سموم قنوات التهريج والابتذال
كاظم فنجان الحمامي
حتى لو كانت القناة التلفزيونية لديها برنامج واحد فقط من برامج التهريج والإسفاف فهي في التصنيف الإعلامي من ضمن القنوات المتهمة بنشر ثقافة التفاهة والابتذال، ومتهمة أيضاً بتضليل المشاهدين وتسفيه عقولهم. .
تعج الساحة الإعلامية الآن بعشرات البرامج التي صارت متخصصة في هذا المضمار، ولديها آلاف المعجبين من كل الأعمار، ويمكن ان نقول عنها: انها أصبحت ضليعة في تقديم المحتويات الهابطة، ولكن بتقنيات حديثة، وبأساليب تغري السفهاء وتستحوذ على عقولهم. .
الطامة الكبرى في سلوك مقدمي بعض البرامج الذين دخلوا في السنوات الأخيرة على خط الابتذال، هي محاولتهم تقليد الغير بعروض نمطية متكررة، مثال على ذلك: البرنامج الذي يقدمه (قحطان عدنان)، والذي تحول إلى نافذة للتهجم على الناس والإساءة إليهم بقضايا مفتعلة وتفتقر للدقة والموضوعية، وتتقاطع مع الحقائق، فيتهجم (مثلا) على مهندس بسيط في وزارة النقل، و بحلقتين متلاحقتين، يتهمه فيها بتدمير الخطوط الجوية العراقية، ويحمله المسؤوليات التقصيرية كلها، مع علمه ان هذا المهندس لم يحظ بأي منصب تنفيذي. وربما يعمل منذ سنوات خارج الوزارة. .
المثير للدهشة ان غارات (قحطان) استهدفت هذه الأيام صغار الموظفين، وصار واضحا انه وضع رجله في حقل التسقيط من بوابات النفاق والتلفيق والتزييف والابتزاز. .
لا شك ان حصوله على عدد محدود من المتابعين لا يعني أنهم يتأثرون به، بل ستجد ان أكثرهم يزدرونه، ويستخّفون بطروحاته. ولدينا الكثير من برامج التهريج لا تحظى سوى بعدد محدود من المتابعين، بل صاروا يتناقصون بشكل متواصل بعد ان اصابهم الضجر من مشاهدتها. .
ربما تستطيع الفضائيات التلاعب بمشاعر نسبة من المشاهدين، لكنها غير قادرة على تزوير وعيهم الجمعي، لأن مخزونهم الثقافي والفكري لا يمكن العبث به بسهولة، وتمثله نماذج راسخة في الصدق والولاء للوطن وسائر القيم النبيلة. .
نصيحتي لهذا الرجل ان يتجنب الإسفاف، ويكف عن الثرثرة، ويتوقف عن طرح مواضيعه بهذه الطريقة. وان لا يكون عبداً لنزوات غيره، فقد تحول برنامجه إلى نافذه فكاهية تافهة لا تدخل البهجة على نفوس المواطنين المتعبة من هموم الحياة. . .