أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

غزة صامدة…. وحلم إسرائيل بات من رابع المستحيلات

الدكتور خيام الزعبي – جامعة الفرات

تواصل غزة نزيف دماء أبناءها ثمناً لمخطط دولي كبير يرمي إلى خلق شرق أوسط جديد، بتسهيل من دول إقليمية ودولية شعارها الدم والتفجير وأهدافها الفوضى والعنف انسجاما ً مع طبيعتهم في الإجرام التي لطالما اكتسبوها وأتقنوها منذ بداية الحرب على غزة، فكانوا على استعداد لخوض معركة كبرى من خلال مخزونات الأسلحة، وإصرارهم على التقدم نحو قطاع غزة وإسقاطه، كانوا يعتقدون بأن حربهم على غزة ستكون نزهة، وظنّوا بأنهم سيدخلونها ويحتلوها، لكنهم لم يعلموا بأن الشعب الغزاوي شعب يملؤه الإصرار والثبات يقاوم السقوط، ويرفض الاستسلام ويكره أن يموت جبان فداءً لفلسطين وعزتها وشرفها.

  بعد أن سقطت أدواته في غزة، حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على غزة يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فرجال المقاومة الفلسطينية أعدوا خطة عسكرية محكمة وكبيرة لسحق القوات الإسرائيلية، ولدى المقاومة مفاجآت لهم لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهم في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير فلسطين من براثينه وأحقاده.

اليوم علامات انهيار تحالف قوى الشر(اسرائيل وأمريكا) بدأت تظهر بقوة وأن بالغوا في قصفهم للأحياء السكنية في قطاع غزة وغيرها من المدن الفلسطينية أو إظهار سيطرتهم عليها عبر وسائل الإعلام، صحيح أن ما حدث لغزة من تدمير ما كان ليحدث لولا الدعم الخارجي الكبير” الأمريكي “، لكن الصورة الواضحة في غزة هي إنهيار بين صفوف الجيش الإسرائيلي، يقابله عزم وإصرار من رجال المقاومة على تحرير فلسطين من إسرائيل الارهابية.

إن معركة غزة وجهت ضربة قاصمة للجيش الإسرائيلي وعملاؤه، بعدما شنت المقاومة عمليات كبيرة منذ أسابيع كانت ذروتها ال 24 ساعة الأخيرة التي أدت الى قتل وأسر أعداد كبيرة من عناصر القوات الإسرائيلية، ونجحت المقاومة في تدمير آليات وأسلحة وذخائر للإرهابيين الإسرائيليين، ومن جهة أخرى أحبط رجال المقاومة عدة محاولات للاحتلال الصهيوني للسيطرة على القطاع، وفي المقابل لاحظ المراقبون تجاهل محطات وسائل الإعلام الغربية والعربية تغطية انتصارات المقاومة والحاق هزيمة منكرة لجيش الاحتلال الصهيوني وحلفائه.

جميع المعطيات تشير الى أن الكيان الصهيوني وعملاؤه  بدأوا الآن، وبعد فوات الأوان، يدركون فداحة الخطأ الذي إرتكبوه بقرارهم الدخول في مواجهة مباشرة مع رجال المقاومة الفلسطينية، فرغم دعمهم اللامحدود من عملاءهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية، لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة، أن يحققوا ولو هدفاً واحداً من أهدافهم المعلنة وغير المعلنة، في هذا السياق اكتسبت المقاومة قوة دفع كبيرة في ميدان المعركة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

أمام هذا الواقع لا بد من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية والإسلامية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية (أمريكا وإسرائيل) من أهداف سعياً لتعزيز أمنهما والسيطرة على مقدرات البلاد، ويجب إدراك المصلحة الحقيقة للأمة العربية وعزل أمريكا وإسرائيل من أن تكون اللاعب الرئيسي أو الفرعي في تقرير مصير الصراع ومآلاته.

مجملاً… إن رجال المقاومة الفلسطينية يتحملون مسؤولياتهم اليوم لحماية فلسطين وتحصينها في مواجهة الإرهابيين الإسرائيليين، ويقومون بكل ما من شأنه أن يجعل فلسطين قوية وعصية على كل التهديدات والأخطار التي تواجهها، وإن المحاولات الخائبة التي تقوم بها إسرائيل وأمريكا وعملاؤها المحليون لن ينجحوا في ثني المقاومة عن أداء واجباتها لغاية تحرير آخر شبر من أرض فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني المؤمن مستعد لأن يوفر للمقاومة كل مقومات استمرارها، كونها هي الخيار الأوحد والأمل الوحيد في تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن.

بإختصار شديد…. إن إنتصار غزة في حربها ضد الإرهاب الصهيوني سيرسم معالم التسوية السياسية القادمة في المنطقة، لذلك كلنا أمل وثقة أن تكون الأسابيع الأولى من عام 2024 نهاية الإرهاب الإسرائيلي بكافة أشكاله وبداية الانتصار والازدهار لكل الفلسطينيين بعد كل التضحيات التي قدموها نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، بعد أن حشد التحالف الأميركي الإسرائيلي كل مرتزقتهم لتحقيق أي كسب معنوي، لكن غزة الصامدة أبت إلا أن تدفن أحلامهم  وتعلن عن قرب حسم المعركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى