التعليم في الجزائر من خلال شهادة التعليم المتوسط
معمر حبار
مقدمة القارئ المتتبّع:
1. تابع صاحب الأسطر هذا العام مواضيع شهادة التعليم المتوسط لسنة 1442هـ -2021 كأب باعتبار أميرتي “ملاك” اجتازت الامتحانات راجيا لها النجاح، ولأبناء الجزائر، والعرب، والمسلمين. وباعتباري القارئ المتتبّع الذي ينصح، ويكتب، وينتقد باستمرار.
2. تطرقت للموضوع عبر صفحتي وطيلة 3 أيّام من الامتحان، وأعاد صاحب الأسطر جمعها وترتيبها ونشرها لتعمّ الفائدة.
3. الغاية السّامية التي يسعى إليها صاحب المقال هي الإشادة بكلّ من بذل جهدا فاعلا للرّفع من مستوى التّعليم، والتنبيه لبعض الأخطاء التي وقعت -سهوا أو عمدا-، راجين أن تصل ملاحظاتنا لصنّاع القرار، والقائمين على الجزائر، والشرفين على التّعليم لتداركها، والتّخفيف من حدّتها، والتخلّي عنها، واستبدالها بما هو فاعل.
4. اشتملت الملاحظات مواضيع: اللّغة العربية، والتّربية الإسلامية، والتربية المدنية، والتّاريخ والجغرافيا، واللّغة الإنجليزية، واللّغة الفرنسية.
5. سبق لصاحب الأسطر أن تطرّق شهادة التعليم المتوسط لسنة 1440هـ -2019 عبر صفحته ومن 14 نقطة، وسنوات سابقة عبر سلاسل ومواضيع مواضيع لايحضرني الآن اسمها.
6. يرجو صاحب الأسطر أن يوفّقه ربّه في قراءة مواضيع البكالوريا القادمة بتاريخ: الجمعة 8 ذو القعدة 1442 هـ الموافق لـ 18 جوان 2021، وفي كل السّنوات القادمة بإذن الله تعالى.
اللّغة العربية:
7. يشكر أساتذتنا الأفاضل الذين أشرفوا على تحديد الموضوع لاختيارهم موضوعا من “كتاب اللّغة العربية. وزارة التّربية والتّعليم لدولة فلسطين”. مايدلّ على أنّ الجزائر مازالت تقف مع فلسطين، واختيار الموضوع من فلسطين وجه من أوجه الدعم. فكلّ التّحية، والمحبّة والتّقدير للجزائر، ولأساتذتنا الكرام.
8. جاء في النص الفلسطيني مصطلح “مواقع التواصل الاجتماعي” وهي كلمة عربية فصيحة تؤدي المعنى، بينما في الجزء الثّاني من السؤال استعمل أساتذتنا الأفاضل تلك العبارة الهجينة التي لاعلاقة لها باللّغة العربية.
9. جاء في الفقرة ماقبل الأخيرة من النص 3 أسطر تحدّث صاحب النص الفلسطيني بقوّة ووضوح عن العلاقة القائمة بين اللّغة العربية الفصحى ومواقع التواصل الاجتماعي، وحثّ المستعملين على استخدام اللّغة العربية الفصحى. وفي المقابل لم يطرح سؤالا واحدا عن هذه العلاقة من طرف أساتذتنا الأفاضل. وما زال القارئ المتتبّع يتساءل عن سرّ غياب السؤال. وكم تمنيت لو طرح أساتذتنا الكرام سؤالا -ويكفي سؤالا واحدا- يطلب من التّلاميذ استعمال اللّغة العربية الفصحى أثناء استعمالهم لمواقع التواصل الاجتماعي.
التربية الإسلامية:
10. جاء في الجزء الثّاني، الوضعية الإدماجية: “عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) “.
11. يتساءل القارئ المتتبّع: لماذا وضعت عبارة صلى الله عليه وسلّم بين قوسين هكذا: (صلى الله عليه وسلّم).
12. فصل اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن عبارة: صلى الله عليه وسلّم يعتبر سوء أدب، وقلّة أدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
13. سبق لي أن انتقدت -وما زلت- إخواننا الكرام في المشرق العربي العزيز علينا استعمالهم حرف “ص” حين يتحدّثون عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبرت ذلك -وما زلت- سوء أدب، وقلّة أدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
14. اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لايختصر بحرف، ولا يفصل بين اسمه الكريم والصلاة عليه صلى الله عليه وسلّم. وأضيف -ولا أفرضها على أحد-: ولا يكتب، ولا ينطق اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم دون لفظ السّيادة التي تليق بمقامه الرّفيع.
15. أظلّ أحسن الظن بأساتذتنا الأفاضل الذين أشرفوا على الموضوع، ونقدّر مجهوداتهم وعرقهم وسهرهم في اختيار الموضوع راجين أن يأخذوا ملاحظاتنا بعين الاعتبار ولهم منّا بالغ المحبّة، والتّقدير، والاحترام.
التربية المدنية:
16. جاء في الوضعية الثالثة: “وجّه رسالة قصيرة من سطرين لإحدى هذه التنظيمات تدافع فيها عن حقوق الطفل الفلسطيني”.
17. أساتذتنا الكرام الذين أشرفوا على تحديد، واختيار الموضوع لهم منّي بالغ المحبّة، والتّقدير، والاحترام لاختيارهم فلسطين عبر الطفل الفلسطيني، مايدل -وللمرّة الثّانية في يوم واحد- تمسّك الجزائر بفلسطين، والتي لم تغيّر موقفها تجاه فلسطين العزيزة علينا.
التاريخ والجغرافيا:
18. وضع السند 3 من الجزء الثّاني لسؤال التّاريخ في الصفحة المخصّصة للجغرافيا. فكان هناك تداخلا مزعجا بين السؤالين. وكان على الأساتذة الأفاضل وضع أسئلة التّاريخ في الصفحة1، وأسئلة الجغرافيا في الصفحة2، وإنّي على يقين -وإلى أن يكذّبني الأساتذة الكرام- أنّ المساحة كافية لفصل السؤالين.
19. بالنسبة للوضعية الثانية المتعلّقة بـ: “الأسباب الحقيقية والمبرّرات والذّرائع في الجدول”. يتساءل القارئ المتتبّع عن غياب عنصر “الاستيلاء على خزينة الجزائر” والتي أراها -في حدود قراءاتي- عنصرا أساسيا ومحوريا وجوهريا لاحتلال فرنسا المجرمة للجزائر.
20. مازلت أستنكر على بعض المؤرخين الجزائريين، وأساتذة التاريخ نطقهم وكتابتهم للمجرمين الفرنسيين المحتلين للجزائر بأسمائهم بل بألقابهم “الرفيعة” كـ “الجنرال الفرنسي فالي”، والمطلوب إضافة اللّقب الحقيقي وهو: المجرم، السّفاح، الجلاد فالي، وهكذا مع جميع المجرمين الفرنسيين حتّى يتربى الجيل على أنّ المجرم يذكر بجريمته أوّلا، ودائما.
21. مازلت أستنكر استعمال بعض الأساتذة المؤرخين الجزائريين، وأساتذة الجامعات مصطلح: “الاستعمار؟ !”، والمطلوب استعمال مصطلح “الاستدمار الفرنسي” الذي دمّر البشر، والحجر، والشجر.
اللّغة الإنجليزية:
22. للأمانة، استعمل مصطلح “الثورة الجزائرية” في موضوع اللّغة الإنجليزية، وبصريح العبارة، وعبر مناسبات كثيرة، ولعدّة مرّات. وفي المقابل لم يلحظ القارئ المتتبّع وهو يقرأ ويعيد موضوع التّاريخ والجغرافيا لهذا الوضوح، والتعداد، والكثرة واكتفوا بـ: “الثورة التحريرية”،
23. رجع القارئ المتتبّع للنص الأصلي باللّغة الإنجليزية عبر الرّابط المذكور في أسفل الموضوع فوقفت على هذه الملاحظة: عنوان النص باللّغة الإنجليزية -وحسب ترجمتي- هو: “عمر الصغير” وأساتذتنا الأفاضل وضعوا عنوانا للنص -وحسب ترجمتي- وهو: “الشهيد الصغير”. مايدل أنّ أساتذتنا الكرام في اللّغة الإنجليزية يعرفون جيّدا قيمة، ودور العنوان المناسب، والمصطلح المعبّر عن عظمة الثورة الجزائرية وأسيادنا الشهداء فاختاروا عنوانا في غاية العظمة وهو “الشهيد الصغير”، ولم يقلّدوا صاحب الصفحة في عنوانه الذي يتعمّد عدم ذكر اسم أسيادنا الشهداء.
24. أستغلّ الفرصة لأتقدّم لأساتذتنا الأفاضل في اللّغة الإنجليزية على هذا السمو، والرّفعة في التّعامل مع أسيادنا الشهداء رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا.
25. جاء في الجزء الثاني الخاص بالوضعية الإدماجية تعريفا بسيّدتنا الشهيدة حسيبة بن بوعلي رحمة الله عليها ورضوان الله عليها هذه المعلومة بالحرف -وحسب ترجمتي-: “تاريخ ومكان الوفاة: أكتوبر، 1957، القصبة”. وكان على أساتذتنا الأفاضل كتابة: تاريخ ومكان الاستشهاد. والشهيد حيّ لايموت. ومن تقدير واحترام أسيادنا الشهداء رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا أن يقال، ويكتب استشهد في التاريخ والمكان الفلاني.
اللّغة الفرنسية:
26. أتساءل عن جدوى إقحام علامة التعجب في آخر العنوان: “أهلا بكم في الجزائر ! “.
27. النّص باللّغة الفرنسية كان في غاية الدّقة، والفصاحة، والبلاغة، والجمال، والروعة.
28. صاحب النّصّ كان متواضعا جدّا -والتواضع هنا في غير محلّه- حين وصف الجزائر بأنّها -وحسب ترجمتي-: “الجزائر، أجمل وأفضل دول البحر الأبيض المتوسط والمغرب”. وتمنيت لو قال: “الجزائر، أجمل وأفضل دول العالم”.
29. يتعمّد صاحب النص -أقول يتعمّد- عدم استعمال مصطلح “المغرب العربي”، ويستعمل عمدا مصطلح “المغرب”.
30. تحدّث صاحب النص عن الحضارات المختلفة التي عرفتها الجزائر فذكر آثارها بدقّة بالغة، لكنّه لم يذكر الحضارة الإسلامية التي شهدتها الجزائر -كحصن المنصورة، وقصر المشور في تلمسان وغيرها-. يتساءل القارئ المتتبّع وبمرارة عن سرّ ذكر الآثار الرومانية، وتعمّد عدم ذكر الآثار الإسلامية.
31. أبدع المشرف على النص ونجح بأسلوبه البسيط العالي في حثّ القارئ -وحسب ترجمتي وأسلوبي- على “زيارة الجزائر، وإعادة زيارتها مثنى، وثلاث، ورباع”.
32. تحدّث عن المدن السّاحلية فذكر بالحرف: “الجزائر العاصمة، بجاية أو وهران”. وعليه أقول: حتّى وهران السّاحلية تعامل معها بحرف الاختيار (أو) وكأنّه لايعترف بأنّها ولاية ساحلية والتي حصرها في ولايتين فقط دون الولايات الجزائرية السّاحلية العديدة المتعدّدة، والعريقة بتعبير صاحب النص.
33. كان على صاحب النص أن يكون أمينا، وصادقا، ومنصفا أثناء ذكره للولايات السّاحلية الجزائرية ويذكر ولاية من الشرق الجزائري، ومن الوسط الجزائري، والغرب الجزائري عوض حصر المدن السّاحلية في ولايتين والتشكيك في وهران.
34. أوصي القائمين على النص، والمشرفين على وزارة التربية الوطنية بالإسراع في تدارك الأخطاء التي ارتكبوها والمتمثّلة في تجاهل ذكر الحضارة الإسلامية وآثار الحضارة الإسلامية التي شهدتها الجزائر وإضافتها إلى النص -بالإضافة إلى الحضارات الأخرى- ليكتمل جمال الجزائر، ويتحقّق الإنصاف، وتتأكّد الشهادة المطلوبة.