صديق الخير و صديق السوء
اواصر يوسف خالد
يمكنكم الان طرح تساؤلاتكم واستفساراتكم حول التربية والعلاقات الاجتماعية والحالات النفسية والطرق المتبعة فى التوجيه والتدريس مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة, وكذلك الاستفسار عن اخر النظريات في علم التواصل والتفاعل الاجتماعي.
سوف نحاول الاجابة باسرع وقت من خلال هذه الصفحة ، و يمكن إرسال أسئلتكم بالبريد الالكتروني الينا وسننشرها باسم مستعار حين توجد رغبة خاصة لذلك.
نعيش فى عالم ملئ بالاختلاف، وقد يكون هذا الاختلاف فى الافكار والمعتقدات، او التطبيق لتلك الافكار والقيم والمعتقدات والضوابط التي يتخذها الشخص لتحدد تصرفاته، وقد تبرز فمثلا حين يلقي احدهم مزحه ساخرة لاذعة احيانا، تؤدي الى استلامها من قبل الطرف الاخر بانزعاج واستهجان. ان ظهور هذا الاختلاف من خلال الاحتكاك مع العائلة او الاصدقاء او الزملاء فى العمل او اي مكان اخر، يؤدي ـ اذا لم يتم التعامل معه على الفورـ الى الكثير من ردود الفعل السلبية تبدا بتعكر المزاج او ترك المكان بعد اسماع الاخر غليظ الكلام، او الانفعال السلبي، الذي قد يكون بسبب الخوف او الحرص الكبير على عدم افساد الاجواء في حالة وجود العديد من الحاضرين، وتحمل السكوت والكتم واالغليان الداخلي الذي يؤدي هو الاخر الى مالايحصى من التداعيات النفسية مثل الكأبة او الشعور المستمر بالخوف والنوم القلق وربما الامراض البدنية مثل الصداع او الاحساس بالغثيان او الالم فى البطن او سرعة فى البكاء.
يكون الاختلاف مع الشريك او مع افراد العائلة احيانا اسوء من الاختلاف فى العمل او المعارف الاخرين بسبب الروابط الشعوريه القوية مع الناس القريبين، وهذة المشاعر تصبح فى مازق عندما تمر العلاقة بفترة التازم، تؤدي الى التباعد وتساعد على توطيد علاقات اخرى خارج اطار الزوجية، او الى العمل بشكل مفرط او اللجوء الى الشرب والتعاطي للاشياء المخدرة، كما تقول النفسانية الدنماركية برنيله اينيو
حين يكون الاختلاف واضحا على موضوع محدد ومعرّف، فانه قد يتضاعف ويكبر مثل كرة الثلج التي يصعب السيطرة عليها فيما بعد، اذا لم يعالج بالحوار وبالوقت المناسب.
يرد الشخص المتلقي للتجاوز غالبا وفق ثلاث احتمالات نوردها كما يلي:ـ
١ـ المواجهة بالكلمات الخشنه او العنف الجسدى، كما هو مالوف فى مجتمعاتنا العربية من خلال ضرب الزوجة او الابناء، وقد يصل العنف الى حد القتل عندما يحس الشخص العنيف بان التجاوز وصل الى حد تهديد وجوده او مصالحه الاساسية
٢ـ المقاطعة النفسية والجسدية مثلا عدم تحدث الاب مع ابنته حين ترفض شخصا يختاره الاب للزواج منها، او ابتعاد الزوجة او الزوج عن المعاشرة في الفراش
٣ـ الحوار، وهو افضل الطرق واسلمها، اذ انه يعتبر اكثر طريقة فعالة فى احترام وتقوية القيمة الذاتيه والانسانيه للطرفين. فعملية فتح مشاعرك وافكارك والتحدث بما يدور فى داخلك، ومن ثم اعطائك الطرف الثانى الوقت والمكان فى ابداء رايه، هى افضل طريقه لبناء الذات، وهي بديل رائع للكتمان او التصرفات الغير لائقة الاخرى، وتذكر دائما ان الفكرة الصغيرة المزعجه تصبح بتراكم الزمن افكار سيئة تؤدى الى عواقب سلبية.
ان الطريقة التى نتعامل بها فى معايشاتنا مع كل جوانب واشكال الاختلافات ليست اعتباطية، وانما نتعلمها من خلال التربية في البيت والمدرسة والمجتمع الذى يعكسها لنا ونتاثر به وبتعريفه لمفهوم عدم التوافق او الاختلاف. فالطفل الصغير يرى اهلة كيف يتعاملون مع بعضهم ومع جيرانهم واصدقائهم ومع كل الناس من حولهم ويتعلم منهم. ومن الجانب الاخر يتوقف ايضا على كيفية تعامل الاهل حين يشرحون ويساعدون ابنائهم فى حل اختلافهم مع اصدقائهم. فكثيرا ما يحصل الطفل فى الدول العربية عندما يتعرض للضرب من قبل زملاءه في اللعب على توجيهات خاطئة من قبل الاهل تكون مغلوطة وخطيرة على بناءه النفسي، كأن يامره الاب بالرد الضرب ايضا، والنتيجة نجد ان الاطفال فى الروضة يضربون وينضربون وبالتالى يتربون على فكرة العنف الجسدي لحل المشاكل عند الكبر. لان الطفوله هي الاساس الذي تبني وتترسخ فيه المفاهيم والقيم والعادات التي تعمل مثل مسطرة قياس تحدد تصرفات الشخص في حياته المستقبلية.
هناك مختلف الطرق التربويه للحوار مع الطفل ومع اهله وفهم ظروفه المحيطة به والتعامل مع خصوصيته، تستخدم حسب حاجة الطفل النفسية والجسدية. فالطفل العادي يوجه بطريقة مختلفة عن الطفل الذى لديه عوق معيّن او اختلاف مثل التوحّد. يمكن تعليم الطفل منذ الصغر كيف يتعامل مع غضبه، وقد شهدت ذلك كثيرا في الروضات الدنماركية، حيث يتم التعامل مع الازمات التي يمر بها الطفل مع زملاءه من خلال البدء بتركه يشرح مشاعره وانزعاجة ويوصف تاثره من ازمة معينه يمر بها مع زميل، وابراز الاحترام لتلك المشاعر واعطاء تاكيدات مطمئنة وهادئه تبين تفهم واحترام تلك المشاعر ومن ثم الشروع بشرح الطريقة البديلة التي عليه ان يتبعها في حالة حصول هكذا ازمات، كالتوجه الى اقرب مربية وطلب المساعده منها في انهاء الشجار او بترك المكان مؤقتا اوالتكلّم مع نفسه ليحصل على الهدوء او من خلال الرسم القصصي…الخ.
تشير المديرة المتخصصة ( ذكر اسمها) الى ضرورة الانتباه الى نقاط معينه تشرح طبيعة الاختلاف بين الرجل والمراه في التعامل مع الخلافات التي تنشا بينهما، حيث ان للمراة قابلية اكثر على الاستمرار في الحوار، في الحوار فى الوقت الذي يفضل الرجل فيه ان ينهى الموضوع بسرعة لحلّ الخلاف، وهذا يؤدي احيانا الى تظاهر الرجل باعطاء الحق لزوجته لكي يرتاح من سأم النقاش، وتحمل كتمان مشاعر وقناعات اخرى ومحاولة اخفاءها، مما تؤدي لاحقا الى جنوح الرجل الى تصرفات تضرّ بالعلاقة الزوجية. كذلك تميل المرأة الى اللوم وسرد التفاصيل وهي تتذكر تفاصيل التفاصيل، وتخرج من ذاكرتها احداثا وقعت قبل عشرات السنين وتربطها في المشكلة او الخلاف، بينما يقف الرجل امامها عاجزا عن الرد والتذكر، وهذا ما يعقد الوصول الى حل سريع. ولذلك تنصح المراة بالتقليل من الملامة وفسح المجال للرجل فى الحوار وحل الخلاف.
من المهم التاكيد على ان التعامل المبكر وحل الاختلافات والتضاربات فى الافعال والاراء، يؤدي الى السعادة الداخلية ويبعد شبح المشاكل، كى لاتصبح العشرة مع الاقربين مشكلة يومية تاخذ من طاقتك من عملك ومن اشياء مهمة اخرى فى حياتك.
خطوات تساعدك فى موجهة الاختلافات :ـ.
1ـ الادراك المبكر للازمة قبل حدوثها فى حالة، وتذكر اننا في كل لحظة من حياتنا نختار ما سيحصل لنا في المستقبل، لذا يجب التركيز على اذا ما كان هناك شعور قوي بالغضب فيجب السيطرة عليه لانه احدى دلائل الشعور السلبي، التركيز على اتخاذ خيار الحوار الهاديء يساعد على حل ايجابي
2 الانتباه الى تاثير العوامل الخارجية، فاذا كنت مثلا في وضع نفسي غير سليم حاول ان تقول ذلك بصوت عالي للطرف الاخر وحاول ان تتفق على وقت محدد اخر لفتح الحوار
3ـ لاتوصم شخص الطرف الاخر باسم تصرفه، لا تقول له انت مزعج في حالة قيامه بتصرف مزعج، بل قل ان تصرفك الفلاني ازعجني، وبذلك فانك تضع المشكلة على الطاوله لايجاد حل لها وليس داخل كيان الطرف الاخر واثارة حفيظته، كن واضحا فى طلبك وامنيتك وهدفك لكى لا يحدث سوء فهم
4.حاول طرح اسئلة للاستفسار ومزيد من فهم المشكلة مما يساعد الطرف الاخر على نقل اهتمامه الى توضيح موقفه بدلا من استمرار تجاوزه، بدلا من تحليل تصرفاته او حزر مايدور في راسه من افكار
5 الابتعاد عن المعاتبه والملامه، تكلّم عن نفسك وما تشعر به وكيف وجدت التصرف او المزحة من وجهة نظرك انت، واسأل الطرف الثانى كيف ادرك المزحه او التصرف من وجهة نظره، لكى يكون بدايه جيده لحوار متبادل بين الطرفين.
6ـ لاتستخدم الكلمات المبالغه فيها، مثلا دائما او اطلاقا او ابدا فهذه الكلمات فى الغالب غير مريحه وتعيق الحوار . ابحث سويا مع الطرف الاخر عن المسببات الجوهرية لظهور هذه التصرفات التى تضايقك لانه ما زال لديك الوقت لانقاذ حياتك الزوجيه او الصداقة او التسامح مع الزملاء فى العمل
7ـ احترام الراى الاخر والرغبة فى سماع رغباته وافكاره بالرغم من عدم الاتفاق فى الراى معه.