تَفَضَّل أَيُّهَا الأَضحَى

أَهلًا وَسَهلًا
تَفَضَّل أَيُّهَا الأَضحَى
عَلَى بِلَادِي وَعَانِقهَا مَعَ الجَرحَى
مُر بَينَ أَحيَاءِ صَنعَاءَ الحَزِينَة
يَا عِيدَ المَسَاكِينِ،
وَاقرَأ بِاسمِهَا الفَتحَا
سَلِّم عَلَى البَحرِ وَامسَح دَمعَ شَاطِئِهِ؛
فَالبَحرُ مَهمَا تَأَذَّى يَكتُمُ البُوحَا…
عَلَى الجِبَالِ وَقَد شَاخَت قَصَائِدُهَا
تُرثِي السَّحَابَ
وَتَبكِي اللَّيلَ وَالصُّبحَا
وَحِينَ تَستَقبِلُ الأَطفَالَ
قَد تَعِبُوا مِن الحَنِينِ
احتَضَنهُم، وَاغمُرِ الأَنحَا
لَا يُفزِعَنَّكَ صَوتُ القَاذِفَاتِ
وَلَا بَحرُ الدِّمَاءِ،
وَمَن قَد قَدَّسُوا النَّبحَا
تَجَاهَلِ الدَّمعَةَ الصَفرَاءَ
فَهيَ عَلَى نَوَافِذِ الشَّوقِ
فَاضَ الوَقتُ أَو شَحَّا
سَتَألَفُ المَوتَ مِمَّا سَوفَ تَعرِفُهُ
فِي مَوطِنٍ حَربُهُ لَا تَفهَمُ الصُّلحَا
هَذِي المَقَابِرُ إِنجَازَاتُ مَن حَكَمُوا
بِلَادَنَا، وَبَنُوا أَشلَاءَهَا صَرحَا
خَسَارَةُ الدَّمِ لَا شَيءٌ يُعَوِّضُهَا
وَفِي بِلَادِي تَرَى إِسفَاكَهُ رِبحَا
اعتَادَنَا الحُزنُ وَاعتَدنَا مَعَيشَتَهُ
كَأَنَّمَا قَد أَكَلنَا العَيشَ وَالمِلحَا
شَعبٌ تَرَى القَهرَ فِي عَينَيهِ لَيسَ لَهُ
غَيرِ السُّكُوتِ،
وَصَمتُ القهَرِ كَالفُصحَى
نُرِيدُ يَا عِيدُ، يَومًا لَا عَنَاءَ بِهِ
فَهَل نَرَى مِنكَ مَا نُشفِي بِهِ الجُرحَا؟!