بين السمر والبيض فمن الرجال البيض من يفضل السمر مطلقا واخرون يفضلون قوم البيض وقيل كل في الغالب يعشق من نفس طينته لكنه يميل الى عكس لونه بحكم الطبائغ والامزجة وهذا بلا دليل والصحيح في اعتقادي ان الميل بين الطرفين يكون بداعي الشهوة والنفع وحسب دعوى اغلب الناس ان حرارة الابدان يمتاز بها السمر والسود لذلك فهم للمبرودين اجود والبيض للمحرورين كذلك وارى ان السمر الطف مما عداهم مزاجا وارق بشرة واعدل حرارة فلذلك فهن للمتعة اوفق وقد قال الشاعر :
*ارى السمر اشهى عند عارف // واشرف مطلوبا في المطالب
*فقل للذي فضل البيض جاهلا // رويدك لاترغب لغير مناسب
* فكم من قراط من المسك قيمته // وقنطار ثلج بارد من مراتب
ــــ اما في ما يتعلق بتفضيل البيض على السود فاكثر من ان يذكر له شاهد قال الجاحظ العرب تمدح بالبياض وتهجو بالسواد وقال الشاعر كشاجم
* يامشبها في فعله لونه // لم تعد ما اوجبت القسمة
*خلقك من خلقك مستخرج// والظلم مشتق من الظلمة
_ وقال اخر
بيضاء تجلو الهم عن ناظري// بعين حق لا بعين انتقاص
*فقل لمن يرغب في السمر// مالفضة البيضاء مثل الرصاص
ـ ــــ وبالمناسبة فان بعض الناس يفضلون السمان من النساء مهما كان لونها ويقال السمنة نصف الحسن وهو يستر كل عيب في المراة ويبدي محاسنها ولهذا قيل ان الجميلة في اللغة هي السمينة من الابل اما القصيرة الغليضة من النساء فانها نوع مذموم عند صاحب كل منثور ومنظوم وقال احد الشعراء
*وانت التي حييت كل قصيرة // ولم تشعر بذلك القصائر
*عنيت قصيرات الحجال ولم // ادر ان شر النساء البحاتر
(البحاتر اي القصار الغلاظ) وقال اخر
*يا من هوى قصيرة // في الارض لها نصف قامة
* اذا رنت الى الخلف قال // القفا ياكاتب السلامة
_ وقال بعض السلف جعل الله البهاء والهوج مع الطوال والدهاء والدمامة مع القصار والخير فيما بين ذلك .واخر قولي “وللناس فيما يعشقون مذاهب ..”.
