الحدث الجزائري

السياسة الخارجية الجزائرية بعد 60 سنة من العطاء مؤهلة لاستعادة مكانتها وقيمتها

السياسة الخارجية الجزائرية بعد 60 سنة من العطاء مؤهلة لاستعادة مكانتها وقيمتها


أكد دبلوماسيون وباحثون بالجزائر العاصمة, أن السياسة الخارجية للجزائر بعد 60 سنة من العطاء, باتت مؤهلة لاستعادة مكانتها وقيمتها, لا سيما لتقريب وجهات النظر في المنطقة العربية وتقوية الصف العربي.

وخلال ندوة حول “البعد العربي في الدبلوماسية الجزائرية” نظمتها وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, بمناسبة احياء اليوم الوطني للدبلوماسية, ذكر الدبلوماسي الجزائري السابق وعضو جيش التحرير الوطني, نور الدين جودي, في مداخلة له بأن عمل الدبلوماسية الجزائرية انطلق إبان الثورة التحريرية حيث كانت القضية الوطنية آنذاك مجهولة لدى الرأي العام الدولي, “لا سيما أمام التضليل الاعلامي الفرنسي الذي حاول طمس حقيقة تواجد الدولة الجزائرية, وهو ما دفع بالثوار آنذاك للارتجال من اجل التعريف بالقضية الوطنية وايصال صورتها الحقيقية للعالم”.

وأضاف السيد جودي أنه على الرغم من نقص تجربتهم في المجال السياسي والدبلوماسي غير ان هؤلاء تمكنوا آنذاك من “رسم صورة مشرفة للبلد عبر العالم وافتكاك الإعتراف والدعم الدولي للثورة التحريرية”.

والى غاية اليوم -يقول جودي- “لازالت الدبلوماسية الجزائرية ثابتة على أهم الأسس التي بنيت عليها ثورتها المجيدة”, مشددا على أن دبلوماسية الجزائر لديها طابع خاص كونها “ولدت في وقت الحرب وترعرعت في ظل مبادئ الثورة التحريرية التي تستلهم الى اليوم مبادئها وأسسها الثابتة منها, والقائمة أساسا على السلم والاستقرار ومساندة الدول المضطهدة التي لازالت تحت نير الاستعمار”.

وهو ما يفسر -حسبه- “النجاح الذي تتميز به الدبلوماسية الجزائرية التي تتبوأ اليوم مكانة خاصة وتمكنت من افتكاك احترام وثقة العديد من الدول”.

من جانبه, أكد الاستاذ بجامعة الجزائر, أحمد عظيمي, أن الجزائر تبنت طيلة 60 سنة من العمل “سياسة واحدة تجاه المنطقة العربية اتسمت بمواقف مميزة بعيدا عن اي حسابات شخصية”, مرجعا هذا الثبات في الموقف الى “حرص الجزائر على رد جميل الشعوب العربية التي ظلت وفية وداعمة للثورة الجزائرية دون استثناء, اضافة الى قناعة الجزائريين بأن استقرار البلد لا يمكن ان يتحقق الا من خلال ضمان استقرار باقي دول المنطقة”.

ولاحظ السيد عظيمي ان الدبلوماسية الجزائرية عمدت على العمل دون التشهير بمساعيها الحميدة, كما عرفت سياستها ب”الحكمة”, فلم تتدخل يوما في شؤون الدول الا لرأب الصدع في الصف العربي, كما انها تميزت ب”النضج”, ف”لا تنحاز الى طرف على حساب آخر الا اعلاء للحق”.

وأكد المتدخل أن “السياسة الخارجية اليوم مؤهلة لاستعادة مكانتها وقيمتها وايضا لتقريب وجهات النظر في المنطقة العربية وتقوية الصف العربي من أجل خلق تكتل عربي قوي في العالم”, وهو -حسب عظيمي- ليس ب”الامر الصعب بالنظر الى المؤهلات الجغرافية والتاريخية والثقافية التي تمتلكها المنطقة العربية”.

بدوره, أبرز الخبير في الشؤون الاستراتيجية والامنية, محند برقوق, أن الدبلوماسية الجزائرية كان لها دور “إيجابي وحاسم” في عدة مناسبات, كما شاركت بشكل كبير في اخماد عديد بؤر التوتر في بلدان الساحل و افريقيا والعالم العربي, وتلعب دورا حاسما في تسوية العديد من الازمات المستجدة.

ولفت في السياق إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تمكنت من خلق آليات جديدة لبناء المقتدرات لتحقيق السلم والامن الدوليين, لا سيما فيما يخص محاربة الارهاب, مضيفا أن “الرؤية المتجددة للدبلوماسية الجزائرية تأخذ في الحسبان جل التحديات الامنية والجيو-سياسية والاقتصادية الراهنة التي تواجهها البلاد وتعمل على بناء مسار مؤسساتي قوي والتوجه نحو المجال الثقافي والحضاري”.

من جهته, أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر, فايز ابو عيطة, في تصريح ل/وأج بالمناسبة ان “الدبلوماسية الجزائرية استعادت مكانتها الحقيقية”, مستدلا بالدور الكبير الذي تقوم به على المستويين الاقليمي والدولي, مشيرا الى أن فلسطين تعول كثيرا على القمة العربية المقبلة بالجزائر لإعادة الامور الى نصابها.

و أوضح ابو عيطة أن هذا الدور الذي تقوم به الجزائر يؤكد اهمية الحضور الجزائري دبلوماسيا, مبرزا أنه “كلما كان دور الجزائر كبيرا, كلما حظيت فلسطين بأهمية كبيرة. فالدبلوماسية الجزائرية تحمل القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية من أجل دعمها و اسنادها”.

كما اعرب السفير عن تقديره لما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة الرئيس عبد الجيد تبون, من “دور كبير لدعم وحماية ونصرة القضية الفلسطينية”.

وذكر بأن الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, ينظر ب”أهمية كبيرة” لعقد القمة العربية بالجزائر, لافتا الى أن هذا “الحرص الكبير لدولة الجزائر في التحضير لإنجاح هذا الموعد ينم عن مسؤولية كبيرة تضطلع بها الجزائر تجاه القضايا الوطنية والعربية”.

و اكد في الختام أن القيادة الفلسطينية تعول كثيرا على مخرجات القمة العربية لإعادة الامور الى نصابها الحقيقي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية, معربا عن تفاؤله بأن تكون قرارات القمة “ناجحة وداعمة” لفلسطين بامتياز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى