تعاليقرأي

الأقلام نوافذ الأذهان

كاظم فنجان الحمامي

على الرغم من نفوري من الكتابة في المواضيع السياسية، لكنني وجدت نفسي موغلاً فيها من حيث لا أدري، ربما لأني أعيش في دولة تمر الآن بمرحلة المراهقة السياسية، وتحتاج إلى تضافر جهود المتعلمين في تفعيل حملة التثقيف والتوعية. وأحيانا اقتحم بكتاباتي أوكار الدبابير متجاوزا خطوطها الحمر، مقتحما حقولها الملغومة، فتأتيني الصيحات التحذيرية من أصدقائي المقربين، الأمر الذي يضطرني للانسحاب بسرعة نحو ممارسة هوايتي المفضلة في الكتابة عن الاشياء المتاحة، مؤمنا أن مفتاح اكتشاف الذات هو التجريب، فامنح نفسي حرية السفر والتواصل والاستكشاف في عالم المعرفة، وذلك بغية العثور على ذاتي، حيث لا توجد صورة أكثر وضوحاً من صورة الاعتكاف في صومعتي خارج الأجواء الفوضوية، فوفرت لي تلك الخلوة قائمة لا حصر لها من الخيارات التي سهلت طريقي لاكتشاف الذات، وذلك بعد سنوات طويلة من التجارب، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أرى نفسي أفعله خلال الجزء المتبقي من حياتي. ثم ان أذكى وأعمق وأكثر الأشياء إثارة تحدث معنا، عندما لا يحالفنا الحظ فنفشل. فحاولت مرة أخرى بغية الوصول إلى مستوى أعلى، وكررت المحاولات. فقط لكي اقفز فوق حواجز الفشل، كان بإمكاني التغلب على مصاعبها بقليل من الجهد. .
في الثمانينيات كانت الكتابة طريقي للتخلص من أشدّ العذابات وأضناها. وهي وسيلتي للإفصاح عن هواجسي ورغباتي، فكتبت على صفحات معظم المجلات والصحف، وكنتُ أوظف هواياتي العلمية في المقالات التي ابعثها إلى مجلة (علوم) في أوج شهرتها، ثم انتقلت للكتابة على صفحات المجلات الخليجية المعنية باقتصاديات النقل العابر، وكانت جريدتي العراقية المفضلة (المستقبل العراقي) لسنوات طويلة وبلا مقابل، وبقيت على هذا المنوال حتى اليوم، الذي ثارت فيه ثائرة منصات التواصل، فعرفتُ أن لي في هذه الثورة ترياقاً وملاذا، وكانت منصتي الاولى تحمل اسماً مستعارا (صابر بن حيران)، لكنتي توقفت رغما عني لعامين، من 2016 الى 2018. كنت فيها هدفا لكل الهجمات السياسية التسقيطية التي تقودها ضدي الاحزاب الجديدة والمستوردة. فالكتابة بذهن مشتت تشبه النوم أثناء السباحة، كلاهما يؤدي الى الغرق. لكنني اكتشفت متأخراً، إذا أردت أن أصبح كاتباً، ينبغي أن أواصل الكتابة. فالأقلام مطايا الأذهان. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى