أخبار هبنقة

20 شاردة

طارق حجي

خلال الاشهر الأخيرة ، نشرت عدة مقالات مطولة لي. وكعادتي ، فقد نشرت عقب كل مقال فقرة مقتضبة عن موضوع أو فكرةَ ما. وهذه هى تلك الفقرات :

(1) قال ديدرو :
لم يسبق لفيلسوف أن قتل رجل دين ، ولكن رجال الدين قتلوا الكثير من الفلاسفة.

ومعلوم أن تحول فرنسا وغيرها من الدولِ الأوروبيةِ من الحقبةِ الإقطاعيةِ للعصرِ الحديثِ كان بتأثير أفكارِ نخبةٍ من مفكري فرنسا مثل ڤولتير و روسو و ديدرو و مونتسيكيو …

وصاحب هذا المقولة عن الفلاسفةِ ورجالِ الدين هو Denis Diderot الذى ولد سنة 1713 وتوفى سنة 1784 أيّ قبل الثورةِ الفرنسيةِ بخمسِ سنواتٍ.

(2) مصرُ فى أفريقيا ، ولكنها أفريقيةٌ بنسبةٍ صغيرةٍ جداً.

ومصرُ تتكلم العربية ولكنها جدُ مختلفة تاريخياً و ثقافياً عن غيرها من الشعوب الناطقة بالعربية.

والأغلبية فى مِصْرَ دينها الإسلام ، ولكن هذا لا يجعلها ثقافياً قريبةً من إندونيسيا أو پاكستان أو السعودية.

أما الحقيقة التى لا تدحض فهى أن “مِصْرَ مصريةٌ” كما أعلنها أحمد لطفي السيد سنة 1907 مع تأسيسه ل “حزب الأمة”.

(3) مما تعلمتُه من خلال معرفتي ولقاءاتي بأكثر من 50 ملكاً و رئيساً وعشرات غيرهم من نجوم السياسة والمال ، أن أستطيع معرفة القيمة والقدرات الذاتية لمن أتعامل معه وأن أري مزاياه العائدة لمنصبه وليس لذاته. وهى لعنة ! نعم ، لعنة كانت السبب فى أن أرى شخصاً مثل حسني مبارك (وهو رئيس جمهورية) كشخصٍ لا يستحق أن يكون أكثر من مدير أحد نوادي الضباط !

من خاتمة كتابي “عرفتُهم”

(4) مصرُ مؤهلة (نظرياً) لأن يكون دخلها من السياحة ضعف دخل دبي من السياحة.

ولكن واقعياً ، فنحن أمام هاتين حقيقتين كارثيتين :

  • فشعب مصرَ يبذل قصارى جهده لجعل سمعة بلدِه طاردة للسائحين
  • والحكومة المصرية تقوم بكل ما من شأنه أن يقلل عدد السائحين.

(5) أصل معظم مفردات العامية المصرية “عربي”. قلتُ ذلك لصديقٍ يدعو للكتابة بالعامية. فلما لم يقبل ما ذكرتُه : قلتُ له : منذ قليل وصفت أنت إنساناً بأنه “حدق” ! فرد : وهل هذه عربية ؟ فقلتُ له نعم ، أصلها “حذق” أيّ ماهر …

(6)
سر “مِصْرَ-محمد-عليّ” يكمن فى الأقلياتِ :

اليهود
اليونانيين
الإيطاليين
المالطيين
الشوام

وكانت الأسرُ الريفية ترتقي بالتعليمِ وبالتأثرِ بالأقلياتِ.

وقد قضت حكومات مِصْرَ خلال العقود السبعة الأخيرة على الأقلياتِ ، فأصبح الطريقُ مفتوحاً أمام : ترييف مِصْرَ !

(7) عندما قابلتُ الرئيسَ مبارك لأولِ مرةٍ كان ذلك فى حقلِ خليج الزيت البترولي بالبحرِ الأحمر. وكنت يومها واحداً من ست ِأشخاص من الشركاتِ الأوروبية التى إكتشفت وقامت بتنميةِ هذا الحقل. كان ذلك فى أوائل 1987. وكإنسانٍ إحترف معرفة التكوين الثقافي لأي إنسانٍ من مفرداتِه ، فقد أُصبتُ يومها بصدمةٍ ، فالرجل كان معدوم الثقافة !

(8) “فلان” كان وزيراً لخارجية بلدِه الخليجي لسنواتٍ عديدة ثم أصبح الحاكم. كانت معرفتُه بالمجتمعاتِ العربيةِ موسوعية. سمعتُه مرة يقول : أن تكون مصرياً فهذه “جنسية”ٍ ، أما أن تكون لبنانياً فتلك “وظيفة” !

(9) كنتُ خلال سنوات الدراسة الإبتدائية والإعدادية والثانوية
فى نفس المدرسة مع خالد جمال عبدالناصر و عبدالحميد جمال عبد الناصر و عبدالحكيم جمال عبد الناصر

ولا أظن أن بوسع أي شخص لم يعرفهم (وقتئذ) أن يدركَ كيف كانوا يتصرفون وكأنهم أبناء مواطن مصري عادي ليس فى منصب كبير !

(10) الأديان = ذكورية
الحضارات = ذكورية
الثقافات = ذكورية
المجتمعات = ذكورية
القيادات = ذكورية
الشرائع = ذكورية

والإختلاف الوحيد هو : لأيةِ درجة !

(11) منذ أيام بثتَ محطةٌ إذاعيةٌ ثقافيةٌ حواراً قصيراً جداً معي عن اللغةِ العربيةِ. فى كلمتي قلتُ : لا تتقن قواعدَ اللغةِ بدراستِها فقط وإنما بفهمِ منطقِ النحو.

(12) بدون حركة ترجمة واسعة سيظل معظم المصريين بعيدين عن الحداثة والتفكير العلمي والعقل العصري. وأقصد ترجمة أهم كلاسيكيات وروائع الفلسفة والتاريخ وعلم الإنسان والإجتماع والأديان والآداب والفنون والعلوم التطبيقية.

(13) أتفهمُ أسباب عدم إتقانِ الكثير من المصريين الحاليين للغتِهم ، ولكن من المستحيلِ أن أتفهم أن يكون الإنسانُ المصري كاتباً أو صحفياً وتكون كتاباتُه حاشدةً بالأخطاءِ :
النحوية و الإملائية ! وهو (العار) الحادث الآن.

(14) أنجب الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة قرابة 100 إبناً و إبنة منهم 42 من الذكور. والإبن رقم 30 من أبناءه الذكور هو ملك السعودية الحالي سلمان.

ومن أكثر من عرفتُهم فى حياتي معرفةً بالدولة السعودية الثالثة صديقي الكاتب والمؤرخ الإنجليزي روبرت لاسي
Robert Lacey
مؤلف كتاب “المملكة”.

(15) كنتُ فى ندوةٍ (فى جامعةٍ خارج مِصْرَ ) عن اللهجاتِ العربيةِ وسئلتُ من دارسٍ للصوتياتِ Phonetics عن أهمِ إختلافاتِ النطقِ المصري العامي عن الصوابِ من منظورِ ال Classic Arabic Phonetics ، فقلتُ :

هذه أمثلة :

المصري ينطق التاء أحياناً وكأنها طاء : والمثال هو النطق المصري العامي لكلمةٍ مثل “صيت” أي سمعة.

وهو ينطق السين أحياناً وكأنها صاد : والمثال الأوضح هو نطقه لإسمِ مدينةِ أسوان.

وحروف الثاء والظاء والذال تنطق بدون إخراجِ اللسان.

والقاف تنطق كثيراً مخففة (وليس من موضعِ نطقِها فى الفم).

وعندما أكملتُ حديثي ، قال لي دارسُ الصوتيات ذاته : وماذا عن نطق المصريين لحرف ال “ج” ؟

فقلت له : لحرفِ ال “ج” نطق شائع فى المجتمعاتِ الناطقة بالعربية يُقابل حرف “J” فى اللغاتِ الأوروبية ، ونطق غير شائعٍ يقابل حرف G فى كلمة Gold. والأول يُسمى النطق العدناني والثاني يُسمى النطق القحطاني. وكلاهما صحيح. ولكن النطقَ القحطاني أقدم. وأضفتُ : علماً بأن ملايين المصريين (لاسيما جنوب القاهرة) ينطقون حرف ال “ج” بكيفيةٍ مماثلةٍ للشائعِ فى معظمِ البلادِ الناطقةِ بالعربيةِ.

(16) نشأت = نشأة
نعمت = نعمة
دولت = دولة
شوكت = شوكة
رفعت = رفعة
عصمت = عصمة
عزت = عزة
مرڤت = مروة

وعشرات الأسماء مثلها
ذهبت للعثمانيين ب “تاء مربوطة”
ورجعت لنا ب “تاء مفتوحة” !

(17) فى دولِ العالمِ الثالثِ التى حكمتها أنظمةٌ شمولية إعلاميون هم موظفون لا يتحلون بأية حريةٍ أو إستقلاليةٍ.
وهم نموذج يصعب وجود نظيرِه فى البلادِ الأكثر تقدما ً. وهؤلاء “ترس” كبير فى آلة الإستبداد.

(18)شعراء العامية المصرية كثيرون ولعل أعظمهم بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح چاهين والأبنودي وأحمد فؤاد نجم

ونجم (عندي) هو الأروع !

(19) تاريخُ مِصْرَ القديمة له صانع إسمه الجغرافيا !

(20) الموضوع جد قديم !
ف “الچنرال” حور محب لم يكن من الأمراء ولكنه كان زوج أخت نفرتيتي زوجة أمنحوتب الرابع (أخناتون). وفى ظرفٍ ما أصبح حور محب آخر ملوك الأسرة 18 … ومن بعده جاء “چنرال” آخر هو رمسيس الأول مؤسس الأسرة 19 ووالد سيتي الأول وجد رمسيس الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى