أخبارثقافة

كيف كانت البداية بين الكاتبتين رؤى وسَما

كُتِبَتْ مَرَّ السَّحَاب

“كُتِبَتْ : مَرَّ السَّحَاب”، هو الكتاب الثالث من مشروع “كُتِبَتْ” لرؤى عبيد وسَما، (الدار العربية
للعلوم ناشرون، 2023). والقراء لا بدّ وأنهم يتذكرون كيف كانت البداية بين الكاتبتين رؤى وسَما، من
دون موعد وتخطيط، ومن دون معرفة، إلا أنها أنتجت كتاباً عنوانه (كُتِبَتْ).
(كًتِبَتْ) الإنتاج الأول لرحلة الكتابة الثنائية، حملت هذه الرواية بين طيّاتها قصتين، الأولى قصة
الكاتبتين وكيف بدأتا الكتابة، وكيف نشرتا الكتاب، وكيف تقاطعت السُبل بهما لتطرق إحداهما باب
الأخرى وتخرُجا بسلسلة من الكتب.
القصة الثانية في (كُتِبَتْ) هي من تأليف الكاتبتين حين اجتمع قلماهما من خلال رسائل متبادلة تُكمِلُ
فيها كل واحدة منهما ما وصلت إليه الأخرى من حبكة وأحداث تمَّت كتابتها من وحي خيال اجتماعي
محلي. انتهت تلك المسيرة لتبدأ أخرى بعنوان (رُزِقْتُ بَعثاً) حملت هي الأخرى تجربة كتابية جديدة
بأفكار وشخصيات مختلفة ومواضيع واقعية، حيث استفادت الكاتبتان من التجربة الأولى وصداها.
استمرّت المسيرة وصولاً إلى الكتاب الثالث الذي ساقهما للكتابة بنسق مختلف من خلال أدب رسائل
حقيقي بين شخصيتين مختلقتين من وحي الخيال، إلا أنهما بشكل ما تعبِّران عن تجربة الكتابة اليومية
للرسائل بين الكاتبتين اللتين تمارسانها فعلياً بشكل دائم وشبه يومي في واقعهما؛ لقد علّمتهما التجربة الذاتية
الشخصية، كيف أن لهذه الرسائل قدرة عالية على تجاوز النصوص والأسئلة وتغيير اتجاه الحديث، فعلى
أرض الواقع كان هناك تغافل عن سؤال، وتجاوز لآخر، وتركيز على فكرة، وعجلةٌ عند المرور بأخرى،
واستئذانٌ لتأجيل نقاش أو إجابة عن سؤال. لذلك، في هذا العمل لن نقرأ تسلسلاً دائماً للأفكار والتفاصيل، بل
سنجد مساحات لم تجد مكاناً لها في النصوص رغم العروج عليها! وإذا سُئلنا لماذا؟ فالجواب هو أن التجربة
الواقعية كانت دليلاً على صحة تلك التنقّلات وذاك التغافل أو التأجيل أو التجاهل.
هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (مرّ السَّحاب) يأخذ القراء في رحلة الرسائل اليومية وكيف تفتح أبواباً
من الحديث ومساحات من البوح ومساحات من الأفكار، ليمرّوا فيها مرور السَّحاب على فكرة من خلال
آية من آيات الذات، وعلى عدد من الجوانب الحياتية المختلفة التي تشكّل معاناة في حياة الكثيرين منهم.
هذا العمل نتاج سنوات من الكتابة الثنائية، وأيام وليالي من التفكير والمحاولة المستمرة لصقل الأقلام
والأفكار في هيئة أعمال أدبية تستحق النمو والنضج لتصل لأقرب جودة ممكنة يستحقها القارئ المتابع
للقلمين ورحلتهما منذ عام 2019م.
تعي الكاتبتان أنك قد تجد نفسك بين الأسطر، وقد لا تجدها، قد تتّفق مع بعض الأفكار والآراء، وقد
لا تتّفق، قد تستمتع بالحروف وقد لا تستمتع… إلا أنهما تأملان ألّا تخرج من بين دفتي الكتاب صِفر
اليدين، يكفيهما أن تكون الأسطر ولو للحظة كاليد التي تربِّت، كالحضن الذي يُسكن، كالمهد الذي يُهزّ،
كالطبيعة التي تداوي، كالسماء التي تمطر، كمرِّ السَّحاب تمرُّ سريعاً بغيث قبل أن تشعر.
تقول الكاتبتان رؤى عبيد وسَما لقارئ “كُتِبَتْ”:
“وأنت تقرأ مرّ السَّحاب..
اسأل نفسك: هل فكرت يوماً أن تكتب لغريب؟
هل يروق لك أن تنكشف على من لا يعرفك؟
هل فكرت أن تتجرد من كل أقنعتك؟
هل تملك الجرأة لمواجهة نفسك؟
هل تعرف كيف تعيد تربية نفسك من خلال الكائنات من حولك؟
هل تحب أن تمر مرور السَّحاب؟
أم تحب أن تحسبك الأعين جامداً كالجبال؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى