تاريخ و سيرة الأميرعبد المالك الجزائري
” إنني أجاهد لا من أجل بلدي فاس فقط بل من أجل وطني الجزائر بأكمله و القرار الذي إتخذته هو الجهاد الذي فرضته الشريعة الإسلامية إلى أن أصل إلى هدفي و هو تحرير الوطن و بعد ذلك سأترك السلاح و لا أريد شيئا آخر سوى الإستقلال لكامل بلادي ، و كمجاهد فإن كل غايتي هي إرضاء رب العالمين جل وعلا و رفع راية الإسلام “
كلمة الأمير عبد المالك إبن الأمير عبد القادر التي نقلتها إفتتاحية الصحيفة العثمانية ” تصغير أفكار – العدد 17 – ديسمبر 1914.
من بين معارك الأمير تلك التي وقعت يوم 14 سبتمبر 1914 تحت رايته الخضراء التي كتب فيها في السطر الأول ” بسم الله الرحمن الرحيم ” ، و السطر الثاني ” الله أكبر ” و السطر الثالث ” الجنة تحت ظلال السيوف ” ، و نتج عن المعركة إحتلال مدينة الدار البيضاء ” كازابلانكا ” المغربية إثر معركة شديدة بين الأمير عبد المالك و جيشه المقدر بـ 1500 جندي ضد القوات الفرنسية ، و هي المدينة التي تعد مركزا حربيا خطيرا يحرص عليه العدو الفرنسي شديد الحرص ، و إستولى فيها على بطاريات و عشرات الرشاشات المدفعية و مئات البنادق و العتاد الحربي بالإضافة إلى سقوط 700 قتيل فرنسي و مئات الجرحى .
أستشهد الأمير عبد المالك بعد ثورة دامت 10 سنوات إستطاع فيها توحيد القبائل و كسب ولاء الخطابي و الريسوني و غيرهم من القادة ، و كان ذلك يوم 09 أوت 1924 في معركة ” عزيب ميضار ” التي إنتصر فيها و بينما هو في نشوة الفوز حتى إخترقت قلبه رصاصة مجهولة .
لم يكن الأمير عبد المالك مجبرا على خوض هذه الحروب و إنما هي الفطرة الزكية لهذه العائلة الأسطورية ، فهو كان يشغل منصب عقيد في الجيش العثماني و يقيم في قصر يلدز على ضفاف الدرنديل مع زوجته السورية فاطمة و أبنائهما ، وعند إشتياق زوجته لأهلها في دمشق أرسلها لزيارتهم و مكثت هناك شهرا كما روته حفيدتها بديعة في مذكراتها ، و عند عودتها وجدت ورقة على الطاولة كتب عليها : ” أرجوكي عودي إلى دمشق ، أرجو ألا تقلقي و سلمي أمركي لله عز و جل “.
هو الإبن الثاني للأمير عبد القادر ، ولد بدمشق سنة 1868 كان خطيبا و شاعرا و يتقن أكثر من لغة ” الفرنسية و التركية و الألمانية و الإنجليزية ” غادر دمشق ليلتحق بثورة الشيخ بوعمامة و حارب معه ضد الإستعمار الفرنسي ثم إلتحق بالمغرب الأقصى و فتح جبهة مقاومة داخلية ضد الفرنسيين سنة 1914.
منقول :