رأي

منغصات تهدم العلاقات الاجتماعية

أحببت أن يكون حديثي واضحا بلا غموض و بلا استعمال لغة الرمز و الإيحاء ، أتحدث عن العلاقات بين الناس ،و أثرها السلبي أو الإيجابي ، فنحن نبني علاقات مع الناس تبدأ علاقات عفوية ،ثم تتطور تلك العلاقات مع الزمن بفعل التواصل ، سواء كان التواصل في مراحل الطفولة أو الدراسة ، أو الجيرة ،أو علاقات تنشأ في وسط العمل و الوظيفة ،تلك العلاقات إما أن تدوم أو تنقطع ، تضعف أو تقوى ، و كل تلك الصور موجودة في حياتنا .

فأحيانا تهدم عشرة عمر طويلة ، و تتلاشى في دقائق معدودة ، فتتعرض للتصدع ، لأن بناءها هش ،و كانت مجرد علاقات فرضتها المصلحة ، فحين يزول مفعول المصلحة تلاشت و اضمحلت ، و إذا شملتها الرعاية انتعشت العلاقات و أثمرت . .
و أحيانا تكتشف عورات تلك العلاقات الهشة حين تؤسس المشاريع و المطامح بأهداف و مقاصد شخصية ،حين تبنى مشاريع محدودة الهدف ، تبنى على مقاس أشخاص محدودين ، فيتولد صراع خفي أو علني لتطوير المقاصد العامة لصالح فرد أو مجموعة محدودة ،فينشأ صراع و تنافس غير شريف ، يهدم ما بني في سنين عمر طويلة .

و أحيانا أخرى تظهر في حياتنا علاقات ظرفية مع أناس دون سبق معرفة ، تؤسسها علاقات شكلية ، تزينها جلسات مجاملة ، و بمجرد أن توضح خريطة الطريق ، و تنكشف المطالب، و يسود الحوار الجاد الواضح حول مقاصد العلاقة ، يحصل انقطاع التيار مفاجيء ، لأن القصد الذي بنيت عليه هذه العلاقة معلول ، و الفائدة غير مرجوة، فيختفي الظل و لا يعاد الظهور .

و في أحيان آخر لا تستمر العلاقات بين الناس لاختلاف الطباع و الميول ، فمن الصعوبة بمكان أن يجتمع حاد الطبع مع لين الطبع ، و التساهل مع الجاد ، و الهاديء مع المتبرع، و لا محدود الثقافة مع فالفاهم الحنيف، و لا البخيل مع السخي، فالخير على أشكالها تقع .

و قد تنهار تلك العلاقات إذا غاب في العلاقة التوافق و التناغم ، و غاب في العلاقة عامل المشاركة و المعاضدة ، و غاب تبادل المنافع و المصالح بين الشركاء ، و غاب مبدأ قبول خصوصية الآخر و كيانه، إذا لم يهذب الطموح المشروع بين الفريق ، فإن عوامل الهدم تكون السيّدة ، فالعلاقات يحميها الاحترام المتبادل ، احترام الكرامة الإنسانية ، و فالإنسان مشاعر و عواطف ، فإذا اهتزت العواطف بسوء المعاملة ، فحتما ستنتهي العلاقة و تنفك .

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى