اغتنام الفرص
وجدت في سجل الحقائق ، أن الفرص المربحة لا تنتظر أحدا ، لا تواعد الكسالى ، و لا تواعد الطفيلي الذي ينتظر فتات النفايات في مجمع الحي .
الفرص المربحة لا تعطي فرصة للذي يتروح في المكان ، يخنقه التردد والمماطلة. لا تعطي فرصة للذي يسير تائها في الفلاة بلا بوصلة ، يسير دون قصد أو هدف .
الفرص المربحة لا تمنح وسامها لكل من عوّد نفسه الصيد في الأماكن العكرة، ينتظر الغنائم تساق إليه في أطباق الذهب ، دون عناء أو تاب، هؤلاء موتى ، يقتلهم الظمأ في الفيافي في وقت الهجيرة ، فيموتون عطشى ، و حولهم ماء الغدير الصافي ، الذي يرتشف من زلاله المجدون ، الذين يضربون المواعيد مع الفرص، الذين يعلمون أن الفرص لا تتكرر في حياتنا ، فالكيس من فاغتنم تلك الفرصة و استغلها أحسن استغلال ، يطوع لها الأسباب و الموارد و الإيرادات، يخصص ثمين الأوقات .
حاول ألا تفقد رغبة المضي نحو هاتف الفرصة ، بل تشوق للقائها مشرع اليدين ، مفتوح القلب ، مدرك بحواسك بلوغها ، و تسلح باليقين و الإيمان فهما خير زاد ، لمن يريد بلوغ أشواط النهايات ، ليرسو في شاطئ الآمان.
حاول إفراغ القلب من التوافه ، كي لا تعيش الكساد الذي يحرمك بلوغ هدفك .
حاول ألا تلهيك الأضواء البراقة و المغريات عن القصد فتحيد في ساحة الضياع .
ضع عقارب ساعتك باتجاه المستقبل لتسير نحو الهدف بعزيمة أصحاب المشاريع ، الذين يواجهون صعاب الحياة بلا تردد أو خوف من المجهول .
و في ختام حديثي أحببت أن أقف برهة عند وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدتها خير وصية في اغتنام الفرص .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يَعِظُه: ((اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ))؛ أخرجه الحاكم في المستدرك.
الأستاذ حشاني زغيدي