سوق الانترنت .. التجارة الالكترونية
مهند مبارك العجب
في هذا العصر الرقمي الذي ينتشر فيه الإنترنت إنتشاراً هائلاً، شاع مفهوم التجارة الإلكترونية التي تتيح العديد من المزايا، فبالنسبة لرجال الأعمال، أصبح من الممكن تجنب مشقة السفر للقاء شركائهم وعملائهم، وأصبح بمقدورهم الحد من الوقت والمال للترويج لبضائعهم وعرضها في الأسواق. أما بالنسبة للزبائن فليس عليهم التنقل كثيراً للحصول على ما يريدونه، أو الوقوف في طابور طويل، أو حتى إستخدام النقود التقليدية، إذ يكفي إقتناء جهاز كمبيوتر، وبرنامج مستعرض للإنترنت، وإشتراك بالإنترنت. ولا تقتصر التجارة الإلكترونية على عمليات بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، إذ إن التجارة الإلكترونية ومنذ إنطلاقتها كانت تتضمن دائمًا معالجة حركات البيع والشراء وإرسال التحويلات المالية عبر شبكة الإنترنت، ولكن التجارة الإلكترونية في حقيقة الآمر تنطوي على ما هو أكثر من ذلك بكثير، فقد توسعت حتى أصبحت تشمل عمليات بيع وشراء المعلومات نفسها جنبًا إلى جنب مع السلع والخدمات، ولا تقف التجارة الإلكترونية عند هذا الحد، إذ أن الآفاق التي تفتحها التجارة الإلكترونية أمام الشركات والمؤسسات والأفراد لا تقف عند حد.
ما هي التجارة الإلكترونية ؟
التجارة الإلكترونية هي نظام يتيح عبر الإنترنت حركات بيع وشراء السلع والخدمات والمعلومات، كما يتيح أيضا الحركات الإلكترونية التي تدعم توليد العوائد مثل عمليات تعزيز الطلب على تلك السلع والخدمات والمعلومات، حيث أن التجارة الإلكترونية تتيح عبر الإنترنت عمليات دعم المبيعات وخدمة العملاء. ويمكن تشبيه التجارة الإلكترونية بسوق إلكتروني يتواصل فيه البائعون (موردون، أو شركات، أو محلات) والوسطاء (السماسرة) والمشترون، وتقدم فيه المنتجات والخدمات في صيغة إفتراضية أو رقمية، كما يدفع ثمنها بالنقود الإلكترونية. ويمكن تقسيم نشاطات التجارة الإلكترونية بشكلها الحالي إلى قسمين رئيسين هما:
(Business-to-Consumer) 1. تجارة إلكترونية من الشركات إلى الزبائن الأفراد وهي تمثل التبادل التجاري بين الشركات من ،C2B ويشار إليها اختصاراً بالمصطلح جهة والزبائن الأفراد من جهة أخرى.
ويشار ( (Business-to-Business2. تجارة إلكترونية من الشركات إلى الشركات وهي تمثل التبادل التجاري الإلكتروني بين شركة وأخرى يرمز إليها إختصاراً بالرمز B2B.
الفوائد التي تجنيها الشركات من التجارة الإلكترونية؟
تقدم التجارة الإلكترونية العديد من المزايا التي يمكن أن تستفيد منها الشركات بشكل كبير، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
تسويق أكثر فعالية، وأرباح أكثر: أن اعتماد الشركات على الإنترنت في التسويق، يتيح لها عرض منتجاتها وخدماتها في مختلف أصقاع العالم دون إنقطاع – طيلة ساعات اليوم وطيلة أيام السنة- مما يوفر لهذه الشركات فرصة أكبر لجني الأرباح، إضافة إلى وصولها إلى المزيد من الزبائن ٫ حيث تتيح لها الوصول الى الزبائن بسرعة كبير ة مثل موقع الموفر الذي يزوره الاف الاشخاص يوميا ويقدم عروض مخصومات كبيرة للزبائن خاصة في دول الخليج العربي : https://almowafir.com
تخفيض مصاريف الشركات: تعد عملية إعداد وصيانة مواقع التجارة الإلكترونية على الويب أكثر إقتصادية من بناء أسواق التجزئة أو صيانة المكاتب. ولا تحتاج الشركات إلى الإنفاق الكبير على الأمور الترويجية، أو تركيب تجهيزات باهظة الثمن تستخدم في خدمة الزبائن. ولا تبدو هناك حاجة في الشركة لإستخدام عدد كبير من الموظفين للقيام بعمليات الجرد والأعمال الإدارية، إذ توجد قواعد بيانات على الإنترنت تحتفظ بتاريخ عمليات البيع في الشركة وأسماء الزبائن، ويتيح ذلك لشخص بمفرده إسترجاع المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات لتفحص تواريخ عمليات البيع بسهولة.
تواصل فعال مع الشركاء والعملاء: تطوي التجارة الإلكترونية المسافات وتعبر الحدود، مما يوفر طريقة فعالة لتبادل المعلومات مع الشركاء. وتوفر التجارة الإلكترونية فرصة جيدة للشركات للإستفادة من البضائع والخدمات المقدمة من الشركات الأخرى (أي الموردين) فيما يدعى التجارة الإلكترونية من الشركات إلى الشركات (Business-to-Business) بشكل دائم طيلة (e-market).
توفير الوقت والجهد: تفتح الأسواق الإلكترونية اليوم ودون أي عطلة) ولا يحتاج الزبائن للسفر أو الإنتظار في طابور لشراء منتج معين، كما ليس عليهم نقل هذا المنتج إلى البيت ولا يتطلب شراء أحد المنتجات أكثر من النقر على المنتج، وإدخال بعض المعلومات عن البطاقة الإئتمانية. ويوجد بالإضافة إلى البطاقات الإئتمانية العديد من أنظمة الدفع الملائمة مثل إستخدام النقود الإلكترونية.
حرية الإختيار توفر التجارة الإلكترونية فرصة رائعة لزيارة مختلف أنواع المحلات على الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك، فهي تزود الزبائن بالمعلومات الكاملة عن المنتجات. ويتم كل ذلك بدون أي ضغوط من الباعة.
خفض الأسعار: يوجد على الإنترنت العديد من الشركات التي تبيع السلع بأسعار أخفض مقارنة بالمتاجر التقليدية، وذلك لأن التسوق على الإنترنت يوفر الكثير من التكاليف المنفقة في التسوق العادي، مما يصب في مصلحة الزبائن.
نيل رضا المستخدم: توفر الإنترنت اتصالات تفاعلية مباشرة، مما يتيح للشركات الإستفادة من هذه الميزات للإجابة (e-market) الموجودة في السوق الإلكتروني على استفسارات الزبائن بسرعة، مما يوفر خدمات أفضل للزبائن ويستحوذ على رضاهم .
آفاق ومستقبل التجارة الإلكترونية:
يتزايد يوما بعد يوم عدد التجار الذين يعربون عن تفاؤلهم بالفوائد المرجوة من التجارة الإلكترونية، إذ تسمح هذه التجارة الجديدة للشركات الصغيرة بمنافسة الشركات الكبيرة. وتستحدث العديد من التقنيات لتذليل العقبات التي يواجها الزبائن، ولا سيما على صعيد سرية وأمن المعاملات المالية على الإنترنت، وأهم هذه التقنيات بروتوكول الطبقات الأمنية وبروتوكول الحركات المالية (Secure Socket Layers- SSL) ويؤدي ظهور مثل هذه (-Secure Electronic Transactions SET) الآمنة التقنيات والحلول إلى إزالة الكثير من المخاوف التي كانت لدى البعض، وتبشر هذه المؤشرات بمستقبل مشرق للتجارة الإلكترونية، وخلاصة الأمر أن التجارة الإلكترونية قد أصبحت حقيقة قائمة، وأن آفاقها وإمكاناتها لا تقف عند حد.
برغم كل هذه المؤشرات التي تبشر بمستقبل مشرق للتجارة الإلكترونية، إلا أنه من الصعب التنبؤ بما ستحمله إلينا هذه التجارة، ولكن الشيء الوحيد المؤكد بأن التجارة الإلكترونية وجدت لتبقى.
تحديات التجارة الإلكترونية:
هناك نقص في الإعتمادية والأمان والمعايير والبروتوكولات كما في الإتصالات السلكية واللاسلكية. bandwidth ليس هناك حيز حجمي أدوات تطوير البرمجيات مازالت تتغير بإستمرار وبسرعة.
تصعب عملية وصل الإنترنت وبرمجيات التجارة الإلكترونية مع بعض التطبيقات وقواعد البيانات المستخدمة حاليًا.
قد يحتاج المزودون إلى مزودات خاصة للويب ولبنى تحتية أخرى بالإضافة إلى مزودات الشبكات.
بعض برمجيات التجارة الإلكترونية لا تتناسب برمجياً وتقنياً مع بعض المكونات الصلبة أو مع بعض أنظمة التشغيل.
الكلفة والمسوغات
كلفة تطوير التجارة الإلكترونية بواسطة الشركة بنفسها قد يكون عاليًا جدًا والأخطاء الناتجة عن قلة الخبرة قد تسبب تعطيل التجارة الإلكترونية.
هناك عدة فرص لمنح شركات تقنية بالقيام بهذه المهام ولكن ليس من السهل معرفة أي شركة هي المناسبة. ولتسويغ هذا النظام فإن على المدير أن يتعامل مع فوائد غير حسية وهي صعبة الحساب.
الأمن والخصوصية: هذه الأمور مهمة جدًا في عالم الشركة للمستهلك خصوصاً في ميدان الأمن والأمان والتي يظن الكثير من الناس بأنها منيعة 100%. والكثير من الناس تحجم عن المشاركة في التجارة الإلكترونية بدواعي الخوف من الكشف عن خصوصياتهم.
إنعدام الثقة ومقاومة المستخدم: بعض من الزبائن لا تثق بالباعة المجهولين الذين لا يرونهم ولا يثقون بالمعاملات غير الورقية ولا بالنقد الإلكتروني.
إنعدام لمس المنتجات : فبعض الزبائن يودون لمس المنتجات قبل شرائها.
الكثير من الأمور القانونية لم يتم حسمها بعد في التجارة الإلكترونية خصوصا بالأمور التي تتعلق بالقرصنة.
التجارة الإلكترونية مازالت في طورها الأول والذي يتميز بالتغيير السريع.
الكثير من الناس تود أن ترى شيئا ثابتا قبل الإستثمار فيه.
لا يوجد عدد كاف من الباعة والمشترين في الكثير من التطبيقات لجعل هذا الأمر مربحًا.
التجارة الإلكترونية قد تسبب إنهيار في علاقات الناس مع بعضها البعض.
الدخول على الإنترنت مازال باهظ الثمن للكثير من الناس وسرعة الإتصال مازلت بطيئة في الكثير من دول العالم.