الكيان المغاربي الجديد الذي يُرعب النظام المخزني وحليفه الصهيوني
زكرياء حبيبي
أفادت رئاسة الجمهورية الجزائرية، في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء 5 مارس، عن إجراء اتصال هاتفي بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، جدد فيه الرئيس الجزائري التأكيد على تهنئة الجزائر بانضمام موريتانيا عضوا كاملا ضمن منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز الذي انعقدت قمته السابعة بالجزائر العاصمة بحضور الرئيس الموريتاني.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الرئيس تبون أبلغ الرئيس الموريتاني بنتائج القمة الثلاثية التي عقدت بالجزائر العاصمة والتي جمعت رؤساء دول المغرب العربي الثلاث، الجزائر وتونس وليبيا.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن هذه القمة الثلاثية التي انعقدت السبت الماضي بالجزائر العاصمة، وجمعت رؤساء دول المغرب العربي الثلاث، في غياب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي اضطر للعودة إلى بلاده إثر وفاة صهره. كانت في قلب التكهنات والأخبار الكاذبة لوسائل الإعلام المخزنية وروجت لها وسائل الإعلام الدعائية للكيان الصهيوني، مثل “آي24 نيوز”، حتى أنه تم الترويج بأنه تم استبعاد موريتانيا من المجموعة المغاربية الجديدة التي بدأت تتشكل، والتي ستُقبر إلى الأبد، اتحاد المغرب العربي الذي نسفه المغرب، الذي دق المسمار الأخير في نعش هذه المجموعة التي تم إنشاؤها في فبراير 1989 بمراكش بالمغرب، بعد لقاء زرالدة بالجزائر العاصمة في يونيو 1988، في أعقاب تطبيع النظام المخزني مع نظام الفصل العنصري للكيان الصهيوني الذي يواصل الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
لقد وضعت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيسان الجزائري والموريتاني، اليوم الثلاثاء، حدا لكل التكهنات المخزنية والتضليل الصهيوني، لدرجة أن الاجتماع المقبل المقرر بعد شهر رمضان المبارك في تونس، والذي سيجمع رؤساء الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، سيُمهد الطريق لخلق كيان سياسي اقتصادي جديد وفعال، متخلصا بذلك، من الدولة المغربية الوظيفية، وقادر على مواجهة التحديات في عالم متغير ومتقلب. ولا شك أن الكيان الجديد سينجح في تنشيط التبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية، مدعوما بتنفيذ سياسة واستراتيجية حقيقية للتكامل الإقليمي.
إن إطلاق منطقة التجارة الحرة بين الجزائر وموريتانيا مؤخرا، مرفوقة بإنجاز الطريق الذي يربط تندوف بالزويرات في موريتانيا، والذي سيتبعه إطلاق مماثل لمناطق التجارة الحرة مع دول الجوار مثل تونس وليبيا ومالي والنيجر، وكذا تفعيل الطريق العابر للصحراء، والعمود الفقري للألياف البصرية عبر الصحراء، والمشروع الضخم للسكك الحديدية التي تربط شمال الجزائر بجنوبها، وتنفيذ خط أنابيب الغاز العابر للصحراء TSGP، الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر النيجر والجزائر، كلها بنى تحتية أساسية تسمح بتعاون واسع النطاق بين دول المغرب العربي وجيرانها في منطقة الساحل مثل مالي والنيجر وتشاد، مما يسمح باستغلال الموارد الطبيعية الوطنية، وتحقيق السلام والاستقرار السياسي والتنمية. وتنفيذ وسائل فعالة للتغلب على التخلف والإرهاب العابر للحدود الوطنية والاتجار بالأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية ونزوح الشعوب.