محمد رضا عباس
هذه النظرية والتي يعتمد عليها الاقتصاديون بكل راحة , هي فقط البداية الى القصة. لفهم الأسباب الحقيقية لتفاوتات الأجور يجب فهم الاختلافات في سوق العمل , ومنها:
1. سهولة وصعوبة العمل. الاعمال الليلة تتطلب جهد اكبر من الاعمال في النهار وبذلك فان الأجور السنوية لعمال وجبة الليل في العادة تكون اكثر من وجبة عمال النهار.
2. الخبرة والمعرفة. حملة الشهادات الجامعية في العادة يتقاضون راتبا سنويا ما يقارب ضعف راتب من يحمل شهادة الإعدادية. ارباب العمل يدفعون رواتب مجزية الى أصحاب الشهادات الرفيعة لان انتاجيتهم في العمل اعلى. كما وان حمل شهادة جامعية تعطي الإشارة لرب العمل ان حاملها له القدرة على انجاز العمل اكثر من شخص لا يحمل الشهادة الجامعية.
3. القدرة , الجهد , والحظ. بعض الناس يعملون بكل جدية وتفاني , فيما ان اخرون كسالى لا يجهدون انفسهم في العمل. بكل تأكيد ان اجر الأول السنوي يفوق اجر الثاني. الحظ هو الاخر يلعب دورا كبيرا في تحديد الأجور. بسبب بدء برنامج الاعمار في محافظة الانبار , سعر المتر الواحد قد ارتفع في بعض الأماكن فيها ليصل الى 10,000 دولار. أصحاب الأملاك في هذه المدن اصبحوا اغنياء قياسا بأصحاب الأراضي البعيدة عن مدن الاعمار.
4. النجومية. الكثير من الممثلين العرب ماتوا وهم مفلسون , ولكن البعض الاخر اصبحوا من المليونيرية في الوطن العربي. بالتأكيد الممثل عادل امام يطلب اسعار عالية جدا عن كل دور تمثيلي يقوم به , فيما البعض الاخر الغير معروفون يقبلون بابخس الأسعار. لاعب كرة القدم المحترف في الولايات المتحدة يستلم راتب سنوي بالملايين , ولكن اللاعبون الاخرون في نوادي محلية ربما لا يساوي دخلهم السنوي اكثر من بضعة الاف من الدولارات. راتب النجار المتفنن السنوي يفوق راتب النجار في احد درابين البتاويين . كل مشتري يريد ان يحصل على سلعة او خدمة من احسن صناعها. الممثل القدير يطالب باجور مرتفعة مع كل عمل فني لان المعجبين به كثيرون , الى درجة تصبح اعماله تباع في الأسواق , بعكس الفنان دون المستوى , لا يجد من ينتظر انتاجه القادم.
5. التدخلات في سوق العمل. في حالات كثير يستلم العامل مرتب سنوي يفوق نقطة التوازن بين عرض العمل والطلب عليه , ومنها هو قانون الحد الأدنى للأجور. معظم الاجراء يستلمون أجور سنوية تفوق نقط الموازنة بين العراض والطلب, ولكن قانون الحد الأدنى للأجور يستفاد منها شريحة الغير خبيرة. الأجور ترتفع فوق نقطة الموازنة أيضا بسبب المطالب النقابية , حيث من العادة يستلم عمال النقابات رواتب ومنافع تفوق الغير منتمين الى النقابات العملية. إضافة الى ذلك ان بعض الاعمال تمنح رواتب مرتفعة لعمالها من اجل رفع الإنتاجية. الرواتب العالية تمنع العامل طلب الكثير من الاجازات المرضية , الانتقال الى عمل اخر, المشاكسة, و احترام قوانين العمل.
