أحوال عربيةأخباردراسات و تحقيقات

الخطر يهدد موسم قطاف الزيتون بفعل قيود الاحتلال والممارسات الارهابية للمستوطنين

إعداد:مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان
الخطر يهدد موسم قطاف الزيتون بفعل قيود الاحتلال والممارسات الارهابية للمستوطنين


موسم قطف الزيتون في بلادنا مناسبة فرح وعيد من الأعياد تذكر بأعياد شعوب أخرى كأعياد النيروز وأعياد الحصاد وغيرها من الأعياد ،
التي تلون حياة المجتمع بجماليات تراثية واجتماعية وثقافية . ففلسطين ارتبطت بهذه الشجرة المباركة منذ القدم ، فقد تعهدها الآباء والأجداد بالعناية والرعاية وشكلت بالنسبة لهم مصدر دخل على جانب كبير من الأهمية . هكذا كان الأمر في بلادنا فلسطين ، الى أن جاء الاحتلال وحول هذا العيد الى صراع وجود ومعاناة وجوهها متعددة ، حتى أصبحت شجرة الزيتون رمزا من رموز مقاومة الاحتلال والمحتل والمستوطنين والمستوطنات . يقبل الناس في ريفنا الفلسطيني على هذه الشجرة كوسيلة من وسائل حماية اراضيهم من غول الاستيطان ،
وتدور حول حماية غراسها معارك مع المستوطنين ، يزرع الفلسطيني غراسه وفي عتمة الليل او حتى في وضح النهار يتسلل المستوطنون لتدميرها في ظل حماية كاملة من جيش الاحتلال . ومع ذلك ، اينما تجولت في محافظات الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967 تطالعك حقول ممتدة من هذه الشجرة المباركة تغطي الجبال وبعض السهول وتقف في مواجهة الأخطار ما بين الجدار والمستوطنات .
وتقدر مساحة الأراضي التي تغطيها حقول أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بنحو 575167 دونما منها نحو 552534 دونما في الضفة الغربية ونحو 22633 دونما في قطاع غزة وتزيد عدد الاشجار فيما عم 11 مليون شجرة زيتون . وتحتل محافظة جنين المرتبة الاولى من حيث المساحة المزروعة بأشجار الزيتون تليها حسب الترتيب في المساحة محافظات رام الله والبيرة ، نابلس ، طولكرم ، الخليل ، سلفيت ، قلقيلية ، بيت لحم طوباس والأغوار الشمالية ، القدس وأخيرا أريحا والأغوار الجنوبية ، أما في قطاع غزة فتحتل محافظة خانيونس المرتبة الاولى تليها حسب الترتيب في المساحة دير البلح ، شمال غزة ، رفح ، غزة اما كميات زيت الزيتون المنتج في هذه الحقول فيبلغ في السنوات الجيدة أكثر من 35 ألف طن زيت وينخفض هذا الرقم إلى اقل من سبعة آلاف
طن في السنوات قليلة الإنتاج وبشكل عام يقدر المعدل السنوي العام لإنتاج الزيت على مدار السنوات الثلاثين الماضية بحوالي 15 ألف طن.
وقد تعرضت بلادنا لاعتداءات متكررة على هذه الشجرة المباركة . فمنذ العام الاول لاحتلال الضفة الغربية قام الاحتلال بتدمير مساحات واسعة من الاراضي المزروعة بأشجار الزيتون فقضى حسب بعض التقديرات على نحو 800 الف شجرة . في السنوات الاخيرة تزايد الخطر على حقول الزيتون ، التي تغطي مساحات واسعة من جبال الضفة الغربية وبعض سهولها بفعل عدد من العوامل التي تتصل بشكل عام بسيطرة دولة الاحتلال على المناطق المصنفة ( ج ) في الضفة الغربية والقيود المفروضة على حرية عمل المزارعين في حقولهم فضلا عن عبث المستوطنين والحرائق التي يشعلونها في هذه الحقول في كل عام ، هذا الى جانب جدا الفصل العنصري ، الذي أقامته دولة الاحتلال في عمق
الضفة الغربية . الآثار المترتبة على اعتداءات المستوطنين واضحة للعيان ولا تخفى على أحد ، هذه الاعتداءات تبلغ ذروتها في موسم القطاف
من كل عام . ففي العام 2022 ، على سبيل المثال لا الحصر بلغ عدد الاعتداءات ، التي استهدفت أشجار الزيتون نحو 354 عملية اعتداء ،
تسببت بتدمير نحو 10,291 شجرة زيتون . وقد تركزت تلك الاعتداءات في محافظة نابلس التي تعرضت لأكثر من 100 اعتداء تلتها محافظة
بيت لحم بـأكثر من 50 اعتداءً فمحافظة الخليل بأكثر من 45 اعتداء . أما جدار الفصل العنصري فقد عزل مساحات واسعة من الاراضي
المزروعة بأشجار الزيتون . خاصة تلك التي تقع بالقرب من المستوطنات والتي تقدر مساحتها بنحو 8 بالمئة من إجمالي مساحة الأراضي
المزروعة بأشجار الزيتون.
ويمثل عنف المستوطنين وخاصة في موسم قطاف الزيتون تحديا خطيرا للكثير من المزارعين الفلسطينيين. فالمستوطنون يتلفون أشجار
الزيتون التابعة للفلسطينيين أو يقتلعونها أو يسممونها أو يحرقونها أو يقطفونها ويسرقون محصولها في وضح النهار بعلم وحماية قوات
الاحتلال . وتحصر سلطات وقوات الاحتلال وصول المزارعين الفلسطينيين في مختلف المحافظات إلى حقول أشجار الزيتون الواقعة بالقرب من 75 مستوطنة بعدة أيام في السنة ، حيث يتم نشر جنود للجيش الاسرائيلي في المناطق المحاذية بحجة حماية اصحاب حقول الزيتون وتأمين وصولهم الى اراضيهم ولكن في واقع الأمر لا توجد لهؤلاء المواطنين أية حماية من عنف المستوطنين . ” نظام الحماية ، الذي تدعي سلطات الاحتلال إقامته ثبت بالدليل القاطع وحسب شهادات منظمات دولية بأنه نظام حماية وهمي وبأنه نظام غير فعّال في منع تخريب أشجار
الزيتون على ايدي المستوطنين . هذا النظام المفروض يعاقب المزارعين من خلال تقييد وصولهم بدلا من فرض حكم القانون على المستوطنين الذين ينفذون أعمال العنف ، إذ أن معظم الشكاوى التي تقدم للشرطة الاسرائيلية بشأن هجمات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين وممتلكاتهم عادة ما يتمّ اغلاقها دون تقديم لائحة اتهام ضد أحد
أما خلف جدار الفصل العنصري فيُحرم الفلسطينيين من الحصول على تصاريح من أجل الوصول إلى حقول الزيتون الواقعة خلف الجدار ”لدواعي أمنية“ أو لعدم استيفائهم للمعايير الاسرائيلية التي تُلزمهم بإثبات ” صلتهم بالأرض “. وهذا بالرغم من أن السلطات الاسرائيلية تُصادق على عدد أكبر من طلبات الحصول على تصاريح خلال موسم قطف الزيتون مقارنة ببقية السنة . ويتوجب على الفلسطينيين الحاصلين على تصاريح استخدام ” البوابات الزراعية “ المبنية على طول الجدار ، وهي بوابات لا يفتح معظمها سوى لفترة محدودة خلال موسم قطفالزيتون. ويمنع نظام القيود هذا العديد من المزارعين من تنفيذ نشاطات زراعية حيوية على مدار السنة كالحراثة ، والتقليم ، والتسميد ، وهوما يؤثر على جودة وكمية المحصول .

موسم قطاف الزيتون هذا العام هو الأكثر خطورة على حياة المزارعين الفلسطينيين ـ فقد قامت سلطات الاحتلال بنقل جزء رئيسي من قواتها
العاملة في الضفة الغربية الى حدود قطاع غزة ، الذي يتعرض هذه الأيام لأشد اشكال الحروب فظاعة ووحشية على الاطلاق ، حرب تدمير
ومحو أحياء ومناطق سكنية كاملة وما يترتب عليها من خسائر بشرية كبيرة في الارواح بين الفلسطينيين في قطاع غزة وقررت في الوقت
نفسه إغلاق مناطق واسعة في الضفة الغربية بحجج أمنية واهية وتسليمها لقطعان المستوطنين وزعران ” شبيبة التلال ” وتدفيع الثمن ” و
” تمرد ” وغيرها من منظمات الارهاب اليهودي ، التي تتخذ من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وما يسمى ” المزارع الرعوية ” ملاذات
آمنة بحماية قوات الاحتلال . قبل العدوان المتواصل على قطاع غزة وفي النصف الأول من هذا العام وصلت اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان
المستوطنين ومنظماتهم الارهابية مستويات قياسية . فقد نفذت هذه القوات ومعها قطعان المستوطنين اكثر من اربعة آلاف اعتداءا خلال
النصف الأول من عام 2023 ، كان لمحافظات نابلس وجنين ورام الله / البيرة وبيت لحم والخليل النصيب الأوفر فيها تخللها سقوط عدد من
الشهداء الفلسطينيين ، كان أكثرها دموية ما وقع قبل أيام في موسم قطاف الزيتون في بلدة قصرة الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس .
مواطنون توجهوا الى حقولهم لقطف ثمار زيتونهم ، فوجدوا أنفسهم في مواجهة مع منظمات ارهابية حاولت منعهم من ذلك وسقط أربعة
شهداء من القرية تبعهم في اليوم التالي شهيدان آخران من القرية في موكب التشييع على مفرق قريتي الساوية واللبن الشرقية .
حال بقية القرى والبلدات في الريف الفلسطيني ، وخاصة في المناطق المصنفة ( ج ) ليس أفضل . كثير من المزارعين يترددون في السعي
لقطف ثمار حقولهم بعد أن اغلقت سلطات الاحتلال محيط أكثر من 100 مستوطنة في الضفة الغربية بحجة الأمن وسلمت الأمن فيها لمنظمات
ارهابية قرر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف والفاشي ايتمار بن غفير توزيع مزيد من السلاح على زعرانها ، الأمر الذي يهدد بخسائر
كبيرة للمزارعين الفلسطينيين ، الذين يتعذر عليهم في مثل هذه الظروف الوصول الحر الى حقول زيتونهم في محيط هذه المستوطنات وخلف
جدار الضم والتوسع العنصري .
كما يستغل المستوطنون ظروف الحرب العدوانية على قطاع غزة ويواصلون هجماتهم الإرهابية على بلدات وقرى عدة في الضفة الغربية، ما
أسفر عن تهجير العديد من التجمعات، خاصة تلك الواقعة على سفوح الجبال الشرقية ، حيث الانتشار الأكبر لزعران “شبيبة التلال” الإرهابي.
وقد شن المستوطنون هجمات إرهابية على تجمعات بدوية خلال الاسبوع الفائت، وسلبوا ممتلكاتها بعد منع الأهالي من أخذ مقتنياتهم أثناء النزوح إلى مناطق آمنة. ومن الامثلة على ذلك : تهجير واد السيق ٣٠ عائله فلسطينه تحت تهديد السلاح وسرقة سيارات السكان واموالهم وعرب المليحات شرق رمون حيث تم تهجير ستعائلات تحد تهديد سلاح المستوطنين وتهجير عائلة ابو الكباش من منطقة الحمرا بعد الاعتداء على السكان من قبل المستوطنين وعائلة طارق كعابنه من سمرا ومحاولة تهجير عائلة ابو خيري من الفارسيه ولكن بعد حضور متضامنين عاد الى بيته واربع تجمعات منذ ثمانية ايام تجلب المياه من بردلا والعين البيضا وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
القدس: فرضت قوات الاحتلال حظر التجول على سكان عدد من التجمعات البدوية شرق القدس ، وذلك بعد أن حضر جنود إلى المضارب البدوية في الخان الأحمر وأبلغوا السكان بقرار بمنع التحرك أو التجول بعد الساعة الخامسة مساءً بشكل يومي، في مسعى إلى إجبارهم على الهجرة وترك المنطقة. كما هدمت قوات الاحتلال منزلا ومنشأة تجارية في بلدة بيت حنينا في وقت حرضت حرضت فيه مواقع تواصل اجتماعية تابعة لنشطاء إسرائيليين على قتل مقدسيين ومهاجمة منازلهم ونشرت المواقع أماكن منازل لنشطاء مقدسيين ، عبر تطبيق خرائط جوجل ، ومن بين الذين تم التحريض عليهم الشهيد خالد المحتسب ، حيث تم نشر صور لمنزله ومنازل عدد من شهداء القدس ، كما حرضوا لاستهداف الناشط المقدسي رامي الفاخوري، والمعتقل السابق حمزة صغير، ورئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي.
الخليل: هاجمت مجموعة من المستوطنين المسلحين منازل المواطنين في منطقة سدة الثعلة بمسافر يطا ما أدى إلى إصابة طفلين (6، و4 أعوام ) كما أتلف المستوطنون خزانات مياه للشرب وشبكة للمياه واقتلعوا أشتالا مروية، للمواطن محمد عبد الرحمن الجباري، قرب شعب البطم، وفي منطقة اصفي أفرغ مستوطنون صهاريج مياه الشرب ومنعوا بقوة السلاح أصحابها من الاقتراب منها حتى أُفرغت بالكامل.
واعتدت مجموعة من المستوطنين على مواطنين وممتلكاتهم في مسافر يطا ، جنوب الخليل.وأصيب المواطنين فريد حمامدة، وأحمد حمامدة برضوض جراء إلقاء مستوطنين الحجارة عليهما عندما حاولا التصدي لهم وطردهم من أرضهم المزروعة بأشجار الزيتون . وفي تل الرميدة بالخليل أزال مستوطنون سياج شائك للاستيلاء على أرض لعائلة ابو عيشة تحت تهديد السلاح، أطلق مستوطن النار من مسافة صفر على شاب فلسطيني ، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة، في قرية التواني الواقعة في مسافر يطا. وأظهر مقطع فيديو نشرته منظمة “بيتسيلم” الحقوقية، المستوطن وهو يتقدم بسلاحه نحو مجموعة شبان حاولوا التصدي لهجوم إرهابي من قبل المستوطنين على قريتهم كما أقدم
مستوطنون على تجريف وهدم غرفتين سكنيتين من الطوب والصفيح وحظيرتي أغنام، وبئر مياه وتحطيم الخلايا الشمسية، واقتلاع الاشجار والجدران الاستنادية في منطقة “شعب فرصة” بالمسافر وهاجم آخرون من مستوطنة كرمئيل” ، منازل عدد من المواطنين من عائلة الهذالين ورعاة ماشية في قرية أم الخير ومنعوهم من الخروج من منازلهم بقوة السلاح ، فيما هاجم مستوطنون من مستوطنة “بني حيفر” المواطنين من عائلة المهانية جنوب شرق بلدة بني نعيم رعاة الماشية في قرية البويب وهددوهم بالقتل واعتدى مستوطنون من مستوطنة “سوسيا” على شابين في منطقة جورة الجمل بقرية سوسيا، من عائلة النواجعة وحطموا زجاج مركبتهما، ما تسبب بإصابتهما برضوض وكدمات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى