افلام الاكشن
ضرغام الدباغ
أشاهد، عرضاً مشاهد من الأفلام يقدمها الانترنيت ، والشائع في هذا العصر، افلام تحرض الشباب على القوة وامتلاك
القوة البدنية الخارقة، وحتى بدرجاته الخرافية، فتشاهد بطل الفلم يمتلك قدرات غير عادية بدرجة تنطوي على السخرية،
مشاهد قفز ولقطات أكروبات بعضها خيالي، والأفلام الأمريكية أيضاً زاخرة بمشاهد من هذا النوع، ولكن السينما
الالكترونية تسهل ترتيب تلك اللقطات، فيبدو لك البطل رامبو الجندي السابق في القوات الخاصة الأمريكية يجترح
البطولات الخيالية، الغير معقولة، رغم أن تاريخ القوات الخاصة الأمريكية يفتقر إلى المنجزات المهمة ذات الطابع
الأسطوري، ولكن الشبان والمراهقون لا يبحثون عن المعطيات التاريخية.
ولكن الأفلام الهندية يغلب عليها هذا الصنف أو لنقل في الكثير منها، وهم يقلدون الأفلام الأمريكية والصينية، وفيما يحاول
المخرج الهندي أن يقدم عملاً يحاكي به الأفلام الأمريكية والصينية، فيأتي إنتاجه شيئا يبعث على الضحك، فالعمل الصيني
فيه مبالغة ولكن العمل الهندي يتحول من أفلام القوة والعنف إلى شيئ يثير المرح ..
يكتب منتجوا بعض الأفلام عبارة تحذيرية هي عبارة عن نصيحة ثمينة لمن يقدرها حق تقديرها النصيحة هي : ” لا
تجرب هذه اللقطات في البيت “. …. بعبارة وجيزة ” هذه الألعاب ليست سوى خيالات محمومة ….. الهدف الابتدائي لها
هو التسلية، أما الهدف الأبعد فهو خلق جيل سطحي الأفكار شرس، لا يهتم بالقضايا الاجتماعية العميقة من حيث جذرها
الاجتماعي / الاقتصادي. منتجوا الأفلام هم فئة الغالب فيهم اليوم هم قناصوا أرباح وليسوا أتباع مدرسة فنية، ويجدون في
أعمالهم توافقاً مع توجهات قادة المجتمع البورجوازي، الرأسمالي الغربي، وأعمالهم ما هي إلا قنابل دخانية لصرف
الأنظار عن ما يدور جوهريا في المجتمع …… والتقدم التكنولوجي هو لخدمة أرصدتنا وليس للتثقيف الفني ….!
لا أعتقد أن في مشاهدة هذه الأفلام هدفاً تربوياً مهماً، رغم أنها تنطوي على مفاهيم اجتماعية، إلا أن العنف المفرط هو ما
يجعل الشباب يقبلون على مشاهدتها … الامر يستحق بتقديري اهتمام التربويين وعلماء الاجتماع,…. لا تلعبوا ألعابا
صعبة فتتورطون بالنتائج …..!