سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) الحلقة (7)*
الناشط الامريكي شون كينج : قلبي مع أصدقائي الأعزاء في غزة، وأنا فخور بأننا تمكنّا من تقديم وجبات طعام الليلة لآلاف العائلات من شمال غزة إلى جنوبها.* المخرج البريطاني جوناثان غليزر: نحن نقف هنا بصفتنا رجالا يدحضون يهوديتهم،وتعرض الهولوكوست للاختطاف على يد احتلال،ما أدى الى إندلاع صراع للكثير من الأبرياء”.
*روجيه غارودي :التطهير العرقي الذي يمارس في إسرائيل اليوم ينبع من مبدأ النقاء العرقي الذي يمنع امتزاج الدم اليهودي بدماء الآخرين بناء على الأساطير الدينية والتوظيف السياسي للأسطورة.
حوار /احمد الحاج حدثان لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر تزامنا في وقت واحد وفي اليوم الأول من شهر رمضان المبارك 1445هـ،أولهما تمثل بإشهار المؤلف والناشط الامريكي الشهير شون كينج، اسلامه مع زوجته في مسجد بمنطقة دالاس بولاية تكساس الامريكية،
وذلك بعد سلسلة من البوستات والتغريدات الداعمة للفلسطينيين والمطالبة بوقف حرب الابادة الصهيونية الجماعية ضد الشعب الجائع المحاصر فورا حتى أن شركة ميتا قد عطلت حسابه الذي يتابعه ستة ملايين شخص على منصة إنستغرام على خلفية منشوراته الداعمة للفلسطينيين أواخر العام 2023 قائلا بالحرف” قلبي مع أصدقائي الأعزاء في غزة،وأنا فخور بأننا تمكنّا من تقديم وجبات طعام الليلة لآلاف العائلات من شمال غزة إلى جنوبها وسنفعل ذلك كل يوم من أيام شهر رمضان”.
ولاشك أن أهمية اسلام وتأييد الناشط والمؤلف الأمريكي شون كينج، تكمن في أنه من حملة الشهادات العليا ، وكان قسا ومؤسسا لكنيسة في أتلانتاعام 2008،علاوة على تأسيسه وقيادته للعديد من المنظمات الانسانية غير الربحية المهمة،زيادة على نشاطه الدؤوب على مواقع التواصل حتى أنه كان يلقب بـ” قس الفيسبوك”، كما أنه كاتب دائم ومحترف في صحف مهمة كصحيفة “ديلي كوس” و”نيويورك ديلي نيوز” و”ذا يونغ توركس” وفقا لـ تي آر تي .
أما ثانيهما فقد تجسد بالتظاهرة الحاشدة لعلها الأولى من نوعها أمام مسرح دولبي خلال حفل توزيع جوائز الاوسكار بموسمه الـ 96،مشفوعا بـ دبابيس حمراء وضعها بعض مشاهير هوليوود على صدورهم دعما لغزة،وأبرزهم مارك روفالو،وماهر شالا،ورامي يوسف،والمغنية بيلي إيليش،والمخرجة آفا دوفيرناي،والأدهى هو أن الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي أجنبي بعنوان”منطقة الاهتمام” الذي يتحدث عن (الهولوكوست) للمخرج البريطاني جوناثان غليزر،حيث انتقد مخرج الفيلم ومن على منصة التتويج ما يرتكب بحق سكان قطاع غزة حاليا قائلا” لا نقول اُنظروا ماذا فعلوا حين ذاك(= محرقة النازيين)ولكن اُنظروا إلى ما نفعله الآن (= في قطاع غزة)،نحن نقف هنا الآن بصفتنا رجالا يدحضون يهوديتهم،وتعرض الهولوكوست للاختطاف على يد احتلال،ما أدى الى إندلاع صراع للكثير من الأبرياء”.
ولاشك أن علاقة هوليوود بالصهيونية العالمية قديم وراسخ ومفضوح،حتى أن بعضهم يحلو له إطلاق مصطلح – هول يهوود-على مؤسسة هوليوود ،وقد أسهب كتاب”هوليوود وإسرائيل.. تاريخ”الصادر عام 2023 للمؤرخين تونى شو،وجيورا غودمان،في استعراض حجم الدعم والإسناد والتمويل والمنفعة المتبادلة والعلاقة الوطيدة بين الطرفين على مدار عقود طويلة، في وقت قُمِعَ فيه كل من حاول أن يغرد خارج سرب هذه العلاقة المشؤومة أو الإفصاح عن ما يجول في خاطره ، ويجيش في صدره ، ويدور في خلده خارج الصندوق الأسود ليتعرض الى شتى أنواع المضايقة والاقصاء والتهميش والتشهير، إلا أن حجم الصيحات المتعالية الاخيرة وأصدائها الواسعة بات عصيا على الكبت، وخارج نطاق منظومة تكميم الأفواه المعهود .في هذه الحلقة من سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) نتناول أحد أبرز كتب المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي، وغارودي كما هو معروف حاصل على الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون ،والدكتوراه الثانية عام 1954 من جامعة موسكو،اعتنق الإسلام سنة 1982 في المركز الإسلامي في جنيف، وغير اسمه الى “محمد رجاء ” وله أكثر من سبعين كتابا من أبرزها كتاب (لماذا أسلمت؟) و(الاسلام مستقبلنا) و(الإسلام وأزمة الغرب) ، ومن مقولاته الشهيرة بعد اسلامه (الإسلام لا يفصل بين الدين والدولة، ولا بين الاقتصاد والسياسة، إن إيمانا كهذا ليس أفيونا للشعوب وإنما هو خميرة لتحول العالم نحو الأفضل) وها نحن نواصل في هذه الحلقة الحديث مع الدكتور خالد العبيدي، الذي أجاب على أسئلتنا مشكورا حول كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) هذه المرة تحديدا لما له من علاقة وطيدة بخرافات واباطيل حاخامات صهيون .
س1: في كتابه “الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية” يرى المفكر الفرنسي روجيه غارودي ، بأن تبرير اغتصاب فلسطين جاء كتعويض عالمي لليهود عما حاق بهم على يد (الغوييم) الأغيار وبما أن العالم لم يستطع حماية اليهود من النازية فإنه مطالب بتقديم تعويضات للضحايا مشفوعة بالشعور الدائم بالندم وبعقدة الذنب ، وقد استعرض غارودي بين دفتي كتابه اسطورة شعب الله المختار ، والعقيدة اليهودية والصهيونية السياسية وغيرها ، والسؤال هاهنا هو كيف أسهمت الاساطير الصهيونية في ولادة الكيان اللقيط كغدة سرطانية في قلب العالم العربي والاسلامي ؟
ج: الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية هو كتاب للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي يتحدث فيه عن مجموعة من الأساطير بُنيت عليها السياسة الإسرائيلية. والكتاب في مجمله يُنكر الهولوكوست ويرى فقط أنه «أسطورة» يتبناها الشق الصهيوني في إسرائيل من أجل تبرير احتلالهم لفلسطين مدعوماً باللوبي اليهودي في كل من فرنسا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى. وقد نُشر كتاب «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية» من قبل روجيه غارودي، أولا من قبل Vieille Taupe وبعد ذلك، النسخة المُصححة من قبل ساميسدات روجر غارودي، 1996، ISBN 2-951 – 000-5. يمكن العثور عليه في مكتبة المعارف، أو جمعية روجيه غارودي لحوار الحضارات. وقد أدين هذا الكتاب في المحكمة في يناير 1998 من قبل العدالة الفرنسية. لكنه ليس غير قانوني في فرنسا.
س2: ماهي أهم الاساطير التي تناولها غارودي في كتابه ذائع الصيت ؟
ج : الأساطير المذكورة في الكتاب على سبيل الاختصار هي: الأساطير الدينية، وأساطير القرن العشرين، ثم التطرق لكيفية استغلال تلك الأساطير سياسياً لتحقيق غرض ومصلحة وهدف مخطط له أي وضعها على سبيل الحجج والمقدمات لتحقيق غرض معين تم رسمه ولو بالقوة. وقسم المؤلف تلك التصنيفات إلى ما يأتي:
1- الأساطير الدينية: أسطورة الوعد، الأرض الموعودة أو الأرض المحتلة، في التفسير المسيحي المعاصر وفي اللاهوت اليهودي، أسطورة شعب الله المختار، أسطورة يهودا: التصفية العرقية.
2- أساطير القرن العشرين: أسطورة معاداة السامية، أسطورة عدالة نورنبيرغ، أسطورة الستة ملايين الهولوكوست، أسطورة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
3- الاستعمال السياسي للأسطورة: اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، اللوبي الإسرائيلي في فرنسا، أسطورة «المعجزة الإسرائيلية»: التمويل الخارجي (يقصد الكاتب المعجزة الاقتصادية على غرار المعجزة اليابانية).
س3: لنتحدث أولا عن الأساطير اللاهوتية التي تناولها الكتاب المذكور .
ج : يقول غارودي في كتابه «إن ما ندعوه ” التاريخ” هو شيء مكتوب من قبل المنتصرين في الحرب، سادة الإمبراطوريات والجنرالات المدمرين للأرض، لصوص الثروة العالمية، مستعملين لذلك عباقرة من المخترعين الكبار في العلوم والتقنيات من أجل بسط هيمنتهم الاقتصادية والعسكرية على العالم» .
نبين أدناه بشكل مختصر أهم ما جاء في فصول هذا الكتاب المهم:
أولًا: الأساطير اللاهوتية
أسطورة الوعد
أ- في التفسير المسيحي: من خلال “البيردي بوري” أستاذ العهد القديم في كلية اللاهوت بجنيف، فإن الموضوع التوراتي لهبة الأرض؛ يستمد أصوله من الوعد الإلهي لإبراهيم، كما ورد في سفر التكوين؛ بأن الله وعد الآباء وذرياتهم بملكية الأرض التي كانوا في سبيلهم إلى الاستقرار بها. وهذا الوعد ينطبق على المناطق الواقعة حاليًا في الضفة الغربية. فالقصَّاصون التوراتيون عرضوا تاريخ أصول إسرائيل، وأدخلوا كل الذكريات والتواريخ والخرافات والحكايات والأشعار التي نقلها التراث الشفهي، ضمن إطار محدد للأنساب والتأريخ. واتفق معظم المفسرين المحدثين على أن هذه الصورة التاريخية ما هي إلا صورة وهمية إلى حد كبير، أخذوها عن الوعد المعطى للآباء بمعناه الكلاسيكي على أنه إضفاء للشرعية على الغزو الإسرائيلي لفلسطين، أو على أنه امتداد للسيادة الإسرائيلية في عهد داود، بمعنى أن الوعد أدخل ضمن أحاديث الآباء بغية اتخاذ هذه الملحمة السلفية، كتمهيد وكإعلان عن العصر الذهبي الداوديّ والسُّليماني. فالوعد بالأرض: بمعنى الوعد بالاستقرار، وجه إلى قبائل البدو الرحل التي كانت تطمح إلى الاستقرار في مكان ما بالمناطق الصالحة للسكنى، بمعنى أن الوعد كان جزءا من الإرث الديني والروائي لعدة قبائل بدوية متباينة. وعد الرُّحَّل: كان الغرض منه الاستقرار في منطقة محدودة. وفي الأصل، فإن الوعد الذي تحدث عنه سفر التكوين، لم يقطعه الرب (يهوى) الذي دخل فلسطين مع مجموعة الخروج، لكنْ الرب الكنعاني ايل في إحدى أقانيمه المحلية. والرب المحلي مالك الأرض وحده الذي يستطيع منح الرحل حق الاستقرار في أراضيه. وبعدما استقرت قبائل الرحل مع قبائل أخرى لتشكيل “شعب إسرائيل”، أصبحت الوعود أهدافًا محققة، بعدها اتخذ الوعد أبعادًا سياسية وعسكرية وقومية، ففسر الوعد على أنه تجسيد سابق للغزو النهائي لفلسطين، وإضفاء للشرعية على مملكة داود.
ب- التفسير اليهودي: إنه من غير المقبول من أي إنسان، الادعاء بأن إنشاء دولة إسرائيل حاليًا هو تحقيق لنبوءة توراتية، وأن كل الأفعال التي قام بها الإسرائيليون لقيام دولتهم تنفيذ لإرادة الرب. إن السياسة الحالية لإسرائيل طمست المعنى الروحي لإسرائيل. فمن خلال إرث النبوءات، فإن إخبار الأنبياء باستعادة صهيون، لا يعني أن الأرض هي التي لها صفة القداسة، بل يعني استعادة العلاقة بالرب بعدما قطعت من جانب الملك وشعبه. وليست الأرض وحدها هي التي تتوقف عليها مراعاة العلاقة مع الرب والإخلاص لها، بل إن الشعب الذي أعيد توطينه في صهيون يخضع لنفس مقتضيات العدالة والاستقامة والإخلاص التي للعلاقة مع الرب. فتقاليد النبوءات توضح بجلاء أن قداسة الأرض لا تتوقف على تُربتها، ولا على شعبها، ولا على وجوده وحده على هذه الأرض. فلا الشعب مقدس، ولا الأرض مقدسة؛ وهُما ليسا جديرين بأية امتيازات روحية في العالم. الأمر الوحيد المقدس والجدير بصهيون، هو التحالف الإلهي الذي تعبر عنه مواقف شعبه. إن النزعة الشمولية الصهيونية التي تسعى إلى إخضاع كل الشعب اليهودي -ولو بالعنف-؛ تجعل هذا الشعب شعبًا كباقي الشعوب الأخرى، وإسرائيل الحالية ليس لها أي حق في ادعاء تحقيق النية الإلهية من أجل عصر مسيحي.س4: وماذا عن أسطورة الشعب المختار وفقا لكتاب الاساطير المؤسسة ؟
ج : إن إسرائيل هو الشعب المختار: وهو ركن أساس من أركان العقيدة، وهذه الأسطورة عبارة عن إيمان دون أي أساس تاريخي، بأن الوحدانية ولدت مع العهد القديم، مع أنه من خلال التوراة نفسها يتضح بأن يهوى وإيلوهي اللذين كتباها لم يكن أي منهما وحدانيًا، بل كانا يناديان فقط بتفوق الإله العبراني على سائر الآلهة، إذ كان الاعتقاد سائدًا في إسرائيل بوجود آلهة أجانب وقوتهم. والجدل بشأن الوحدانية يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد. فالوحدانية هي ثمرة نضج الحضارات الكبرى ما بين النهرين وحضارة مصر، حيث حدث هذا التحول بعدما تم الاعتراف بأن الآلهة المختلفة ما هي إلا تجليات لإله واحد، فلم يبقَ سوى خطوة واحدة لبلوغ نوع من الوحدانية.
أما بخصوص مقولة مقاومة الاضطهاد من أجل التحرر -كما في سفر الخروج- فليست إلا حدثًا تاريخيًا لا يخص كافة العبرانيين، بل بعض الهاربين فقط. لكن هذا الخروج تم إدماجه في التاريخ المقدس ليهوى، ليصبح هو الصك المؤسس لنهضة شعب انتشله ربه من العبودية، وهي تجربة موجودة لدى مختلف الشعوب. إن الحياة الخاصة بالمسيح ورؤيته الجديدة لمملكة الرب، لن تطمس لصالح مخطط تاريخي يبدأ فقط من وعود النصر المضروبة لشعب ما، وحتى تحقيق هذه الوعود.س5: لقد تحدث غارودي ضمن الاساطير اللاهوتية عن أسطورة يشوع فما هي هذه الاسطورة وفقا للكتاب؟
ج : تعتبر أسفار التوراة والكتب التاريخية؛ التي تخبرنا بالعديد من عمليات الإبادة للشعوب التي وقعت على يد يشوع؛ بمثابة تجميع خطيّ للتقاليد الشفهية لمؤرخي القرن التاسع، ونساخ سليمان الذين كان همهم إضفاء الشرعية على غزوات داود ومملكته، والتي لا سبيل للتحقق منها سوى من الكتابات التوراتية؛ التي تردها مسألتان: الأولى: اصطدامها بعلم الآثار، فالحفائر برهنت على أن الإسرائيليين الذين وصلوا في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لم يستولوا على أريحا لأنها كانت غير مأهولة في ذلك الوقت. وفي القرن الرابع عشر سكنت بصورة ضعيفة، ولا شيء ينتسب للقرن الثالث عشر. وهذا ما أكدته الباحثة “كينون” بقولها، من المستحيل ربط تدمير أريحا بدخول الإسرائيليين في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد فقد قامت بعثتان بالتنقيب في الموقع، وجاءت النتائج متطابقة، وهو عدم وجود مدينة وقت قدوم الإسرائيليين.وكرر سفر تثنية الاشتراع: “وإذا أدخلك الرب، إلهك الأرض التي أنت صائر إليها لترثها واستأصل أممًا كثيرة فأبسلهم إبسالًا”، “فلا يقف أحد بين يديك حتى تفنيهم”.
ألم تكن مسيرة يشوع هي مسيرة مناحم بيجن عندما قضى على سكان دير ياسين؟ ولم يكتف بطرد العرب بل استولى على كل فلسطين. وطريقة موشي ديان ، الذي قال إذا كنا نمتلك التوراة فينبغي لنا امتلاك أرض التوراة. أما وسائل وأساليب هذا الاستيلاء على الأرض؛ فقد حددها رابين عندما كان جنرالا على الأراضي المحتلة، بتكسيره عظام أطفال الانتفاضة. ألم تكن هي مسيرة باروخ غولدشتين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي؟
فهذا التطهير العرقي الذي يمارس في إسرائيل اليوم ينبع من مبدأ النقاء العرقي الذي يمنع امتزاج الدم اليهودي بدماء الآخرين. ففي سفر الاشتراع؛ الشعب المختار لا ينبغي له الاختلاط بالآخرين “ولا تصاهرهم ابنتك لا تعطها لابنه وابنته لا تأخذها لابنك”. وهذا الفصل العنصري هو الطريقة الوحيدة لمنع تدنيس العنصر المختار من الرب، والدين الذي يربطه به. ولم يتقاعس عزرا ونحميا ويهوى في تطبيق هذا الفصل العنصري، بمنع الزواج من غيرهم، ومحاربة الملابس واللغات الأجنبية، ومن خالف ذلك تعرض للمحاكمة القاسية، والتهديد بغضب الرب. لذا اعتبرت منظمة الأمم المتحدة سنة 1975 الصهيونية شكلًا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. وهو ما تم إلغاؤه سنة 1991 من طرف الولايات المتحدة.
عن أساطير القرن العشرين، والتوظيف السياسي لتلكم الاساطير وتبريرها لسحق الشعب الفلسطيني ومصادرة اراضيه ، وتجريف بساتينه، وحرق مزارعه ،وقتل وتشريد واعتقال ابنائه، ومحو معالمه ، وطمس مقدساته ونهب آثاره وخيراته فسنتناولها في الحلقة الثامنة بإذنه تعالى من سلسلة أباطيل وخرافات حاخامات صهيون ” .يتبع