/اذكُرِينِي عندمَا تَغيبُ الشمسُ,,!!
محمد سعد عبد اللطيف، مصر،
تعرفون اسمي ولا تعرفون قصتي، تعرفون ماذا فعلت ولا تعرفون الظروف التي مررت بها،
فتوقفوا عن الحُكمُ عليٌّ وانشغلوا بأنفسكم. \” ميشيل كومو \”بعد أربعة عقود من الزمن، وبعد اغتيال الأديب المصري/ يوسف السباعي بسبب اتفاقية السلام (كامب ديفيد) هل كان ضحية وبرِيئًا أَرْغمَ علي السفر مع الرئيس المصري {السادات} إلى رحلتة الي القدس بسبب رفض عربي للزيارة …؟ هل يغفر له التاريخ بعد تطبيع معظم الدول العربية مع إسرائيل. وإسقاط تهمة الخيانة ..؟ أول أمس أخذني الحنين الي الماضي القريب ، وسافرت مع الذكريات، وأنا أمام شاطئ البحر المتوسط، الحنين إلى ذكريات غروب الشمس الدامي علي سطح البحر،، كان قدري أن
سافرت أكثر مما سافر الكثير،، وشاهدت أعظم المدن والبحار وقابلت حمقى يتصورون أنهم يوجهون العالم، ودخلت أغنى القصور وأفقر الأكواخ واستمعت إلى منطق الفلاسفة وهذيان العشاق وجربت النجاح والفشل، والحب والكراهية، والغنى والفقر، وعشت حياة مليئة بالتجربة والسفر والقراءة والتأمل، ولعبت مع الكبار،، لكنني أعترف بأنني لم أكتشف حتى الآن لغة البحر، رغم في بداية حياتي كان العمل علي مركب في البحر في قبرص،، في لحظة صفاء أمس علي شاطئ البحر المتوسط في مدينة( جمصة شمال دلتا مصر) جلست علي كورنيش شاطئ البحر أتأمل سطح البحر كان هَادِئًا كأنه طفل في نوم عميق، وفجأة تغير،رُوَيْدَا رُوَيْدَا ،وبدأ يقذف بموجاته وكانت نظراتي إلى البر الآخر إلى قبرص حيث” الزمان والمكان”،
والذكري وبداية تسعينيات القرن المنصرم، تهبط الطائرة ظهر يوم/ 15 يوليو عام 1990 م/ في مطار لارنكا،، وما أدراك ما لارنكا، فيها تحطمت وسالت دماء كتيبة من الصاعقة المصرية، بقيادة العميد/ نبيل شكري/ وعملية اغتيال الأديب والكاتب والعسكري يوسف السباعي فارس القلم، علي يد شاب / فلسطيني، للانه كان من ضمن الوفد المرافق مع《 السادات》 في رحلته الي القدس، كان “يوسف السباعي يمثل مصر في مؤتمر الدول الآفرو اسيوية في مدينة لارناكا في قبرص” الواقعه في الشطر اليوناني، تم إطلاق النار عليه أثناء اقامتة في الفندق ولقي مصرعه علي سلالم الفندق، انها جزيرة وكر الجواسيس او كما يطلق عليها جنة الجواسيس لكل حكاية علي ارضها الف قصة وقصة اطلق عليها الإغريق (جزيرة الحب والعشق) وهناك اسطورة اغريقية. تحكي عن هذا، وبعد حرب لبنان أصبحت جزيرة العشق الممنوع بالنسبة للبنانيين وبعض العرب، حيث الزواج المدني، بسبب قوانين الأحوال الشخصية، التي تمنع الزواج من طوائف أو ديانات أخرى، لذلك يطلق عليها جزيرة الحب والعشق الممنوع، وقفت على سلالم فندق الجريمة وتصفية يوسف. السباعي وعلي بعد أمتار جلست على شاطئ النخيل في لارنكا. أثناء الغروب أتذكر الفيلم السينمائي اذكريني لقصة يوسف السباعي، عن روايته بين الأطلال،
والنهاية المأساوية،
لشخصية الكاتب الذي تنبأ بالموت المفاجئ في الحقيقة كما كتب نهاية روايته أن تكون، نهايتة مأساوية في مصرعه في الحقيقة، إن الأحداث التي وقعت في مطار لارنكا. بين القوات المصرية والقبرصية كثير من شباب هذا الجيل لا يعرف عنها شَيْئًا.، إن الأحداث التي جرت عقب عملية الاغتيال ومحاولة القبض علي الجاني، شابتها الرؤية من قرار منفرد من القيادة المصرية في عدم وجود رؤية واضحة للحادث والتسرع في إرسال قوات مصرية وعدم التنسيق مع الجانب القبرصي، وعدم إرسال إشارة للمطار بنزول قوات مسلحة مصرية اعتبرها القبارصة بسبب وضع الجزيرة الأمني من الشطر المتاخم من الجزء القبرصي التركي ، قوات معادية تهاجم المطار دارت معركة شرسة بين القوات المصرية والقبرصية راح ضحيتها أبرياء من الجانبين وبعد سنوات تفرج قبرص عن المتهم. ويعيش طلِيقًا ولكن ما زالت قصص وروايات يوسف السباعي تعيش معنا كلما ذهبنا إلى البحر. أثناء الغروب ، رغم ذلك “لم تغيب شمس يوسف السباعي عن عالمنا العربي انه فارس القلم”، اتفقنا معه أو اختلفنا، في فكرة. السياسي، ما الذي يهمنا مثلًا كيف كان يعيش أكثر مما يهمنا نصوصه الإبداعية العظيمة، وكانت الصدفة في مساء أمس وأثناء البحث عن إحدى القنوات الإخبارية، توقفت عند قناة كانت تعرض، روائع يوسف السباعي/ وأجمل كلمات الحب في السينما المصرية عن رائعته بين الأطلال/ التي تم تجسيدها في عمل سينمائي عام 1959/ بطولة عماد حمدي والفنانة فاتن حمامة/ وفي ثمانينيات القرن الماضي تم إنتاج نفس الفيلم/ بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي بنفس القصة،،
أجمل كلمات الحب في الأفلام بين/ محمود ياسين ونجلاء/ محبوبته ، في الوقت نفسه وهم يرددان الكلمات نفسها وهما ينظران إلى قرص الشمس وقت الغروب إن قرص الشمس الدامي بكلماته، الرائعه حين يرددان مَعًا
أنت يا توأم الروح. يامنيةالنفس الدائمة الخالدة… يا أنشودة القلب في كل زمان ومكان مهما هجرت ومهما نأيت عندما يوشك القرص الأحمر الدامي على الاختفاء علي سطح البحر تراقبيه جيدًا. فإذا ما رأيت مغيبة وراء الأفق… فاذكريني… اذكريني،،!! محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية…!!