أحوال عربيةأخبار

المرأة التي حذرت من زوال دول عربية

كاظم فنجان الحمامي

هل تذكرون الكاتبة Helen Thomas (هيلين توماس) التي فضحت قادة البيت الأبيض ؟، هل تذكرون كيف واصلت نشرها لهفواتهم وإخفاقاتهم وأسرارهم ومخططاتهم العدوانية، وواصلت مشوارها حتى وافتها المنية عام 2013 ؟. .
كانت عميدة المراسلين في البيت الأبيض، ورافقت نيكسون في أول رحلة تاريخية للصين، عام 1971، لكنها رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، واستخفت بعبارته التي قال فيها: (إنه يحارب في العراق بتفويض من الرب من اجل القضاء على يأجوج ومأجوج). وقالت: (إنها حرب الشيطان وليست حرب الله). وهي اول من حذرت الشعب الأمريكي من سيطرة اليهود على إعلامهم وصحافتهم، وسيطرتهم الشاملة على البيت الأبيض برمته. وحذرت العرب من احتمال زوال بلدانهم وأنظمتهم الهشة بمخططات موضوعة سلفا لهذه الغاية. .
اجرت معها صحيفة (Middle East Transparent) مقابلة في العاشر من يونيو / حزيران 2010. كانت بعنوان: (لا ينبغي للعرب أن يبكون). .
في ذلك العام حضرت السيدة هيلين احتفالاً بيوم التراث اليهودي في البيت الأبيض. وهناك سألها أحد الحاخامات عما إذا كان لديها أي شيء تقوله عن إسرائيل. فأجابت: (قولوا لهم أن يخرجوا من فلسطين. أنهم يحتلون أرضا ليست ارضهم. ان فلسطين ليست ألمانيا، وليست بولندا). وعندما سُئلت عن المكان الذي ينبغي لليهود أن يذهبوا إليه، أجابت: (يجب أن يعودوا إلى ديارهم في بولندا وألمانيا وأميركا وأي مكان آخر). وما أن نشرت وكالات الأنباء تصريحات هيلين على الإنترنت، حتى اختفت مقالاتها من الصحف الأمريكية. .
كانت السيدة هيلين تتحدث من أعماقها، وصفق لها العرب من أعماقهم أيضاً. ووقفوا ضد ضغوطات اللوبي الصهيوني الذين استهدفوها وتسببوا بمغادرتها البيت الأبيض. .
كانت هيلين واحدة من الشخصيات المحبوبة التي لا تخشى التعبير عما يدور في ذهنها. أحياناً تستفز الرئيس نفسه ولا تخشى في قول كلمة الحق لومة لائم. وقد تسببت بعض أسئلتها وتعليقاتها في إثارة قلق الإسرائيليين وحلفاءهم بشأن تعاطفها مع العرب، لكن مواقفها الشجاعة لم تكن مسوغا كافيا لإرغامها على الاستقالة. .
في عام 2010، انتهت مسيرتها المهنية التي دامت خمسين عاما كمراسلة في البيت الأبيض بعد أن قالت للحاخام (David Nesenoff) ديفيد نيسينوف: (على اليهود ان يخرجوا من فلسطين). .
اما عن توقعات بزوال البلدان العربية فهذه حكاية اخرى سوف نتناولها في مقالة لاحقة. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى