إقتصادفي الواجهة

الصين تدخل حلبة التنافس الجوي

كاظم فنجان الحمامي

قبل الخوض بتفاصيل الخطوات الصينية الجادة في مضمار الصناعات المرتبطة بالنقل الجوي. لابد من التذكير بالإدعاءات الكاذبة لاحد السياسيين العراقيين عندما زعم عام 2017 ان الصين أهدت العراق 15 طائرة كبيرة، وان وزير النقل هو الذي رفض استلامها وقتذاك . ثم تبين فيما بعد بطلان تلك المزاعم المرتبطة بالحملات التسقيطية. .
اما الآن ونحن في عام 2023 فقد نجحت الصين في بناء أول طائرة ركاب اطلقت عليها الرمز: C919 وذلك بإشراف شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) COMAC، وهي مؤسسة مملوكة للدولة مقرها في شنغهاي، فجاء هذا النجاح على الرغم من العقبات الكبيرة والتحديات الكثيرة. المتمثلة بنقص الخبرات التخصصية. والمهارات الفنية الجادة، والمعايير التصنيعية الصارمة، والوقت والموارد المالية العالية. آخذين بعين الاعتبار أنها ليست أول طائرة محلية تنتجها شركة COMAC، فقد انتجت قبلها طائرات محلية أصغر منها بكثير تسمى ARJ21، ولا يمكنها الطيران إلا لمسافات تصل إلى 3700 كيلومتر (2300 ميل) وتستوعب ما يصل إلى 97 راكباً فقط. بينما يمكن لطائرة C919 استيعاب ما يصل إلى 192 راكباً، والتحليق لمسافة تصل إلى 5550 كيلومتراً (حوالي 3500 ميل). وتم إجراء أول رحلة تجارية لها في الاسبوع الماضي، حيث اقلعت من شنغهاي إلى بكين لحساب شركة طيران شرق الصين (CEA). بعد ان حصلت على الضوء الاخضر للطيران. .
في حين ذكر المحللون: ان ما يقرب من 90% من موردي المكونات الرئيسية أو الكبيرة الحجم لطائرة C919 كانوا من أمريكا الشمالية وأوروبا، وان 10% فقط من الصين ودول أخرى في آسيا. وقالوا انها تحتوي على نظام ومعدات الهبوط من شركة Honeywell (HON)، ومسجل الرحلة GE (GE)، ومحرك CFM Leap، ونظام التحكم في الطيران، ونظام الوقود من Parker Aerospace، ونظام محاكاة ورادار Rockwell Collins للطقس، وإطارات Michelin (MGDDY). وفي نية الصين إنتاج طائرات أوسع وأكبر وذات مديات بعيدة سوف تحمل الرمز CR929. .
ختاماً: قد يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يتم اعتماد الطائرات الصينية من قبل منظمي الطيران في الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن بمجرد زيادة الإنتاج، يصبح من المتوقع أن تربح الصين المزيد من الطلبات في الداخل، أو في البلدان النامية التي لا تتمكن شركاتها من تحمل أسعار رواد السوق الحاليين. وبخاصة في إندونيسيا، التي أصبحت شركة الطيران المحلية ترانس نوسا أول عميل خارجي لشركة كوماك العام الماضي. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى