أخبار هبنقةتعاليقرأي

السفراء يتبعهم الغاوون !

محمد حمد

خصوصا في العراق !
ربما أشرت في مناسبات سابقة إلى هذا الموضوع ” الحسّاس” والمثير للجدل . وبما أنه موضوع غريب وشاذ ومقلق في العمل الدبلوماسي في معظم جوانبه. فلا بأس بالعودة إليه مجدّدا. وأقصد جولات وصولات السفراء الأجانب في العراق. خصوصا صاحبة السمو “الإمبريالي” سفيرة واشنطن في بغداد، السيدة رومانسكي. والتي أقامت قبل أيام قلائل مأدبة إفطار (طبعا لوجه الله ورسوله !) لتثبت للسذج من العراقيين، وما أكثرهم في هذا الزمان، أن أمريكا التي غزتهم ودمّرت بلادهم تحبّهم حبّا لا مثيل له. ولم تبخل عليهم بمأدبة إفطار تحمل ما هو أكثر من ذر الرماد في العيون, المصابة اصلا بالعمى السياسي الاسود.
نود الإشارة هنا إلى أن سفيرة امريكا، الدولة التي لا تكف ولا تتعب من زرع النزاعات والفرقة والخصومات في كل مكان، استطاعت أن تزيح الممثلة المسرحية “القديرة” بلاسخارت اقصد ممثلة الأمم المتحدة في بغداد. والتي كان لها “الشرف” في مقابلة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الذي حرم العراقيين جميعا، ودون وجه حق، من رؤيته ولو عن طريق الفيديو.
أن ظاهرة لقاءات وزيارات السفراء إلى “سياسي” بغداد غير مألوفة في آي بلد آخر. حتى في البلدان المتخلفة، التي تعيش بفضل “هبات” امريكا الملغومة وكرمها المسموم. ولكن العراق يبقى الاستثناء في العمل السياسي.
وفي دول أوروبا على سبيل المثال من النادر جدا أن يجتمع السفير الأجنبي مع من هب ودب دون علم وتنسيق مع وزارة الخارجية في الدولة التي يقيم فيها. ولا يمكن أن ترى سفيرا أجنبيا مهما كانت الحجج والاعذار، يلتقي خلسة مع ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني. او ينظم دورات أو ورش عمل في هذا الشأن أو ذاك. ان هذه المنظمات تعتمد عادة على دعم المواطنين لها وما تكسبه من نشاطاتها وفعالياتها المتنوعة. وليس على الدعم الخارجي. خصوصا الأمريكي.
ثمة ثقوب وعيوب في عمل وزارة خارجية العراق وثمة أكثر من خلل في مجمل النظام السياسي في العراق. وان صولات وجولات سفيرة واشنطن في بغداد لا يمكن اعتبارها الا تدخلا فاضحا وسافرا ومهينا لحكومة بغداد التي تتباهى بأنها نجحت و قدّمت انجازات “ملموسة” في خدمة المواطنين.
اعترف، انا الذي اعيش في دولة أوروبية منذ أكثر من أربعة غقود، بأنني لا اعرف اسم اي سفير اجنبي في هذه الدولة. لا السفير الأمريكي ولا الصيني ولا الروسي ولا ولا ولا. بل احهل حتى اسم سفير العراق هنا. ليس لعدم حاجتي إلى خدماتهم والحمد لله. بل لأنهم ملزمون باحترام الأصول المتبعة في العمل الدبلوماسي. ويحترمون هيبة الدولة وتقاليدها ولا يقومون باي تحركات تثير الشكوك والشبهات حولهم. وقبل كل شيء ينسّقون عملهم مع وزارة خارجية البلد الذي يستضيفهم. ويدخل في هذا لأمر مسألة سلامتهم الشخصية وسلامة من يعمل معهم.
وباختصار شديد لا يمكن لسفير أن يتجاوز حدود عمله الدوبلوماسي بأية حال من الأحوال. خلافا لما تقوم به السيدة رومانسكي سفيرة واشنطن في بغداد .
صدقوني هنا في أوروبا إذا سالت اي مواطن عن اسم السفير الأمريكي فسيكون الجواب: لا اعرف !
بينما في العراق لا يوجد شخص واحد لا يعرف رومانسكي سفيرة امريكا في بغداد. ناهيك عن أن الصحف هنا لا تشير ولا تتابع ولا تبث اخبار السفراء الأجانب. ومن النادر جدا العثور على خبر ولو بسطرين يتحدث عن سفير اجنبي. اللهم إلا في ظروف وحالات وأوضاع دولية استثنائية.
الم اقل لكم سابقا أن العراق يعيش مرحلة ديمقراطية حدّث ولا حرج !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى