أخبارأمن وإستراتيجية

شهادة الصحفي الكبير حول الحرب

في كتابه “الطريق إلى رمضان” يؤكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن السادات قرر في اطار خطة الخداع الاستراتيجي أصدر السادات توجيه لمندوبي مصر وسوريا في مؤتمرات عدم الانحياز والأمم المتحدة وفي غيرها من الاجتماعات يتحدثون بأسلوب السلام ، حيث أنهم لم يكونوا يعرفون الغرض من التوجيه الصادر إليهم بالتحدث بهذا الاسلوب، بينما كانت الصحف والإذاعة قد وجهت إلي إبراز اهتمام مصر وسوريا بالبحث عن حل سلمي لنزاع الشرق الاوسط وإظهار عدم الرضا عن الخطب والعمليات العسكرية التي يقوم الفدائيون الفلسطينيون.
كما شملت خطة الخداع الإستراتيجي أن يتم التوزيع النهائي للقوات المسلحة المصرية تحت ستار الاستعدادات للمناورات السنوية التي تُجري في الخريف وهذه المناورات أُطلق عليها الإسم الرمزي “تحرير 23″، حيث وضعت خططتها المستقلة منذ مدة طويلة وكان لابد للمخابرات الإسرائيلية أن تكون علي علم بها خصوصاً أن الإشارات الخاصة بها كانت ماء الجو وتبعا لذلك فإنه حين انتقلت القيادة إلي نقطة متقدمة علي طريق القاهرة السويس عرفت فيما بعد باسم المركز 10 للتخذ منه مقراً للعمليات شهد المركز عملية تغطيه جدرانه بخرائط مناورات “تحرير 23” وكان من السهل نسبياً أن تتحول القوات المشتركة في مناورات تحرير 23 لتتخذ مراكزها استعدادا لشن “الحملة بدر” وهو الاسم الرمزي الذي أطلق علي حملة الهجوم المصري.

و شملت “الخطة” أيضاً أمور عسكرية أخرى من بينها أن كانت القوات المسلحة تتحرك إلي جبهة القناة في أثناء الليل بينما كان بعض عناصرها يسحب في أثناء النهار بطريقة ملفتة للإنتباه لتعود إلى مراكزها في أثناء الليل بطبيعة الحال.

وعلى الضفة الغربية للقناة أُقيم سد رملي عالي أُنشئ في نهاية عام 1972، وبلغت نفقاته 30 مليون جنيه، وكان الغرض البادي منه هو توفير المزيد من الحماية ضد أي هجوم اسرائيلي في حين انه في الحقيقة ساعد الي حد كبير علي اخفاء حشود المدفعية والدبابات.
في الساعة 1300 من يوم 6 أكتوبر عام 1973 وصل الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومعه وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل إلى المركز 10 التابع للجيش المصري ودخلا “غرفة عمليات حرب أكتوبر”.. وبدأت المعركة.

“لقد كانت المخاطرة كبيرة.. وكانت التضحيات عظيمة.. ولكن النتائج المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة.. فقد العدو المتغطرس توازنه.. استعادة الأمة الجريحة شرفها”.. كلمات قالها السادات في خطابه الشهير عن حرب أكتوبر أمام البرلمان.
السادات كان يُتابع مع رجاله أول بأول تفاصيل الحرب ومعاركها في المركز رقم “10” علي طريق السويس، لكن الأمور بدأت في مسارات أخرى واختلفت وجهات النظر بينه وبين قيادات جيشه تحديداً في يوم 10 أكتوبر حينما وصلت إليه رسالة من الرئيس السوري حافظ الأسد يطالبه بتطوير الهجوم المصري في سيناء عند المضايق كي يخفف من ضغط القوات الإسرائيلية على قوات الجيش السوري في هضة الجولان.
إن هزيمة يونيو تعتبر مؤامرة على الجيش المصري، والذي فقد 80% من عتاده وأسلحته وطائرته إلا أنه خلال الست سنوات ما بين 1967و1973 تم إلحاق أكبر الهزائم بالعدو الإسرائيلي.وأن ديان كان يعتقد أن مصر لن تحارب إلا في 1975، وأصر على ذلك قبيل الحرب بساعات حتى عبرت مصر القناة وأصيب بالهذيان، وأعلنت جوالدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية بعد تدمير 400 دبابة إسرائيلية و150 طائرة حربية إسرائيلية أن إسرائيل قد تعرضت لأكبر خطة خداع استراتيجية، وأنها تغرق وتدعو العالم لإنقاذ إسرائيل .

هذا بعض ماورد في خطه الخداع الاستراتيجي والذي لازال الكثير منها لم يكشف النقاب عنه لتسطر ملحمه ذكاء مصريه سيبقي كل مصري يفخر بها علي مر التاريخ ، لقد أعطى نصر أكتوبر العظيم درسًا للأمة كأعظم الانتصارات فى التاريخ الحديث, حيث جسد هذا النصر أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وأعاد هذا الانتصار هيبة مصر الحقيقية أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى