تقنيةفي الواجهة

الذَّكَاءُ الِاصْطِنَاعِيُّ وَالرَّجُلُ السُّوبَرُ مَانْ…!!

مُحَمَّدُ سَعْدِ عَبْدِ اللَّطِيفِ. مِصْرَ،،
الذَّكَاءُ الِاصْطِنَاعِيُّ ثَوْرَةٌ مَابِعَدَ الثَّوْرَةِ الصِّنَاعِيَّةِ. عِنْدَمَا دَخَلَ التِّلِفِزْيُونُ الِيُّ كُلَّ بَيْتٍ كَانَتْ هُنَاكَ تَخَوُّفَاتٌ مِنْ هَذَا الْمَجْهُولِ الَّذِي أَصْبَحَ فِي كُلِّ حُجْرَةٍ فِي الْمَنْزِلِ، وَبَدَأَتْ بَعْضُ الْأَرَاءِ مِنْ أَصْحَابِ الْأَفْكَارِ الرِّيدْكَالِيَّةِ وَالتَّحْذِيرِ مِنَّةٌ، لَيْسَ فِي الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِيِّ فَقَطْ، وَلَكِنْ تَجِدُ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْجَمَاعَاتِ الْمُتَشَدِّدَةِ مِنْ الْيَهُودِ، وَمَعَ ظُهُورِ ثَوْرَةِ الِاتِّصَالَاتِ وَشَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ. وَالْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، وَفَتْحِ أَقْسَامٍ فِي الْجَامِعَاتِ لِتَدْرِيسِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ وَخُطُورَةِ ذَلِكَ عَلَيَّ مَجَالَاتٍ وَمِهَنٍ سَوْفَ تَخْتَفِي، وَكَذَلِكَ عَلِي السِّلْمُ الْعَالَمِيُّ. مِنْ وُصُولِ جَمَاعَاتٍ لِمِتَلَاكِ أَسْلِحَةِ دَمَارٍ شَامِلٍ، هَلْ يَسْتَطِيعُ الْعِلْمُ أَنْ يَصْنَعَ إِنْسَانُ سُوبِرْمَانْ…؟
وَمَعَ حَالَةِ الْجَدَلِ الْمُثِيرِ حَوْلَ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ وَتَدَاعِيَاتِ ذَاكَ عَلِي مُسْتَقْبَلِ الْبَشَرِيَّةِ…!!
وَمِنْ خِلَالِ قِرَائَتَيْ الْيَوْمِيَّةِ فِي الْفَلْسَفَةِ وَالْفَلْسَفَةِ الْجَدَلِيَّةِ اسْتَوْقَفَنِي مَاكْتَبَةَ الْفَيْلَسُوفِ/ فِرِيدِيرِيكْ نِيتْشَهْ بِخُصُوصِ
نَظَرِيَّةُ السُّوبِرْمَانْ، أَطْرَحُ سُؤَالًا لِلْقُرَّاءِ وَالْمُتَخَصِّصِينَ. هَلْ تَنَبَّأَ الْفَيْلَسُوفُ الْأَلْمَانِيُّ نِيتْشَةْ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ… قَبْلَ قَرْنٍ وَنِصْفٍ…؟!
مَاذَا كَانَ يُقْصَدُ بِالْإِنْسَانِ الْاعْلِيِّ…؟؟
يَقُولُ:- نِيتْشَةْ
إِنَّ الْحَيَاةَ تَمُوتُ وَتَلِدُ مِنْ جَدِيدٍ،
وَفِي كُلِّ انْبِعَاثٍ تَزْدَادُ قُوَّةٌ، وَحْدَّةً وَجُنُونًا مُبَشِّرَةً بِمَرْحَلَةٍ تَطَوُّرِيَّةٍ لِلْإِنْسَانِ جَدِيدٍ.
تَسَاءَلَ:
مَاذَا سَيَنْشَأُ الْبَشَرُ. السُّوبِرْمَانْ…؟!
السُّوبُرْمَانُ أَوْ الْإِنْسَانُ الْأَعْلَى هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ رُوحٍ جَدِيدَةٍ مَلِيئَةٍ بِالْحَيَاةِ وَالْقُوَّةِ وَلَا يُضَاهِيهَا أَيُّ كِيَانٍ آخَرَ، لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصْبِحَ الْإِنْسَانُ الْأَعْلَى لَكِنْ يَقُولُ نِيتْشَهْ:- أَنَّنَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُؤَسِّسَ أَرْضِيَّةً مُلَاءِمَةً لِانْبِعَاثِهِ.
تَتَأَصُلُ فِي السُّوبُرْمَانِ إِرَادَةُ الْحَيَاةِ، اللَّذَّةُ، الْعَبَثُ وَالْحُرِّيَّةُ…،، وَيَرْتَبِطُ وُجُودُهُ بِثَلَاثِ… نِقَاطٍ التَّحَوُّلِ الْأَسَاسِيِّ فِي جَوْهَرِ الْإِنْسَانِ الْعَادِيِّ…!.
إِنَّ الْحَيَاةَ هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ شِرِّيرٍ لَا يُقْهَرُ، وَسَوْفَ يُحَدَّدُ مَصِيرُ الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ… هَلْ تَخَوُّفَاتُ نِيتْشَةٌ مُطَابِقَةٌ لِنَفْسِ التَّخَوُّفَاتِ حَالِيًّا…!
الْإِنْسَانُ الْحُرُّ وَالْعَظِيمُ يُوَاجِهُ هَذَا الشِّرِّيرَ رَافِضًا الْخُضُوعَ لَهُ . وَينْتَهَى بِهِمْ الْأَمْرُ خَاضِعِينَ لَهُ خَوْفًا مِنْ جَبْرُوَّتِهِ وَسُلْطَتِهِ.
وَيَطْرَحُ سُؤَالٌ غَرِيبٌ…؟
هَلْ يُصْبِحُ الْإِنْسَانُ جَمَلًا، الْجَمَلُ يُقَدِّرُ قِيمَةَ الْعَمَلِ وَيَلْجَأُ لِحَمْلِ النَّاسِ مُخَفَّفًا عَنْهُمْ الْمَشَقَّةَ، فَهُوَ يُمَثِّلُ الِانْضِبَاطَ وَالطَّاعَةَ وَالْمُثَابَرَةَ.
وَيُدْرِكُ الْجَمَلُ أَنَّهُ مُجَرَّدُ عَبْدٍ وَأَدَاةٍ تَسْتَعْمِلُهُ الْبَشَرُ لِأَجْلِ مَصَالِحِهِمْ الشَّخْصِيَّةِ، فَيَتُوقُ إِلَى الْحُرِّيَّةِ وَيَتَحَوَّلُ إِلَى أَسَدٍ.
وَالْأَسَدُ يُوَاجِهُ الشِّرِّيرَ (الْحَيَاةَ) وَيَثُورُ عَلَى التَّقَالِيدِ الْبَالِيَةِ وَالْوَضْعِ الرَّاهِنِ.
يَعِي الْأَسَدُ أَنَّ الشِّرِّيرَ الَّذِي يَعِي الْأَسَدُ أَنَّ الشِّرِّيرَ الَّذِي احْتَرَمَهُ الْبَشَرُ لِقُرُونٍ يَجِبُ أَنْ يَسْقُطَ وَيُدَمِّرَ، وَمِنْ ذَلِكَ الدَّمَارِ نَخْلُقُ حَيَاةً جَدِيدَةً. وَقِيَمًا نَوْعِيَّةً وَجَدِيدَةً تَتَنَاسَبُ مَعَ كِيَانِ السُّوبِرْمَانْ…!!
وَالْأَسَدُ مُتَخَصِّصٌ فِي الدَّمَارِ وَ الِانْتِفَاضِ لَكِنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ الْبِنَاءِ، لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الْأَسَدِ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى طِفْلٍ…!
وَالطِّفْلُ بِنَاءٌ وَخَلَاقٌ وَبِنَاءُ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ هُوَ خَلَاصُ الْإِنْسَانِ.
يَتَحَرَّرُ الطِّفْلُ مِنْ الْمَاضِي الْأَسْوَدِ وَالْآلَامِ وَ الْمُعَانَاةُ الْمُنْجَرَةُ عَنْهُ.
يُبَشِّرُ الطِّفْلُ بِبِدَايَةٍ جَدِيدَةٍ وَإِنْسَانٍ يَحْيَا بِإِرَادَتِهِ وَقِيَمِهِ، فَيَنْبَعِثُ مُسْتَقْبَلٌ مُشْرِقٌ وَكِيَانٍ رَاقِيٍّ.
يَقُولُ نِيتْشَهْ \”إِنَّ الْإِنْسَانَ عَدُوُّ نَفْسِهِ\” لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّغَلُّبُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ خِلَالَ الْمُرُورِ بِثَلَاثِ مَحَطَّاتٍ مُهِمَّةٍ فِي حَيَاتِهِ: جُمَلٌ، وأَسَدٍ، وَطِفْلٍ.
الْإِنْسَانُ الْأَعْلَى نَجْمَةٌ بَرَّاقَةٌ تُنِيرُ النَّفَقَ الْمُظْلِمَ (الْحَيَاةُ)، شَمْسٌ تَدُورُ حَوْلَهَا بَقِيَّةُ الْكَوَاكِبِ وَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَكُونَ رُوحًا حُرَّةً؛ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّغَلُّبُ عَلَى عَدُوِّهِ اللَّدُودِ، نَفْسِهِ…!!
هَلْ تَنَبَّأَ نِيتْشَهْ بِثَوْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ تَسْتَطِيعُ التَّدَخُّلَ فِي خَلْقِ جِينَاتِ الْإِنْسَانِ وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ السُّوبِرْمَانُ …!!
مُحَمَّدُ سَعْدِ عَبْدِ اللَّطِيفِ \”كَاتِبٌ وَبَاحِثٌ مِصْرِيٌّ فِي الْجُغْرَافِيَا السِّيَاسِيَّةِ\”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى