أخبارمجتمع

هبوط الابراج السماوية

كانوا إثنا عشر برجاً في كبد الفضاء قبل أن تستدعيهم دائرة الأبراج المقدسة
وتكلفهم بالهبوط إلى الأرض لمساعدة البشر من غزو وحوش العهد الغابر في قارة
ستاردوم؛ وعندما سألوا لماذا نهبط إلى الأرض؟ وكيف؟ كان الجواب: إن بقاء
الكون مرتبط ببقاء الجنس البشري، وكما يبدو؛ فإن البشر سيكونون على حافة
الإنقراض إذا لم تضمن بقاءهم دائرة الأبراج المقدسة!
تبدأ تحضيرات رحلة العبور من الغلاف الجوي إلى الأرض بعد عديد خطوات
خارقة للمألوف يتم في نهايتها امتلاك الأبراج أجساد بشرية تعكس صفات كل برج.
وليس ذلك فقط، بل أن تلك الأجساد، ستحوي مشاعر بشرية وذكريات لم تعشها
الأبراج من قبل، وستكون كالجرعة المركزة من الأحاسيس الغريبة عليهم؛ وكيف
لا؛ فالمشاعر البشرية شيء يصعب على باقي المخلوقات فهمه؛ وأصعب ما كانت
الأبراج تخشاه: ما الذي يضمن لهم التخلّص من تلك الأجساد البشرية والعودة إلى
مكانهم الطبيعي في السماء بعد انتهاء مهمَّتهم؟
عبر هذا الفضاء الغرائبي المتخيل الواقع بين حدي (التنجيم/ والاستنساخ) يتم
تظهير رواية “هبوط الأبراج السماوية” للكاتب عبد العزيز السيهاتي، وربما كانت
غاية الرسالة التي تريد الرواية إبلاغها للقارئ هي التأكيد على تداخل الكائنات
ووحدتها، وانعدام المسافة بين ما هو أرضي، وما هو سماوي من أجل التعبير عن
وحدة الوجود… وبالتالي يصبح العنصر الغرائبي في الرواية بشخوصه وأحداثه،
بمثابة النواة المهيمنة للوجود، نواة مثقلة باحتمالات متراكبة تنطوي على رؤية
مستقبلية مرعبة لِما قد يهدد البشرية جراء تخريب البيئة والمناخ والحروب إذا ما
بقي الحال على ما هو عليه الآن…
من أجواء الرواية نقرأ:
“كان ذلك أسوأ مكان يمكن لأحد الأبراج السقوط فيه. فقد كان يعجُ بجميع أنواع
الوحوش التي غزت مدينة بيانكا. سقط اثنان من الأبراج وهما ليو قائد الأبراج
ومعه جيمناي. رفع ليو رأسه بصعوبة يحاول تفقُّد مواقع رفاقه، إلا أن جمعاً من
وحوش غولوم النار القصيرة كانت تحيط به وتمنع رؤيته للمكان وكما هي عادة
غولوم النار؛ فهي متخصصّة في تفجير نفسها عند التصاقها أو اقترابها من
الخصم. لم يتسنَّ لليو حتى التعود على جسده الجديد؛ فقد هجمت وحوش الغولم
عليه والتصقت بجسده من كل ناحية. وما إن اجتمعت جميعها بالقرب منه حتى
بدأت بتفجير نفسها. من حسن حظ ليو أنه من برج ناري وتأثير الهجمات النارية
لا يكاد يذكر عليه. اتضحت الرؤية له بعد أن انجلى دخان الانفجارات الصغيرة،
وجال ببصره لتفقُّد المكان، فعرف فوراً بأن الوحوش في وضع لا تحسد عليه،
فوحوش المنتور والغيلان الضخام وأفاعي الغورغون كانت تعيث فساداً في
المدينة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى