الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وإيطاليا… دور إقليمي رائد للجزائر

روبعي نصر الدين منير
توصف إيطاليا دائما بأنها صديق و شريك موثوق وهادئ للجزائر، و الدولة الجزائرية بدورها وفية لالتزاماتها و مبادئها، و لا تنسى أبدا الأصدقاء،   السياسة الاقتصادية الجزائرية قائمة  الآن على اساس الارتباط،  بشركاء موثوقين  وهذا هو لب  الفكرة التي تقوم على اساسها عملية اعادة بناء العلاقة الاقتصادية الجزائرية  مع الشركاء الخارجيين على اساس علاقة تحقق الربح للطرفين .
قيادة الدولة الجزائرية، تقيم علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية، على أساس راسخ وثابت وهو التزام مبدأ حسن الجوار، و التضامن الدولي،   ، ومتى ما توفر شريك أجنبي يتفهم هذه المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية الجزائرية، فإن علاقته مع الجزائر تنتقل إلى مستوى أعلى من الشراكة، و هذه هي حالة العلاقة بين الجزائر و روما، و يلخص هذا تصريح الرئيس تبون حول طبيعة العلاقة بين الجزائر و إيطاليا عندما قال إن أسبابا العلاقة المميزة بين الجزائر وإيطاليا تاريخية تخص وقوف إيطاليا مع الجزائر في الظروف الصعبة وأضاف إن إيطاليا هي الدولة الوحيدة التي لم توقف رحلات طائراتها إلى الجزائر خلال الأزمة الأمنية في التسعينيات، واقتصادية لكون الاقتصاد الجزائري يشبه الاقتصاد الإيطالي المبني على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
الدافع الجديد الذي يحرك التوجه السياسي الخارجي للجزائر، يقوم على أساس تعزيز العلاقة مع كل دول الجوار المستعدة للتعاون مع الجزائر، لكن على أساس جديد قائم على مبدأ الشراكة رابح – رابح، وهذا ما فهمته دول مثل تركيا و إيطاليا انها دول مستعدة لدخول الشراكة الاقتصادية مع الجزائر الجديدة، والحقيقة الثابتة الآن هي أن الجزائر، استعادت موقعها التاريخي كقوة جيوسياسية و اقتصادية رئيسية في افريقيا ، وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، وربما هذا ما يثير قلق بعض الأطراف الخارجية التي تشعر بالقلق من تنامي الدور الإقليمي الاقتصادي و السياسي للجزائر، وأدوات داخلية تعمل لصالح هذه الأطراف.
الجزائر تعمل الآن على تكريس دورها في المحيط الافريقي ، و المتوسطي والعربي، و هذا جوهر الزيارات الخارجية للرئيس عبد المجيد تبون، و أيضا جوهر نشاط وزارات الحكومة ، و ضمن هذا السياق تأتي زيارة الرئيس تبون عبد المجيد إلى إيطاليا التي ستوفر فرصا كبيرة للاقتصاد الوطني، لا تتعلق فقط بالاتفاقيات الاقتصادية والتجارية ، بل أيضا بنقل الخبرة و التعاون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى