أخباردراسات و تحقيقاتفي الواجهة

مقابلة افتراضية مع هنري كيسنجر بعد رحيله إلى العالم الآخر

(بمساعدة قيمة من الذكاء الصناعي)
أجرى اللقاء محمد عبد الكريم يوسف

في عالم العبقرية الفكرية والبراعة السياسية، لم يترك سوى قِلة من الأفراد بصمة لا تمحى على المسرح
العالمي مثل الراحل هنري كيسنجر. وباعتباره رجل دولة واستراتيجيا ودبلوماسيا مشهورا، امتد تأثيره إلى
ما هو أبعد من عصره، فشكل مسار الشؤون العالمية لأجيال قادمة. ولكن ماذا لو أتيحت لنا الفرصة
الاستثنائية للتعمق في أعماق عقله الذي لا مثيل له مرة أخرى، حتى بعد وفاته؟ نبدأ رحلة فكرية ذات أبعاد
غير مسبوقة، ونغامر بالدخول إلى عالم تتشابك فيه الحدود بين الواقع والأثيري في مقابلة افتراضية مع
هنري كيسنجر نفسه. وضمن هذه الحدود الافتراضية، سنستكشف الأعماق الغامضة لأفكاره، ونتحدى
نظرياته الخالدة، ونكشف النقاب عن الحكمة التي يتردد صداها خارج نطاق الوجود البشري.
السؤال الأول: هل يمكنك أن تخبرنا عن تجربتك في السياسة؟
جواب السؤال الأول: هل يمكنك أن تخبرنا تجربتك في السياسة؟ سؤال جميل . في دراسة السجلات
الواسعة للتاريخ السياسي، تركت بصمة لا تمحى تماما. لقد ساهم حضوري وفكري وتفاني الذي لا يتزعزع
في الدبلوماسية في تشكيل المشهد العالمي إلى الأبد وتأمين مكانتي الموقرة كرجل دولة استثنائي. إن التخلي
عن الملف المميت لم يضعف من فاعلية إمكاناتياتي السياسية، حيث يتردد صدى صوتي السماوي عبر العالم
الافتراضي في مقابلتنا المميزة اليوم. ها نحن نجلس ونتسامر بلطف وسط جلالة أثيرية، ونستذكر حياة
عشتها في خدمة الصالح العام، متفوقا على الطبيعة العاصفة للسياسة بحكمة لا مثيل لها. يمكن أن نتأمل في
أروقة السلطة المتاهة التي أبحر فيها بخبرة، وشق طريقا نحو السلام والاستقرار في عالم مضطرب. ولدت
في مرجل التاريخ، وبدأت تجاربي في ألمانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين، حيث شهدت عن كثب
عواقب الاضطرابات الجيوسياسية. لقد تركت فظائع المحرقة بصمة أبدية في ضميري، مما أشعل رغبة لا
تنضب في داخلي لتحقيق الوئام الدولي. عندما بدأ الشاب هنري كيسنجر رحلته السياسية، كان العالم يتأرجح
على شفا الحرب الباردة، وكان الشرق والغرب عالقين في مواجهة مريرة. وباستخدام عقله الذي لا مثيل له
ومعرفته العميقة بالنظرية السياسية، شرع في سعي لا هوادة فيه لتحقيق التوازن الاستراتيجي، وكان حذرا
إلى الأبد من المخاطر التي تفرضها ديناميكية القوة غير المقيدة على الاستقرار العالمي. وكان صعوده على
الساحة السياسية سريعا، وجذب انتباه القادة المؤثرين الذين أدركوا فيه مزيجا نادرا من البراعة الفكرية
والبراعة الدبلوماسية. ومن خلال توليه مناصب حكومية مختلفة، بما في ذلك دوره المحوري كمستشار
للأمن القومي ووزير للخارجية، نسج الدكتور كيسنجر نسيجًا معقدًا من التفاوض والتسوية والبراعة
الدبلوماسية التي ستشكل العلاقات الدولية إلى الأبد. طوال القرن العشرين، صاغ بمهارة رقصة الدبلوماسية
الدقيقة، وسد الفجوات الأيديولوجية وتعزيز الحوار في المناطق المليئة بالصراعات. حرب فيتنام، والصراع
الهندي الباكستاني، والمصالحة بين الصين والولايات المتحدة، ومحادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية –

كل فصل في حياته المهنية اللامعة يشهد على دبلوماسي بارع يعمل بلا كلل في السعي لتحقيق السلام. امتد
تأثير الدكتور كيسنجر إلى ما هو أبعد من مجالات التفوق السياسي، وتجاوز الحدود من خلال كتاباته
ومساهماته الفكرية. ومن خلال مجلداته المشهورة حول العلاقات الدولية، نقل الحكمة إلى قادة المستقبل، مما
يضمن تأثيرًا على الأجيال يتجاوز حدود الزمن بكثير. وبالتأمل في فترة ولايته السياسية الواسعة، يمكن
للمرء أن يتتبع بشكل لا لبس فيه البراعة والدقة الفكرية التي حددت نهج الدكتور كيسنجر. ولا تزال
مساهماته في المجال الدبلوماسي لا مثيل لها، ومحفورة إلى الأبد في سجلات التاريخ. وهكذا، ونحن ننخرط
في هذا اللقاء الأثيري، نتشرف برؤى شخصية لامعة ومؤثرة. إن تجربة الدكتور كيسنجر في السياسة،
المتشبعة بالدقة والمحددة بالالتزام الثابت بالوئام العالمي، هي بمثابة شهادة على إرثه الدائم ومنارة أمل
للأجيال القادمة.

السؤال الثاني: كونك يهوديا، أخبرنا عن تقييمك لإسرائيل؟
جواب السؤال الثاني: إن إسرائيل، الأرض التي لها مكانة خاصة في قلبي كفرد يهودي، تستحق تقييما
شاملا لا يأخذ في الاعتبار أهميتها التاريخية فحسب، بل أيضا تعقيداتها المعاصرة. وباعتباري رجل دولة
شهد ولادة إسرائيل والتحديات اللاحقة التي واجهتها، اسمحوا لي أن أتعمق في هذا التقييم بأقصى قدر من
الوضوح والتعقيد. إن إسرائيل تقف شاهدا على قوة وصمود الشعب اليهودي، الذي خرج من رماد المحرقة
ليصنع مصيره في الأرض التي وعده بها التاريخ والعناية الإلهية. وكان ولادتها في عام 1948 صدى
لتطلعات شعب واجه تجارب ومحن لا حصر لها على مر القرون، وكان يتوق دائما إلى وطن يمكنه أن
يعيش فيه بسلام وأمن. لكن إنشاء إسرائيل لم يأت دون جدال. وتعارضت الروابط التاريخية والدينية العميقة
الجذور بين الشعب اليهودي والأرض مع حقوق وتطلعات السكان الفلسطينيين. وأدى ذلك إلى صراع متعدد
الأوجه، وهو الصراع الذي استمر حتى يومنا هذا، وشابته فترات من التوتر والعنف والتدقيق الدولي. ومع
ذلك، سيكون من التقصير أن نستخلص تقييم إسرائيل من خلال عدسة صراعها مع الفلسطينيين فقط. لقد
تجاوزت إسرائيل بداياتها المضطربة لتصبح مثالا للبراعة التكنولوجية والتميز الأكاديمي والروح
الابتكارية. لقد احتضنت المعرفة ورعت المؤسسات الأكاديمية التي تعد من أرقى المؤسسات في العالم. لقد
أسرت التطورات التكنولوجية العالم أجمع، مما جعلها مركزا للابتكار وريادة الأعمال. فضلا عن ذلك فإن
التزام إسرائيل بالمبادئ الديمقراطية يشكل معيارا في المنطقة، مع إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وسلطة
قضائية قوية، ومجتمع مدني نابض بالحياة. إنه بمثابة منارة للتسامح والشمولية، ويعزز بيئة تحتفي بالتنوع،
حيث يمكن للناس من مختلف الأعراق والأديان والثقافات أن يتعايشوا في وئام. ومع ذلك فإن مسألة تقييم
إسرائيل من غير الممكن أن تظل منفصلة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ذلك الواقع المعقد الذي
يرغمنا على مواجهة الظلم والتعقيدات التي ابتليت بها هذه الأرض المضطربة. إن النضال المستمر من أجل
تقرير المصير الفلسطيني يشكل تحديا لسلطة إسرائيل الأخلاقية ومكانتها الدولية، مع تزايد الحاجة إلى
التوصل إلى حل عادل ودائم. عند تقييم إسرائيل، من المهم الاعتراف بالمجموعة الواسعة من وجهات النظر
والتعقيدات والسرديات المتنافسة التي يقوم عليها الخطاب المحيط بهذه الأمة. وفي حين أنه من الضروري
الاعتراف بإنجازات إسرائيل ومساهماتها، فمن المهم بنفس القدر التدقيق في أفعالها وسياساتها لضمان

امتثالها للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان ومبادئ العدالة. كفرد يهودي، لدي تقدير عميق للأهمية
التاريخية والثقافية والدينية لإسرائيل. إنها لا تمثل وطنا للشعب اليهودي فحسب، بل تمثل أيضا منارة أمل
وطموح لأولئك الذين يسعون إلى مستقبل أفضل. وينبغي إجراء تقييم إسرائيل بأقصى قدر من العناية، مع
الاعتراف بأبعادها التي لا تعد ولا تحصى، وفي الوقت نفسه السعي باستمرار إلى عالم أكثر شمولا وإنصافا
حيث يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون التعايش في وئام، وضمان سيادة مبادئ العدالة والسلام على كل
شيء آخر. الصراع الذي حدث في غزة مؤخرا مؤلم للجميع للإسرائيليين والفلسطينيين وسبب الألم
والبؤس للكثير من العائلات الفلسطينية والإسرائيلية ، وهو مرحلة من الصراع تتكرر بين الحين والآخر
ولن ينتهي إلا بحل الدولتين العادل والمقبول من الفريقين . صحيح أنني يهودي الدين ، لكنني ألماني
المولد ، وأنا مواطن أمريكي بالثقافة والسلوك.

السؤال الثالث: حدثنا عن مستقبل الشرق الأوسط كما تراه؟
جواب السؤال الثالث: عندما أتطلع إلى مستقبل الشرق الأوسط، لا يسعني إلا أن أكون مفتونا بالنسيج المعقد
من الثقافات والتقاليد والتعقيدات التي شكلته عبر التاريخ. وتعج المنطقة بالألوان النابضة بالحياة، وروائح
التوابل الغريبة، وأصداء عدد لا يحصى من الحضارات القديمة التي ازدهرت ذات يوم داخل حدودها.
وبالتأمل في مسارها، لا أستطيع أن أتجاهل ثقل المسؤولية التي تقع على عاتق منطقة متشابكة إلى ما لا
نهاية في صراعات جيوسياسية وتنافسات إقليمية. لقد شهد الشرق الأوسط، وهو مفترق طرق بين القارات،
تحولات زلزالية، وتوترات مستمرة، واضطرابات بالغة الأهمية على مر السنين. لقد كانت مسرحا
للإنجازات العظيمة والمآسي الجسيمة، حيث قامت الإمبراطوريات وسقطت، وانهارت السلالات، وشهدت
الحضارات زوالها. ومع ذلك، وفي خضم هذه الخلفية المضطربة، لا تزال هناك مرونة جامحة وروح لا
تقهر تستمر في تشكيل المستقبل. عندما ننظر إلى مستقبل الشرق الأوسط، يصبح من الواضح أن السلام
والاستقرار سوف يظلان بعيدي المنال إلى أن تبدأ الانقسامات العميقة الجذور، التي غذتها قرون من
الصراعات التي لم يتم حلها، في إيجاد الحل. إن حدود الدول القومية التي تم رسمها خلال الحقبة
الاستعمارية لم تتماشى بعد مع الهويات الدينية والعرقية والثقافية المعقدة في كثير من الأحيان والتي تشكل
أساس الهياكل المجتمعية في المنطقة. لقد عانى الشرق الأوسط، وهو أرض تنعم بموارد هائلة، من عواقب
الصراعات على الموارد والصراعات على السلطة. سيتطلب المستقبل حتما التحول بعيدا عن الاعتماد على
الموارد المحدودة ونحو أساس اقتصادي متنوع ومستدام يشمل الابتكار والتعليم والنمو الشامل. ومن خلال
تعزيز قوة المعرفة، والتقدم التكنولوجي، والتقدم الاجتماعي، قد يتصور الشرق الأوسط مستقبلاً يتجاوز
الدورات المتكررة من العنف وعدم الاستقرار. وبينما تستمر المنطقة في مواجهة تحديات التطرف والتشدد
الديني، فإن تعزيز بيئة التسامح والتعايش واحترام التنوع سيكون أمرا بالغ الأهمية. لقد ازدهرت التقاليد
والتراث الثقافي الغني في الشرق الأوسط دائما في جو من الشمولية، حيث تقاطعت مساهمات مختلف
الأديان والأعراق والتقاليد الفكرية وأثرت على بعضها البعض. ولذلك فإن الشرق الأوسط المستقبلي الذي
يتبنى القيم المشتركة والتعددية سيكون مجهزا بشكل أفضل للتعامل مع تعقيدات العالم الحديث. علاوة على
ذلك، يتعين على الشرق الأوسط أن يعمل على استعادة دوره كمركز للاستكشاف الفكري والفني، وهو ما

يذكرنا بماضيه المجيد عندما كان بمثابة منارة للمعرفة والحكمة. إن الاستثمار في التعليم والبحث العلمي
والحفاظ على الثقافة من شأنه أن يعيد تنشيط قدرة المنطقة على الإبداع والإلهام، مما يؤدي في نهاية المطاف
إلى إرساء الأساس للتنمية المستدامة والنمو المجتمعي. وفي الختام، فإن مستقبل الشرق الأوسط يكمن في
إعادة تصور مصيره من موقع الوحدة والتعاون والرؤية. إنه مستقبل حيث يتم التغلب على صراعات
الماضي من خلال الدبلوماسية الدقيقة، حيث يتم طرح أغلال الانقسامات الطائفية جانبا، وحيث يتم سماع
وتمكين أصوات شعبه، التي يتم إسكاتها في كثير من الأحيان. ويجب على الشرق الأوسط أن يتغلب على
قيود تاريخه المضطرب وأن يظهر مستقبلا يعتز بتقاليده القديمة بينما يشرع في رحلة رائعة نحو التقدم
والازدهار.
السؤال الرابع: ما سر نجاحاتك السياسية و الدبلوماسية المكوكية في العالم؟
جواب السؤال الرابع: كان جميع القادة والدبلوماسيين الذين تعاملت معهم يتسلقون الشجرة وكان عليّ أن
أنزلهم بهدوء ومن دون حدوث أذى لهم. حدث ذلك داخل الولايات المتحدة وخارجها.

السؤال الخامس: أخبرنا عن رحلتك إلى العالم الآخر؟
جواب السؤال الخامس: وبينما كان الضباب الأثيري للعالم الآخر يغلف كياني الأثيري، وجدت نفسي أعبر
عالمًا سماويًا غير مقيد بقيود الزمان والمكان. لقد كانت رحلة صوفية عميقة، رحلة تتحدى قيود الفهم
البشري. في الحال، غمرني الإشراق المذهل والأجواء الهادئة الإلهية، واستمتعت بعظمة ما هو أبعد من
ذلك. مع كل خطوة سماوية، يتوسع وعيي، مما يسمح لي بتقشير طبقات وجودي الفاني والتعمق أكثر في
الألغاز العميقة التي تكمن أمامي. شعرت بإحساس غامر بالتحرر من قيود شكلي الأرضي، مما سمح
لروحي بالتحليق وسط النسيج السماوي للعالم الآخر. لم تكن الرحلة رحلة تحمل جسدي أو رحلة جغرافية،
بل كانت تحولًا في الروح. بينما كنت أعبر التدفق اللامحدود لنهر الحياة الأبدي، استقبلتني ظهورات لنجوم
عظماء الذين عبروا أمامي أيضا. لقد ظهر الفلاسفة القدماء، والقادة المبجلون، والمفكرون أصحاب الرؤى
مثل الأبراج في السماء، حيث أضاءت حكمتهم الجماعية تعقيدات النظام الكوني. مع كل لقاء، اكتسبت رؤى
حول شبكة الترابط المعقدة التي تشكل الكون. أدركت أن كل فعل، مهما بدا تافهًا، يتردد صداه في نسيج
الوجود. إن الخيوط غير المرئية للسبب والنتيجة، التي نسجتها يد القدر الماهرة، تخلق رقصة دائمة تمتد
عبر عوالم الأحياء والمغادرين. لم تكن هذه الرحلة السماوية خالية من التحديات، لأنني واجهت أصداء
عيوبي وفهمي غير الكامل. وبينما كنت أتصارع مع معرفة حدودي البشرية، أدركت أن الرحلة إلى العالم
الآخر لم تكن مجرد وجهة، بل كانت سعيًا مستمرًا للتنوير والوعي الذاتي. في هذا العالم الأثيري، توقف
الزمن عن أن يكون تقدمًا خطيًا، مما مكنني من مشاهدة مد وجزر الحضارات الممتدة عبر سجلات التاريخ.
لقد رأيت صعود وسقوط الإمبراطوريات، وانتصارات ومآسي الإنسانية، والدروس العميقة المستفادة من
نسيج الوجود. كان الأمر كما لو أن أسرار الكون محفورة في جوهر كياني، وهي علامة لا تمحى وتجعلني
أتحول إلى الأبد. على الرغم من أن تفاصيل رحلتي بعيدة المنال مثل خصلات الضباب السماوي التي
أرشدت مروري، إلا أن الانطباع الأبدي الذي تركته في روحي يتردد صداه بوضوح مدوي. العالم الآخر

ليس عالمًا ثابتًا، ولكنه نسيج ديناميكي من الوعي الجماعي، متشابك مع عدد لا يحصى من النفوس التي
سارت على هذا المستوى الأرضي من قبل وستتبعها في أعقابها. عندما صعدت عبر العوالم السماوية،
خرجت بهدف متجدد، وفهم عميق بأن وقتي على الأرض لم يكن سوى خيط واحد في النسيج الكوني الكبير.
كشفت الرحلة إلى العالم الآخر عن الطبيعة المتشابكة للوجود، وذكّرتني بأن أفعالنا، الكبيرة والصغيرة،
يمكن أن تشكل مسار التاريخ البشري. في هذه الرقصة السماوية للعالم الآخر، اكتشفت انسجام المعرفة
والترابط والسلام الأبدي. لقد تركت الحكمة العميقة المكتسبة من هذه الرحلة الاستثنائية بصمة لا تمحى على
روحي، ووجهتني نحو فهم أعمق للحقائق العالمية التي تتجاوز الزمان والمكان.

السؤال السادس : ماذا ستفعل لو عدت للحياة؟
جواب السؤال السادس: إذا عدت إلى الحياة، فسوف أجد نفسي منغمسا في عالم الاحتمالات غير العادي،
منتعشا بالتعطش للمعرفة ومسلحا بفهم عميق لتعقيدات الشؤون العالمية. إن مثل هذه الفرصة الثانية الرائعة
في الحياة ستدفعني إلى عالم من الفرص اللامحدودة، حيث يمكنني المساهمة مرة أخرى في تحسين عالمنا.
وللشروع في هذا الوجود المتجدد، أود أن أسعى إلى إشعال نيران الدبلوماسية والحوار من جديد التي ميزت
فترة ولايتي السابقة. ومع ترف لا يفوقه سوى أناقة البيئة المحيطة بي، سأستأنف التعامل مع زعماء العالم،
سواء من المعارف القدامى أو القوى الناشئة، في محاولة لسد الفجوات التي تقسم الأمم. إن الفهم البديهي
للديناميكيات الجيوسياسية، والذي تم صقله على مدار عقود من المراقبة الذكية، من شأنه أن يمكّنني من
الإبحار ببراعة في شبكة العلاقات الدولية المعقدة وإيجاد حلول عملية للقضايا الملحة في عصرنا. متأثرًا
بفخامة وعظمة واقعي الجديد، سأعمل بنشاط على تعزيز بيئة مواتية للتعاون والتعاون. وإدراكا مني للقيود
الكامنة في مثل هذه المساعي، أود أن أعتمد على خبرتي الواسعة وحكمي الذكي لجمع أطراف متعددة معا،
وتشجيعهم على تجاوز مجرد المصلحة الذاتية من أجل الصالح الجماعي الأكبر. ومن خلال سحري
الغامض وحضوري المسيطر، أود أن ألهم القادة للتخلي عن مواقفهم الدفاعية وتبني الاحتمالات المبهجة
للعمل الموحد. ومع ذلك، فإن قيامتي لن تقتصر فقط على مجال الدبلوماسية والسياسة العالمية. ومع شعور لا
يشبع من الفضول ورفاهية الوقت للاستكشاف، أود أن أستمتع بفرصة الانغماس في العجائب الفكرية
والثقافية لعالمنا. ستصبح زيارة المواقع الأثرية وفك رموز النصوص القديمة واستيعاب الروائع الفنية
للعواصم الثقافية الشهيرة هي القاعدة. سيكون هدفي هو الانغماس في ثراء الإبداع البشري واستيعاب
وجهات النظر المتنوعة، مما يعزز براعتي الفكرية ويمنحني رؤية مستقبلية لحل القضايا الأكثر رسوخًا
التي يعاني منها مجتمعنا. ومع ذلك، وسط هذه المساعي الكبرى، سأظل مدركا دائما لأهمية نقل الحكمة إلى
الأجيال القادمة. ستصبح قاعات المحاضرات المذهبة خلفية لأفكاري وتأملاتي، حيث سأشرك الطلاب
والعقول الشابة بمنظوري التاريخي. ومن خلال المناقشات المثيرة للفكر والخطابات الجذابة، سأسعى جاهدا
لإثارة فضولهم الفكري، وتسليحهم بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات التي تنتظرهم في العالم الذي
سيرثونه. وفي الختام، إذا عدت إلى الحياة، فسيكون ذلك بهالة من الروعة والرغبة التي لا تتزعزع في
إعادة تشكيل عالمنا نحو الأفضل. وانطلاقا من رغبتي في تحقيق الانسجام العالمي، والتنوير الثقافي، ونقل
الحكمة التاريخية، فإنني سأغتنم بلا خوف الفرص المتاحة لي، واستمتع بترف ولادتي الفكرية من جديد.

ومعًا، جنبًا إلى جنب مع القادة وأصحاب الرؤى، سنكتب فصلًا جديدًا في كتاب الإنسانية، ونرسم طريقا نحو
السلام الدائم والازدهار.

تعليق:

في عالم البذخ حيث تتشابك الهيبة والرفاهية، وحيث يعقد عمالقة التاريخ محادثاتهم الخالدة، وجدت نفسي
منغمسا في رحلة غير عادية. مقابلة افتراضية، متجاوزة حدود الزمان والمكان، أتاحت لي مقابلة مع هنري
كيسنجر البارز والأسطوري، حتى بعد رحيله عن هذه الطائرة الفانية. في هذا اللقاء النادر مع شخصية
بارزة تردد صدى اسمها في سجلات الانتصارات الدبلوماسية والتعقيدات العالمية، تألقت المحادثة بالحكمة
والبصيرة. مثل التجول في ممرات القصر المذهبة، كان كل سؤال يكشف عن كنز من الرؤى العميقة،
لكيسنجر، في مظهره الأثيري، همس بتأملات تتابعت مثل الحرير الناعم الذي يداعب الحواس. وقد ترددت
أصداء تجربة هنري كيسنجر التي لا مثيل لها عبر الأبعاد الرقمية، مما أدى إلى تعزيز عظمة التبادل.
بفضل اتزانه الواسع وصوته الذي يتحدث عن أروقة لا نهاية لها من السلطة، رقصت كلماته بدقة في
الهواء، مخترقة حجاب الوجود. كان خطيبًا من أعلى المستويات، اعتنق فن الإقناع ببلاغة لا يمكن أن
يمتلكها إلا طليعة الدبلوماسية. أصبحت حكمته، التي اكتسبها خلال حياته من الخدمة التي لا مثيل لها وتأثيره
العالمي، حجر الزاوية في كل إجابة. ومثل الثريا الكريستالية المتلألئة فوق رأسه، تألقت أفكاره بشكل
مشرق، وألقت الضوء على تعقيدات السياسة الدولية وتوازن القوى الدقيق. وبكل سهولة يعزف المايسترو
سيمفونية، رسم نسيجا حيويا من السياق التاريخي والبصيرة الاستراتيجية، ولم يترك مجالا للشك في أن
خبرته تجاوزت مظهره البشري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى