أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

نيران المقاومة لا تترك لأمريكا سوى الرحيل عن سورية

نيران المقاومة لا تترك لأمريكا سوى الرحيل عن سورية

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي سوري

اليوم نيران المقاومة تضرب القواعد الامريكية في سورية وتحاصر تحَركاتها وتلاحق إجرامَ الكيان الصهيوني في قطاع غزة، بذلك أفشلت فكرة الأمان للجنود الامريكيين على أرض سورية، من قاعدة حقل العمر النفطي الى كونيكو والتنف والشدادي، في حين تحركت باقي الفصائل المقاومة في العراق ومناطق أُخرى صوب القواعد الأمريكية، وهو ما ينذر بقرب توسع الصراع.

تحمل هذه النيران رسائل عديدة، انه لا مفر أمام هذه القوات المحتلة، إلا الخروج من الأراضي السورية بأسرع وقت ممكن، بعد أن إزدادت عمليات قصف القواعد الامريكية في سورية، ما دفع هذه القوات لنصب بطاريات صواريخ مضادة للطائرات المسيرة في محيط التنف، واطلاق منطاد مراقبة في أجواء الحسكة، وتكثيف وجودها في قاعدة العمر وكونيكو، عبر دوريات جوية تنفذها الطائرات المروحية، لترد على رسائل صواريخ المقاومة، في محاولة لمنع القصف، الا ان ذلك لم ينجح وباء بالفشل.

بعد أن أصبح الجانب الأمريكي محاصراً بهذا الكم من الصفعات وسط تصاعد مؤشرات لوجود صفعات مضاعفة خلال الأيام والأسابيع القادمة، بات يتأكـد للجميع أن واشطن باتت مجبرة على إعادة حساباتها، لا سيَّما أن المقاومة الشعبية تتداعى للرد على الغطرسة الصهيوأمريكية، وما الضربات الأولية في سورية والعراق إلا مؤشر للدخول في مرحلة مليئة بالردع المقاوم للكيان الغاصب ورُعاتِه الأمريكيين.

في هذا السياق إن الوجود الأميركي وتحركاته في المنطقة ذات هدف واحد هو قطع الطريق بين سورية والعراق وأيضاً حصار سورية من خلال نهب الثروة السورية، لذلك اليوم التحركات الأميركية هي تحركات واضحة لزعزعة الإستقرار في سورية وفي العراق من خلال هذا الوجود ودعمها للإرهاب ودعم خلايا داعش والمجموعات الإنفصالية من قسد وغيرها، بمعنى أن التواجد الأميركي في سورية هدفه قطع التواصل بين محور المقاومة وأيضاً لدعم الإرهاب وزعزعة الإستقرار في سورية والعراق كي يضمن بقاءه واستمراره واستنزاف الدولتين.

لذلك هذا التواجد الأميركي اليوم بات محاصراً من قبل الجيش العربي السوري وحلفاءه، وأيضاً محاصراً من الشعب السوري في الشمال الشرقي، دائماً هناك قطع للطريق من قبل الشعب السوري، لذا فإن التحركات الأميركية أصبحت محاصرة ولم يعد الأميركي قادر على التحرك براحة أمام التصدي له من قبل الجيش السوري والمقاومة الشعبية التي تستهدف القواعد الأمريكية كل فترة بصواريخ أو بطائرات مسيرة.

وفي ضوء ما سبق ، قرار طرد الامريكي من سورية اتخذ، وما يجري بداية التنفيذ لتوجه مشترك، خاصة بعد أن دعت العشائر العربية في الجزيرة السورية إلى توحيد الصفوف معلنة انطلاق المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأمريكي بعد أن ازدادت قوّة وأصبحت تنتقي الأهداف بدقّة، في جو إقليمي ودولي يساعد على ذلك، وكل خسارة لجندي أمريكي بين فترة وأخرى تؤدي للضغط على الإدارة الأمريكية، لسحب قواتها من سورية.

اليوم أَميركا ليست بخير، وخاصة ان التحرك الأمريكي في المنطقة مراقب ومرصود، وما تقوم به امريكا من جعل شمال شرق سورية مخازن استراتيجية لسلاح والتسليح الامريكي إنما هو بداية النهاية وسوف يجبرها أحرار سورية على مغادرة أراضينا المحتلة وستترك كل ما خزنته من سلاح للمقاومة والجيش السوري، ولن يتمكنوا من تمرير سرقة النفط والقمح السوري حتى وأن اوجدوا كل جيوش العالم، فحقنا في الدفاع عن اراضينا وثرواتنا وسيادتنا مكفول في كل دساتير العالم.

مجملاً….إنه في مثل هذه الظروف، يبدو أنه يجب التأكيد مرة أخرى على أن أمريكا ومن خلال الإصرار على البقاء في الأراضي السورية، أقدمت على مجازفة وخطأ فادح، وبدلاً من المغادرة باحترام، خلقت ظروفاً ترغمها على الفرار من سورية بإذلال، بعد دق الجرس إيذاناً بنهاية هيمنتها العسكرية.

وأختم بالقول، لنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أميركا وإسرائيل وكل ذيولهما في هذه المنطقة، ولتكن الجزيرة السورية نقطة تحول وعلامة طريق فارقة لإنتصار سورية في هذا الصراع الشرس الذي لا يرحم متردداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى